فى عيد ميلاده.. صلاح السعدنى بعلن أنه بخير ومستمتع بحياته الهادئة

امس الاربعاء احتفل الفنان المصري الكبير صلاح السعدنى، عمدة الدراما الشعبية، بعيد ميلاده، الموافق 23 أكتوبر من عام 1943، وذلك فى جو هادئ مع أسرته وأبنائه وأحفاده، بعدما ابتعد منذ سنوات عن الظهور وفرض على نفسه نوعا من العزلة لأسباب عديدة.

وفى أول تصريح له بعد عزلة وغياب طويل، طمأن عمدة الدراما الفنان الكبير صلاح السعدنى جمهوره عبر اليوم السابع، مؤكدا أن حالته الصحية مستقرة ويعيش فى هدوء مع أسرته وأبنائه واحفاده.
وقال العمدة :” أنا بخير الحمد لله وصحتى مستقرة ومستمتع بحياتى الهادئة بعيدا عن الضجيج والأضواء بين أحفادى وأبنائى”.

وكان العمدة قد ابتعد منذ فترة طويلة عن الظهور فى أى مناسبات فنية أو اجتماعية، وفرض على نفسه نوعا من العزلة، حتى أنه لم يكن يرد على هاتفه، حيث كانت زوجته تتولى مهمة الرد لطمأنة من يتصل للاطمئنان عليه.

وابتعد صلاح السعدنى عن الظهور لعدة أسباب منها الحالة الصحية، وحالة الحزن التى أصابته بعد فقد عدد من أعز أصدقائه ، وبسبب عدم وجود خامات فنية تليق بتاريخه الذى تعاون فيه مع كبار صناع الدراما وكتابها، ومنهم أسامة أنور عكاشة، ومحمد صفاء عامر والمخرج اسماعيل عبدالحافظ ، فجسد شخصيات رسخت فى ذاكرة الملايين وأصبحت علامات فى تاريخ الدراما، ومنها شخصية عاطف فى “أبنائى الأعزاء شكرا”، العمدة سليمان غانم فى “ليالى الحلمية”، ونصر وهدان القط فى “حلم الجنوبى”، ود عزيز محفوظ فى مسلسل “الأصدقاء”، والحاج عبد القادر عوف فى “كفر عسكر”، والمعلم ابراهيم العقاد فى “الباطنية”، وكان آخر الأعمال التى قدمها عمدة الفن شخصية عبد القادر فى مسلسل القاصرات عام 2013 وبعدها ابتعد عن الفن.

صلاح السعدنى ابن البلد الجدع المثقف خفيف الظل، مدرسة فنية متفردة، عمدة الدراما الذى ترك فراغا كبيرا وابتعد، ولم يستطع غيره ملء مكانه.

فنان مثقف ذو أصول ريفية شرب الثقافة والأدب من شقيقه الأكبر الكاتب الساخر محمود السعدنى وحمل بعضا من صفاته، وبدأت موهبة السعدنى تظهر منذ كان طالبا بالمدرسة السعيدية، وبعدما التحق بكلية الزراعة تعرف على أصدقاء عمره، عادل إمام وسعيد صالح ونور الشريف، وبدأت تسطع نجوميتهم فى مسرح الجامعة.

كان الأخ الأكبر محمود السعدنى يصطحب شقيقه الفنان الناشئ إلى قهوة «محمد عبد الله» بميدان الجيزة، التى كانت بمثابة صالون ثقافى يجمع أهل الأدب والشعر، مثل عبد الرحمن الخميسى، ونعمان عاشور، وزكريا الحجاوى، ويوسف إدريس، فاكتسب صلاح السعدنى الكثير الخبرات الحياتية والفنية والثقافية.

وبدأ السعدنى حياته الفنية فى الستينات، حيث شارك فى مسلسلى الرحيل والضحية، وفى السبعينيات شارك فى عدد من الأعمال السينمائية المهمة، واستطاع منذ بداياته أن يجد له مكانا بين عمالقة الفن، عندما قدم شخصية علوانى فى فيلم الأرض، كما شارك فى فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى، مدرستى الحسناء، أغنية على الممر، وغيرها.

ورغم قلة أعماله السينمائية مقارنة بما قدمه للشاشة الصغيرة من أعمال درامية، فإن السعدنى شارك فى عدد من الأفلام المهمة ومنها «الموظفون فى الأرض، قضية عم أحمد، ملف فى الآداب، شحاتين ونبلاء، زمن حاتم زهران، فوزية البرجوازية، المراكبى، وغيرها»، كما قدم عددا من الأعمال المسرحية ومنها: «الناصر صلاح الدين، ثورة الموتى، الملك هو الملك، باللو باللو».

وفى الثمانينات قدّم السعدنى أهم أعماله، وازداد تألق العمدة فى روائع الأعمال الدرامية التى صنعها عمالقة الدراما، أمثال أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ ومحمد صفاء عامر، وكان عمدة الدراما يبدع فى أداء كل شخصية، يتشربها ويمنحها بصمته وتوقيعه، فترسخ فى أذهان الملايين، وتضع بصمة مميزة فى تاريخ الدراما.

ومنذ سنوات ابتعد العمدة عن الأضواء بعد وعكة صحية أصابته ، وساءت حالته النفسية بعد وفاة أعز أصدقائه الفنان نور الشريف الذى زاره قبل وفاته بشهر وقضى معه يوما كاملا، وارتبطا معا بأجمل ذكريات الصبا والشباب، وزاد حزنه بعد وفاة محمود عبدالعزيز ومحمد وفيق.

ورفض المشاركة فى أعمال فنية لأنه لن يجد عمالقة يشاركونه صناعة الإبداع مثل أسامة أنور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ، ومحمد صفاء عامر، الذين قال عنهم إنهم يمثلون جزءا هاما من عمره، وكانت هناك حالة روحية شديدة تجمع بينهم .

ومنذ سنوات لا يشارك السعدنى فى أى مناسبات أو لقاءات ، ويرفض الظهور الإعلامى، ولم يكن يرد على تليفونه، وكانت زوجته ترد بدلا منه لطمأنة أصدقائه ومن يتصلون للاطمئنان على صحته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى