فاز بنسبة 72 في المائة.. رئيس تونس الجديد يقتدي بالخليفة عمر ويعتبر التطبيع مع إسرائيل خيانة

الأستاذ الجامعي، قيس سعيد، الذي نال الاستحقاق الرئاسي في تونس، كان حديث الصحف العالمية والعربية منذ فوزه في الجولة الأولى بسبب مواقفه السياسية التي جعلته رمزا للشباب التونسي.
قيس سعيد الذي يتحدر من خلفية إسلامية، بل ودعمه الإسلاميون خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وفقا لما أعلنته حركة النهضة التونسية الممثلة للتيار الإسلامي في العملية السياسية والفائزة بأعلى نسبة مقاعد في الانتخابات البرلمانية.
أكد قيس سعيد في إحدى وعوده الانتخبابية للشعب التونسي أنه سيكون حاكما على شاكلة عمر بن الخطاب الخليفة المسلم ذائع الصيت بعدله وحبه للرعة.
الرئيس التونسي الجديد تقدم للانتخبات في أغسطس / آب الماضي، ليكون ضمن 26 مرشحا لنيل الاستحقاق ولكنه لم يكن الأوفر حظا في ظل وجود مرشحين تدعمهم كيانات حزبية أو حركات إسلامية.
استطاع قيس سعيد أن يغير المعادلة لصالحه ليدخل جولة الإعادة رفقة إمبراطور الإعلام نبيل القروري الذي واجه تهما بالفساد وتبييض الأموال دخل على إثرها السجن قبل أيام من انطلاق الجولة الأولى في منتصف سبتمبر / أيلول الماضي.
أستاذ القانون الدستوري أكد مرارا أنه “لا يريد بيع الأوهام”، ولأن “الشعب سئم الوعود الزائفة”، لذلك رفض الحملات الإعلامية الكبيرة واعتمد على مجموعة من الشباب كان لهم وقع كبير في فوزه بالاستحقاق الرئاسي.
في جولة الإعادة التي أقيمت يوم الأحد 12 أكتوبر / تشرين الأول اكتسح قيس سعيد منافسه نبيل القروي، ليصبح الرئيس المستقل الأول لتونس والسابع في تاريخها بنسبة وصلت إلى 72 في المائة.
التعويل على الشباب
كانت الفئة الأكبر التي صوتت للرئيس التونسي هي الشباب، الذين هبوا لدعمه بسبب التصاقه الشديد بهم منذ ثورة 2011. فساحات الاحتجاج والاعتصام ومعارض الكتب والأسواق جمعته بشبان كثر من كل أنحاء الجمهورية التونسية.
فوز سعيد في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بنتيحة 18.4 بالمئة من الأصوات مفاجأة لهؤلاء الشباب، ما زادهم إصرارا على تحدي المنظومة السائدة ومقاومة مخططاتها وماكيناتها بموارد محدودة تعتمد على التطوع أساسا، وبمجهودات بسيطة، وفقا لقناة “فرانس 24” الفرنسية.
رأى الكثير من الشعب التونسي في قيس سعيد السياسي الثوري والاجتماعي المحافظ، بحسب هيئة الإذاعة الألمانية “دويتشه فليه”.
علاقات معقدة مع الغرب
وصفت صحيفة “لوموند” الفرنسية الرئيس التونسي الجديد بالرجل الذي يجمع بين تفكير ديني محافظ وديمقراطية هزمت هرم الدولة في الدولة الوليدة الديمقراطية.
وأضافت الصحيفة الفرنسية، أن سعيد سيصطدم بالغرب بسبب ميله إلى السيادة المفرطة ورؤويته بتكوين مجتمع تونسي محافظ.
وأيضا توقعت صحيفة “الغارديان البريطانية أن فوز قيس سعيد يجعله منعزلا ببلده في ظل أرائه المحافظة بشأن تونس، وسعيه إلى إلغاء النظام البرلماني ومعتقداته ضد المثلية الجنسية وموافقته على قانون الإعدام وتصريحاته بشأن النظر في قانون ميراث المرأة.
التطبيع مع إسرائيل خيانة
أستاذ القانون الدستوري الذي نال الاستحقاق الرئاسي في تونس كان له موقف مغاير عن بعض رؤوساء الدول العربية، حيث أعلن صراحة أنه ضد مصطلح “التطبيع” وهو مصطلح خاطئ ابتدع عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين، وأن الكلمة الصحيحة هي “الخيانة العظمى”، حسب قوله.
أد قيس سعيد كلامه أكثر من مرة، قائلا “إن كل من يتعامل مع الكيان الإسرائيلي خائن ويجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، إلا أنه طلب التفريق ما بين اليهود والإسرائيليين. مضيفا أن لليهود مكانة خاصة في تونس: “القضية ليست مع اليهود، ونحن نتعامل مع اليهود الزائرين لمعبد الغريبة جنوب تونس وليس مع إسرائيل”، منوهاً إلى أن تونس احتضنت وحمت اليهود من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وفقا لموقع “يورو نيوز عربية.
تونس تفرض نفسها في المنطقة 
رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن فوز قيس سعيد ضرب الأحزاب والنخب السياسية التي سيطرت على المشهد في تونس منذ ثورة 2011 في مقتل.
وأضافت الصحيفة الذائعة الصيت أن، فوز قيس سعيد أعاد تونس مرة أخرى إلى الواجهة في منطقة يحكمها الملوك والعائلات والحكام المستبدون.
كما أكدت قناة “فرانس 24” الفرنسية، أن فوز سعيد سيخلط أوراق الأحزاب والكتل السياسية في تونس إذ سيجعلهم تحت رقابة شبابية لأن الرئيس من اختيار الشباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى