ثلاثة واربعون عاماً على وفاة دولة سليمان النابلسي

 

العظماء لاينال منهم الموت انما يخفي اجسادهم الفانية اما هم فباقون ابدا مثلا حيا يهتدي به الناس جيلا بعد جيل والتاريخ ماهو الا صورة مثالية لهولاءالعظماء والخالدين انهم يمثلون تقدم البشرية واندفاعها الى الامام نحو معارج التقدم والرقي والكمال.

وفي الاردن عبر تاريخه الطويل رجالات ساهموا في اثراء المشهد السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي والاعلامي، ويوم يكتب التاريخ بنزاهة وتجرد سوف يكون لهولاء الرجال فيه فصول مشرقة ونبيلة .. ودولة سليمان النابلسي احد هؤلاء الافذاذ الذي مثل حالة وحيدة لن تتكرر في المشهد السياسي الاردني في العطاء اللامحدود وفي الانتماء لثرى الوطن والامة العربية الماجدة

ولد النابلسي عام 1908 في مدينة السلط ودرس في مدارسها وفي كلية النجاح في نابلس وفي الجامعة الامريكية ببيروت وحصل على بكالوريوس في العلوم عام 1932 وعمل في عدة وظائف منها

– مدرسا في الكرك
– و موظفا في رئاسة الوزراء
– و مراقبا للوازم
– مساعدا لمدير المالية
– سكرتيرا لرئاسة الوزراء
– وزير المالية والاقتصاد و سفير الاردن في بريطانيا ورئيسا لمجلس الوزراء
– وامينا عاما للحزب الوطني الاشتراكي الاردني
– واختير عضوا لمجلس الاعيان
لقد مثل النابلسي حالة فريدة ومميزة في الاداء و في التوافق بين انتمائه القومي وولائه لوطنه ولمبادئه القومية والانسانية التي امن بها منذ نعومة اظفاره بل كانت كما يقول البعض انعكاسا لواقع الحياة السياسة وتفاعلاتها في الاردن والوطن العربي والعالم

يقول المرحوم يعقوب زيادين فيه : كان سليمان النابلسي مركزا لتجميع القوى الوطنية كلها من اليمين الى اليسار وكان الرجل متجاوبا دوما مع الاهداف والاماني الوطنية في التحرر والديمقراطية – كان المرحوم النابلسي شجاعا في ابداء الراي والجراة في النقد الذاتي واضحا فيما يصدر عنه من اراء وتصريحات عن تجربته في الحكم والشأن العام .. لقد كان طرازا خاصا من السياسيين الوطنيين يتميز بالخبرة والذكاء ونظافة اليد واللسان والالمام بقضايا الامة العربية والشأن العام وبرغبات وطموحات الجماهيرية في الاستقلال والحرية والحياة الكريمة.. لقد ناضل مع رفاقه الكثر وصحيح انه لم يحقق كل ماكان يتمناه لوطنه وامته العربية الخالدة لكنه يبقى علما بارزا في تاريخ الاردن المعاصر .. ستبقى تذكره الاجيال بالاجلال والاحترام والتقدير خالدا في وجدانها وضميرها وذاكرتها الوطنية التي لاتعرف النسيان

ولعل اقل ما نقوم به تجاه هذه القامة الوطنية والقومية التي يصادف ذكرى وفاته 14 من تشرين الاول لعام 1976, ان نذكرة بهذه الكلمات لعل وعسى ان تبقي ذكراه عطره في نفوس الاردنيين والعرب جميعا.

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى