رئيس الوزراء العراقي يقرع اجراس الانذار : نحن اليوم بين خياري الدولة واللا دولة/ فيديو

أطلقت الشرطة العراقية النار على عدد صغير من المحتجين في بغداد اليوم الجمعة بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات الدامية المناهضة للحكومة وتعهد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بإصلاح غير واضح المعالم لن يهدئ العراقيين على الأرجح برغم تصريحه بأنه لا يوجد ”حل سحري“ متاح.

وقُتل ما لا يقل عن 44 شخصا منذ بدء الاحتجاجات التي تتصاعد على نحو يومي واجتاحت مدنا في الجنوب منذ اندلاعها يوم الثلاثاء.

وهذه الاحتجاجات، التي أشعلها غضب شعبي بسبب تدهور أحوال المعيشة والفساد، هي أول تحد كبير يواجه عبد المهدي الذي تولى السلطة العام الماضي بدعم من الأحزاب الشيعية التي تسيطر على العراق منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003.

كما تأتي أيضا قبيل أربعينية الإمام الحسين إذ من المتوقع أن يقطع نحو 20 مليون شيعي رحلة لعدة أيام سيرا على الأقدام إلى مدينة كربلاء في جنوب العراق لحضور المراسم التي تقام سنويا.

وساد الهدوء غالبية أنحاء العاصمة العراقية قبيل صلاة الجمعة. وانتشر أفراد الجيش والقوات الخاصة في الميادين والشوارع الرئيسية في ظل حظر التجول الذي فرضته الحكومة وانتهكه آلاف المحتجين يوم الخميس.

ويتوقع العراقيون احتجاجات كبيرة اليوم الجمعة في ظل غياب أي رد فعل ملموس من الساسة الذين يتهمونهم بعرقلة تعافي البلاد بعد أعوام من الصراع بسبب الفساد والاهمال.

 

واشتبكوا مع قوات الأمن في الاحتجاجات التي بدأت في بغداد يوم الثلاثاء ثم امتدت إلى مدن في الجنوب ذي الأغلبية الشيعية. وأصيب المئات بعدما فتحت قوات الأمن النيران لتفرقة الحشود ورد المحتجون في بعض المناطق بإطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يجب علينا اليوم إعادة الحياة إلى طبيعتها في كافة المحافظات، مضيفا “نحن اليوم بين خياري الدولة واللادولة ونحن نريد بناء الدولة.

وقال عبد المهدي، في لقاء بثه التلفزيون العراقي الرسمي: “ندعو إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها في جميع المحافظات واحترام القانون”.

وعلل عبد المهدي، التصعيد في التظاهر بات يؤدي إلى إصابات وخسائر في الأرواح ونحن نضع ضوابط صارمة لعدم استخدام العنف المفرط”.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي أنه تم الاتفاق مع مجلس القضاء على إطلاق سراح المعتقلين ممن لم يرتكب جرائم جنائية، مؤكدا أن بعض الشعارات المرفوعة كشفت عن محاولة اختطاف الاحتجاجات وتضييع مطالبها المشروعة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة ستصوت على قانون لمنح الأسر الفقيرة أجرا أساسيا، كما دعا مجلس النواب للسماح باستكمال تشكيلة مجلس الوزراء بعيدا عن المحاصصة، مؤكدا رفع اقتراحات لإصلاح النظام الانتخابي بما يمنع المحاصصة.

وقال رئيس الوزراء:”قدمنا قبل أيام ألف موظف حكومي متهم بالفساد إلى المحاكمة ولا توجد حلول سحرية ولا يمكن للحكومة أن تحقق كل المطالب خلال سنة واحدة”.

كما حث رئيس الوزراء المشرعين على دعمه لإجراء تغييرات وزارية ودعا إلى الهدوء بعد ثلاثة أيام من الاضطرابات الدامية التي تهز البلاد.

وقال : ”نطالب مجلس النواب والقوى السياسة الالتزام الكامل بمنح رئيس مجلس الوزراء صلاحية استكمال تشكيلته الوزارية وإجراء تعديلات وزارية بعيدا عن المحاصصة السياسية“.

وأضاف عبد المهدي أنه لا يوجد ”حل سحري“ لمشكلات الحكم واستغلال السلطة المزمنة في العراق لكنه تعهد بمحاولة إقرار قانون يمنح الأسر الفقيرة راتبا أساسيا.

وقال في هذا الإطار ”لدينا مشروع سنقدمه إلى مجلس النواب خلال الفترة القصيرة لمنح راتب لكل عائلة لا تمتلك دخلا كافيا بحيث يوفر حدا أدنى للدخل يضمن لكل عائلة عراقية العيش بكرامة“.

وجاءت تصريحاته بينما يطالب المحتجون بسقوط الحكومة.
وقال عبد المهدي للمتظاهرين ”صوتكم مسموع قبل أن تتظاهروا ومطالبكم بمحاربة الفساد والإصلاح الشامل هي مطالب محقة“.

لكنه طالب بإعادة ”الحياة إلى طبيعتها في مختلف المحافظات واحترام سلطة القانون“

وكان عبد المهدي أقد علن يوم الأربعاء حظر تجول في بغداد حتى إشعار آخر بعد مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وإصابة أكثر من 400 خلال يومين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تعم البلاد.

وأفادت مصادر الشرطة بأن الحكومة فرضت في وقت سابق حظر التجول في ثلاث مدن بجنوب العراق في حين فتحت قوات مكافحة الإرهاب النار على محتجين حاولوا اقتحام مطار بغداد وانتشرت في مدينة الناصرية في الجنوب بعدما ”فقدت“ الشرطة ”السيطرة“ بعد تبادل لإطلاق النار بين محتجين وقوات الأمن.

وإذا ما جرت الإطاحة بالحكومة الحالية، فقد يمثل فراغ السلطة في العراق تحديا للمنطقة بأسرها مع الوضع في الاعتبار وضع بغداد كحليف للولايات المتحدة وإيران اللتين تخوضان مواجهة سياسية.

وارتفع أمس الخميس عدد ضحايا المظاهرات في عموم العراق إلى 29 قتيلا، والمصابين إلى أكثر من ألف مصاب.

وكانت السلطات العراقية قد قطعت خدمات الإنترنت بشكل كامل عن بغداد، وكذلك المناطق الأخرى في جنوب ووسط البلاد، التي تشهد استمرارا للاحتجاجات الشعبية.
وفي وقت سابق، أفاد مصدر أمني عراقي بأن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من اقتحام مطار بغداد.

وتشهد مناطق متفرقة من بغداد والمحافظات في العراق، تظاهرات غاضبة منذ مساء الثلاثاء ، للمطالبة بالإصلاح.

https://web.facebook.com/sharqiyatv/videos/558048031601738/

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى