الاعلام الاسرائيلي ينعي صفقة القرن ويعلن ان إدارة ترامب لن تقوم بعرضها خلال فترة قريبة جراء هزيمة نتنياهو الانتخابية

 

أفادت قناة “كان” الإخبارية الاسرائيلية انه من المرجح الا تقوم إدارة ترامب بعرض خطتها للسلام خلال الفترة القريبة، على عكس ما قدره رئيس الحكومة نتنياهو قبل الانتخابات.

وأفادت هيئة البث الرسمية ان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات يستوضح من خلال محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين ان كان من الممكن نشر “صفقة القرن” في هذا التوقيت السياسي الحساس في البلاد.

ووفقا لمسؤولين تحدثوا مع غرينبلات خلال اجتماعاتهم في إسرائيل، فقد قالوا انهم شعروا بأنه جاء للوداع.

ومن المتوقع ان يجتمع غرينبلات اليوم الاثنين مع رئيس تحالف “ازرق ابيض” بيني غانتس”، وشدد مكتب غانتس انه يوجد نقاش بين الأطراف في التحالف بشأن الاجتماع غدا، لكن هذا لم يتم التنسيق له بعد.

وكان غرينبلات أعلن في شهر آب/أغسطس الماضي ان إدارة ترامب قررت عدم نشر خطة السلام أو أجزاء منها قبل الانتخابات في إسرائيل. وكان ترامب بوقت سابق من الشهر صرح :”على ما يبدو سننشر خطة السلام بعد الانتخابات في إسرائيل، لكن قد ننشر أجزاء منها قبل ذلك”.

وعلى هذا الصعيد اعتبر مسؤول فلسطيني رفيع أن هزيمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في انتخابات الكنيست الأسبوع الماضي وعدم قدرته على تشكيل حكومة جديدة، “سيمثّلان ضربة قوية” لخطة السلام الأميركية، التي يرفضها الفلسطينيون ويعتبرونها تصفية لحقوقهم الوطنية.

أضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، في حديث خاص مع “اندبندنت عربية”، أن نتنياهو كان يُعتبر “رأس حربة” المشروع الأميركي في المنطقة القائم على السلام الإقليمي، واستبعاد حل الدولتين، ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين، واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وأوضح المسؤول أن التحالف بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونتنياهو عمل على صوغ رؤية مشتركة أحادية الجانب تقوم على ضرب قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية والقانون الدولي عرض الحائط، وفرض سياسة الأمر الواقع عبر استمرار الاستيطان.

وتوقع المسؤول ألاّ يتفق خليفة نتنياهو، إذا ما كان من الأحزاب الإسرائيلية المحسوبة على يمين الوسط، مع رؤية ترمب، مشيراً إلى أن ذلك الخليفة يدرك مخاطر موقف ترمب الذي يدفع في اتجاه حل الدولة الواحدة، بدل الانفصال عن الفلسطينيين، ما يهدد حفاظ إسرائيل على يهوديتها.

وتابع المسؤول أن سقوط نتنياهو السياسي يُعتبر فشلاً للمشروع الأميركي القائم على السلام الإقليمي، وتشكيل تحالف إقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني، وتسريع التطبيع العربي مع إسرائيل.

ورجح المسؤول أن يؤجّل الإعلان عن الخطة الأميركية للسلام المعروفة بصفقة القرن نتيجة عدم الحسم في نتيجة الانتخابات الإسرائيلية وقرب التحضير للانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمير (تشرين الثاني) المقبل.

أضاف المسؤول أن القيادة الفلسطينية ستنتظر إعلان تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة لمعرفة كيفية التعامل مع إسرائيل، لكنه استبعد حصول “تحوّل جوهري” في سياسة إسرائيل نحو السلام طبقاً لمرجعياتها الدولية في حال شكّل بيني غانتس الحكومة.

لكن الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، رأى أن مخاطر صفقة القرن ربما تكون أكبر في حال تمكن بيني غانتس من تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن موقفه من حل الدولتين مشابه لرؤية الإدارة الأميركية التي تستبعد إمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

ووصف شاهين آمال القيادة الفلسطينية بإطلاق عملية سياسة مع غانتس “بالأوهام”، معتبراً أن ليس هناك فارق كبير بين نتنياهو وغانتس، إذ إنهما يتفقان على مبدأ ضم الضفة الغربية، لكنهما يختلفان في شأن حجم ذلك الضم وعمقه.

وقال شاهين إن غانتس مستعد لإطلاق عملية سياسية شرط موافقة الفلسطينين على ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل، وعدم تقسيم القدس وبقائها موحدة تحت السيطرة الإسرائيلية، إضافةً إلى بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غور الأردن.

وأشار شاهين إلى أن الفروقات السياسية بين نتنياهو وغانتس لا تتيح هامشاً للمراهنة على التوصل إلى اتفاقيات سلام، مذكّراً بأنّ ترمب قال إن تحالف بلاده مع دولة إسرائيل وليس مع الأشخاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى