مظاهرات كر وفر تعم عددا من المدن والميادين المصرية ليلة امس.. فهل بدأ العد العكسي لرحيل السيسي؟؟/ فيديو

القاهرة – وكالات

تظاهر مواطنون مصريون مساء الجمعة، في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط أنباء عن توقيفات طالت عددا منهم.

ونقل ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وقنوات معارضة للنظام تبث من الخارج، مقاطع فيديو قصيرة تظهر تواجد أعداد من المصريين في ميدان التحرير، وعدة ميادين وسط هتافات ضد السيسي.

ونقلت المصادر ذاتها، مقاطع أخرى من “ميدان طلعت حرب” الشهير وسط القاهرة، وكذلك من إحدى ميادين مدينة المحلة العمالية الشهيرة شمالي البلاد، والشرقية (دلتا النيل/ شمال)، والإسكندرية (شمال)، والسويس (شمال شرق).

وقالت المصادر ذاتها، إن هناك توقيفات طالت بعض المتظاهرين خلال التظاهرات التي تحدث لأول مرة منذ سنوات وتهتف ضد السيسي، لاسيما بميدان التحرير الذي تعود شهرته لثورة يناير/ كانون الثاني 2011، والذي ساهم في إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 30 عاما من حكمه.

ووفق شاهد عيان، تحدث للأناضول، فقد شهد ميدان التحرير والطرق المؤدية إليه في وقت متأخر من مساء الجمعة، كر وفر بين محتجين والأمن المصري، الذي أطلق قنابل للغاز مسيلة للدموع لتفريقهم، قبل أن تهدأ الأوضاع.

وأوضح الشاهد، أن التحرير والشوارع المؤدية لها يشهد حاليا في الساعة الأولى من صباح السبت، تواجدا أمنيا كبيرا يقوم بعضه بحملة تفتيشات بخلاف التوقيفات التي تمت خلال الكر والفرّ.

وحتى الساعة 22:00 (ت.غ)، بات هاشتاغ (وسم) #ميدان_التحرير، الأول تداولا على تويتر في مصر والثالث عالميا بعد وقت من حديث المعارضة عن انطلاق تظاهرات وسط القاهرة.

وتحت الهاشتاغ كتب مغردون عبارات مناهضة للرئيس المصري.

فيما قالت وسائل إعلام محلية، قبل ساعات من انطلاق تلك التظاهرات، إن سلطات الأمن ألقت القبض على ضياء سعد الكتاتني، نجل رئيس مجلس الشعب المصري السابق المحبوس حاليا، من أحد شوارع مدينة 6 أكتوبر غربي العاصمة بتهمة التجهيز لتظاهرات.

ولم يتسن ل وكالة الأناضول التأكد من صحة ما ذكرته المصادر المعارضة من مصدر مستقل، ولا الحصول على تعقيب فوري من السلطات المصرية.

غير أن حسابات مؤيدة للرئيس المصري السيسي، عبر منصات التواصل قالت إن تلك الفيديوهات مفبركة والتظاهرات سابقة منذ سنوات ولا تظاهرات حالية.

قبل أن يعود البعض الآخر ويؤكد وجود التظاهرات للاحتفال بفوز نادي الأهلي بكأس السوبر المحلي، وليس للتظاهر ضد الرئيس، وأن أصوات هتافات معارضة تم تركيبه بديلا عن صوت الاحتفال.

وقالت صحيفة “اليوم السابع” المحلية المؤيدة للنظام، إن الهدوء خيّم على ميدان التحرير، متهمةً القنوات بـ”فبركة الفيديوهات”.

بينما أقر عمرو أديب، الإعلامي المقرب من النظام عبر برنامجه “الحكاية” على قناة “ام بي سي” المصرية، بخروج تظاهرة محدودة للغاية هتفت ضد الرئيس.

وقال إنه “بعد المباراة (السوبر المصري) نزلت مجموعة ناس في التحرير مكونة من 30 -40 هتفوا هتافين، وصورا فيديو لمدة دقيقتين وطبعا قُبض على أغلبهم، والداخلية ستصدر بيانا”.

وأكد مراسل المحطة، لأديب، وجود ازدحام بميدان التحرير، وتواجد كبير للشرطة المصرية، مشيرا لعدم وجود مظاهرات حالية بالميدان.

وعلق أديب، قائلا: “كما قلت نزلوا لدقائق في (ميدان) التحرير، وحاليا يركبون أصوات (معارضة) على تجمعات في أماكن أخرى، ليقال إنها هناك تظاهرات”، مؤكدا أن “المعارضة تتنفس كذبا”.

وبثت فضائية اكسترا نيوز الخاصة المؤيدة للنظام في وقت متأخر من مساء الجمعة لقطات تبرز الهدوء بميدان التحرير.

 

 

هذا وقد اعتُقل العديد من الأشخاص امس الجمعة في القاهرة بينما كانوا يتظاهرون للمطالبة برحيل الرئيس السيسي، بحسب صحافيّين في وكالة فرانس برس.

وخرجت تظاهرات صغيرة معارضة للسيسي في العاصمة ومدن مصريّة أخرى، لكنّ الشرطة فرّقتها سريعاً.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الأشخاص الذين تجمّعوا في الاسكندرية والمحلة ودمياط في دلتا النيل وكذلك في السويس.

وفي القاهرة، شاهد صحافيّو فرانس برس خمسة اعتقالات خلال تظاهرة ليليّة في ميدان التحرير الذي شكّل مركزاً للثورة ضدّ حكم الرئيس حسني مبارك عام 2011. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في محيط الميدان. وكان هناك انتشار أمني كثيف.

ونُشرت على الإنترنت لقطات من التظاهرات التي هتف فيها العشرات “إرحل يا سيسي”، باستخدام وسم #ميدان_التحرير.

وخرجت تظاهرات الجمعة استجابةً لدعوات تمّ إطلاقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولا سيّما من جانب رجل أعمال مصري في المنفى هو محمّد علي. وقد نشر مُقاول البناء هذا، مقاطع فيديو من إسبانيا تدعو إلى إطاحة السيسي.

وكانت قد انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي سلسلة فيديوهات يتهم فيها محمد علي الرئيس والجيش المصريين بتبديد المال العام في مشروعات لا طائل منها وفي تشييد قصور رئاسية.
وزعم علي (45 عاماً) أنّ الجيش المصري مدين له بملايين الجنيهات مقابل مشروعات نفذتها شركة “أملاك للمقاولات” التي كان يملكها.

ورغم أن علي لم يقدم أي دليل على مزاعمه حول تبديد النظام المصري لملايين الجنيهات من المال العام، إلا أن فيديوهاته شُوهدت ملايين المرات ولاقت تفاعلات كثيرة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

ونفى السيسي في مؤتمر عُقد السبت الفائت في القاهرة الاتهامات بالفساد التي وجّهها المقاول المصري اليه والى الجيش، مؤكدا أنه “شريف وأمين ومخلص”.

وقال السيسي إن الاتهامات التي وجهها اليه علي “كذب وافتراء”، بدون أن يشير صراحة للمقاول.

وأضاف نافياً ما أُثير من اتّهامات ضدّه وضدّ الجيش “ابنكم (السيسي) إن شاء الله شريف وأمين ومخلص”.

وكان علي قال إنه سيُواصل نشر مقاطع الفيديو حتّى تردّ عليه السُلطات في شكل رسمي.

وتخضع التظاهرات في مصر لقيود شديدة بموجب قانون صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 بعد بضعة أشهر من إطاحة الجيش الرئيس االاخواني محمّد مرسي في تمّوز/يوليو العام نفسه.

ورغم ذلك، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وفي تحدٍّ للقبضة الأمنية المحكمة ، فقد خرجت في القاهرة ومدن أخرى، مساء أمس، تظاهرات مناوئة للرئيس السيسي، ومطالِبة برحيله.

ومع أن تلك التظاهرات بدت محدودة لناحية عدد المشاركين فيها، إلا أن ما يميزها هذه المرة أنها لا تأتي بدعوة من جماعة «الإخوان المسلمون» التي تعدّها السلطات عدوّها اللدود وتصنّفها «إرهابية»، وأنها تندلع في وقت ترتسم فيه الكثير من علامات الاستفهام حول حكم «الجنرال» الذي أظهر في الأيام الماضية – وفق ما بدا – استخفافاً بما يمكن أن يفعله مقاول هارب ربما يكون مدعوماً من أذرع من داخل النظام، ولم يخطر في باله ربما أن الشارع سيجرؤ على مواجهة الحشود الأمنية والعسكرية التي استنفرت في الميادين والساحات منذ أول من أمس تحسّباً لأي تحركات محتملة.

وبثّ ناشطون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو قصيرة تظهر تواجد أعداد من المصريين في ميدان التحرير، وسط هتافات ضد السيسي. كما بثوا مقاطع من ميدان طلعت حرب الشهير وسط القاهرة، وأيضاً من أحد ميادين مدينة المحلية العمالية شمالي البلاد، والشرقية (دلتا النيل/ شمال)، والإسكندرية (شمال)، والسويس (شمال شرق). وتحدث الناشطون عن توقيفات طالت بعض المتظاهرين، بعدما كانت وسائل إعلام محلية ذكرت أن سلطات الأمن ألقت القبض على ضياء سعد الكتاتني، نجل رئيس مجلس الشعب المصري السابق المحبوس حالياً، في أحد شوارع مدينة 6 أكتوبر غربي العاصمة، بتهمة التجهيز للتظاهرات. وفيما بات وسم «#ميدان_التحرير» الأعلى تداولاً على «تويتر» في مصر بعد وقت قصير من انطلاق الاحتجاجات، زعمت حسابات مؤيدة للسيسي أن الفيديوهات المتداولة مفبركة، وأن ما يظهر فيها عمره سنوات، قبل أن يعود بعضها ويعترف بوجود تحركات، وإنما للاحتفال بفوز «نادي الأهلي» بكأس السوبر المحلي!
واندلعت التظاهرات في وقت غادر فيه السيسي البلاد مساء الجمعة إلى نيويورك، من أجل المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتأتي هذه التطورات بعدما دعا المقاول والممثل الهارب، محمد علي، إلى الخروج إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط «الجنرال»، الذي كان علي وجّه إليه تهماً بالفساد، كاشفاً الكثير من المعطيات حول مشاريع تعتريها المحسوبية والاعتباطية. ومن بعد مرور قرابة أسبوعين على الفيديوهات التي كان علي يبثها تباعاً، مستدرجاً السيسي إلى ردّ خجول خلال «مؤتمر للشباب» نُظّم على عجل، بدأت تسري دعوات مُوجّهة إلى مسؤولين عسكريين تحضّهم على تأييد «الإرادة الشعبية»، توازياً مع حديث عن تحركات لعسكريين سابقين من بينهم المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الفريق أحمد شفيق، وكذلك لضباط داعمين للفريق سامي عنان. انطلاقاً من كل تلك المعطيات وتراتبيتها الزمنية، بدا، في خلال الساعات الماضية، أن ثمة أيادٍ من داخل «بيت النظام»، وربما من الجيش تحديداً، تحاول قلب الطاولة على السيسي، وإن كان من المبكر الحكم على طبيعة ما يجري، خصوصاً في ظلّ توجه الرئيس إلى نيويورك مع ما يعنيه الأمر من اطمئنان يستشعره، بعدما كانت الجهات السيادية قد اقترحت عليه البقاء داخل البلاد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى