يتحالفون مع نتنياهو ويستنكرون نواياه بضم المستوطنات والأغوار!

وعد نتنياهو الناخبين الصهاينة بأنه سيضمّ المستوطنات ومنطقة الأغوار الفلسطينية رسميا لإسرائيل إذا نجح في الانتخابات البرلمانية التي من المقرر إجرائها بتاريخ 17 / 9 / 2019؛ هذا الوعد لم يكن مفاجئا لأحد لأن نتنياهو معروف بنواياه العدوانية واصراره على استمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني، ورفضه للسلام وحل الدولتين، واستخفافه بنا ومعاملته لنا باستعلاء وغطرسة، وتصميمه على إذلالنا شعوبا وحكاما.
نتنياهو كان صريحا وواضحا عندما أعلن أكثر من مرّة ان عددا من الدول العربية أقامت علاقات سريّة مميّزة مع الدولة الصهيونية، وبقوله في خطابه الانتخابي الذي القاه في مستوطنة بمدينة أسدود يوم الثلاثاء 10 / 9 / 2019 ان ظروف المنطقة السياسية أصبحت مواتية وتشجّعه للإعلان عن هذا الضم، وأن هذه الفرصة لم تتكرّر منذ 50 سنة! فماذا كانت ردود الفعل الفلسطينية والعربية؟
الفلسطينيون ندّدوا بنوايا نتنياهو، وهدّد الرئيس عباس مجدّدا بإنهاء الاتفاقيات مع إسرائيل إذا أقدمت على هذه الخطوة، وطالب المجلس الوطني الفلسطيني بسحب الاعتراف بإسرائيل فورا، وهدّدت الفصائل الفلسطينية المقاومة بالتدخل ” لكبح جماح نتنياهو.” لكن ذلك ليس سوى ” جعجعة بلا طحن ” سئم الشعب الفلسطيني من سماعها. المطلوب من الفلسطينيين الآن هو اتخاذ إجراءات حقيقية لإنهاء انقسامهم وخلافاتهم، وإلغاء اتفاق أوسلو الذي شرعن الاحتلال وأراح إسرائيل من مسؤولياتها كقوة محتلة، وتوحيد صفوفهم والاتفاق على ان المقاومة هي السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال وتحرير الأرض.
وعلى الصعيد العربي استنكرت جامعة الدول العربية وعدد من الدول العربية من بينها تلك التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، أو تطبّع سرا وعلنا معها نوايا نتنياهو بضم المستوطنات والأغوار، وطلبت المملكة العربية السعودية من منظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع للدول الأعضاء على مستوى وزراء الخارجية يوم الأحد القادم الموافق 15/ 9 / 2019 بمقر المنظمة في جدة لبحث التصعيد الإسرائيلي.
الردود الفلسطينية والعربية والإسلامية كانت باردة جدا واقتصرت على بيانات الاستنكار والشجب والوعود بالرد الجاهزة التي تعوّدنا على سماعها منذ قيام إسرائيل وحتى يومنا هذا؛ لقد احتج العرب والمسلمون على ضم القدس وعلى تقديمها هدية للصهاينة وعلى ضم الجولان! فماذا كانت نتيجة احتجاجاتهم واستنكارهم وتهديداتهم العنترية؟ لا شيء! بل على العكس زاد التغول الإسرائيلي في سرقة الأرض وبناء المستوطنات؛ إسرائيل لا تهتم بقرارات دولنا العربية لأنها تدرك أنها مجرد أكاذيب لتضليل وتخدير الشعب العربي، وتبقى في ملفات جامعة الدول العربية والوزارات حتى تتعفّن.
من المستغرب أن يندهش العرب من قول نتنياهو بأنه سيضم المستوطنات والأغوار؛ ما قاله هو ” تحصيل حاصل “؛ الفلسطينيون منشغلون بخلافاتهم، والعرب منشغلون بحروبهم ومشاكلهم الداخلية واضطهاد شعوبهم، ومنعها حتى من التعبير عن مشاعرها المؤيدة للفلسطينيين، ولا توجد دولة عربية واحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات ضدّ إسرائيل، أو قطع علاقاتها الدبلوماسية، أو إيقاف التطبيع معها.
لا أمل لأمتنا العربية بتغيير هذا الواقع إلا بالمقاومة والتصدي لهذا العدو الغاشم بكل الوسائل الممكنة وفي مقدمتها الكفاح المسلح؛ ومن لا يؤمن بهذا عليه أن يراجع التاريخ وسيكتشف أن القوة هي التي أقامت دولا وحضارات وهدمت أخرى، وان الضعفاء الذين يتخلّون عن الفعل، ويتمسكون بسياسة رد الفعل وتبرير الهزيمة والانكسار كما نفعل نحن العرب، لا أمل لهم بحماية أنفسهم وأوطانهم والتغلب على أعدائهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى