ترامب، وكوشنر، وبيركوفيتش وسياسة الاستهتار بالدول والشعوب العربية والإسلامية

عين الرئيس الأمريكي المتصهين دونالد ترامب المحامي أفي بيركوفيتش مبعوثا خاصا له للشرق الأوسط خلفا لجيسون غرينبلات الذي استقال من منصبه بعد أن فشل في تحقيق أي شيء؛ بيركوفيتش سيكون مسؤولا عن قيادة المفاوضات في .. ملهاة .. ترامب ” صفقة القرن ” التي هي ليست سوى محاولة للخداع وإشغالنا بأوهام والضحك علينا، ومساعدة إسرائيل في كسب المزيد من الوقت لهضم الضفة الغربية، والاستعداد للتوسّع باحتلال دول عربية أخرى.
أفي بيركوفيتش كسلفه جيسون غرينبلات صهيوني الهوى والهويّة، ومعروف بانحيازه لإسرائيل وتأييده لسياساتها العدوانية التوسعية؛ إنه في الثلاثين من العمر، نشأ في بيت يهودي متشدّد، ودرس في مدرسة دينية إسرائيلية لمدة سنتين، وتخرج من جامعة هارفارد في القانون عام 2016، وعمل مستشارا خاصا في البيت الأبيض، لكنه يفتقر إلى الخبرة السياسية، ومعرفته بالمنطقة العربية والصراع العربي الصهيوني محدودة جدا ومتحيزة لصالح إسرائيل؛ فقد وصفته المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض هوب هيكس بالقول إن واجباته الأساسية في البيت الأبيض كانت ” أداء اللوجستيات اليومية، مثل إحضار القهوة وتنظيم المقابلات” بمعنى أنه كان ” صبي القهوة ” الخاص لكوشنر.
تعيين هذا ” الصبي ” للتباحث مع قادة دول المنطقة، وتولّيه مسؤولية إيجاد حلول لنزاعاتها التي تزداد خطورة يوما بعد يوم وتهدّد الاستقرار والسلام العالمي، يدّل دلالة واضحة على هيمنة اليهود الصهاينة على السياسة الأمريكية في المنطقة، وعلى ان الإدارة الأمريكية تعتبرنا أمّة مهزومة خاضعة لإرادتها، وتستخف بنا وبذكائنا وتفكيرنا وقدراتنا شعوبا وحكاما؛ لو كانت الإدارة الأمريكية الحاليّة تخشى ردودا شعبيّة ورسميّة عربيّة وإسلاميّة على تحيّزها المطلق لإسرائيل، ونقل سفارتها الى القدس، ودعمها لها في تهويد الأماكن المقدسة، ومحاصرتها لإيران، واهاناتها المتكررة للأمتين العربية والإسلامية، لفكرت ألف مرة قبل أن ترتكب هذه الجرائم بحقنا.
أمريكا دولة إمبرياليّة عنصريّة تعبد مصالحها، ولا تفهم إلاّ لغة القوة، ولا تحترم الا الشعوب والقادة الأقوياء الذين يردّون لها الصفعة صفعتين؛ والدليل على ذلك هو تعاملها مع كوبا، كوريا الشمالية، فنزويلا، إيران، الصين، والدول والشعوب الأخرى التي تصدّت وتتصدى لها ولنواياها العدوانية. ولهذا فإن الحكام العرب والمسلمين المتخاذلين الذين يأتمرون بأوامرها، وينصاعون لإرادتها يرتكبون جرائم بحق أوطانهم لن يغفرها الله لهم، وستحاسبهم شعوبهم عليها! ” من يهن، يهن الهوان عليه “، ونحن العرب والمسلمين هنّا وهان الهوان علينا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى