الصهاينة يخطّطون لترحيلنا من غزّة والضفة ونحن نزداد انقساما وخلافات

فكرة تهجير الفلسطينيين ولدت مع تأسيس الحركة الصهيونية وكانت وما زالت من أهم أولويات النظام الصهيوني، وأشرف بن غوريون عليها بعد ان توافقت عليها أحزاب اليمين واليسار والمنظمات الإرهابية والدينية الصهيونية، وتبنّتها رسميّا كجزء أساسي من سياستها وممارساتها في اجتماع عقد في تل أبيب عام 1934، ودعمتها جميع الحكومات والقيادات الإسرائيلية واعتبروها في مقدمة أولويات تخطيطهم الاستراتيجي للتخلّص من شعبنا الفلسطيني.
استخدم الصهاينة سياسة منهجيّة للتخلّص من الفلسطينيين في حرب عام 1948 ارتكزت على طرد أكير عدد ممكن منهم إلى دول الجوار وغيرها من دول العالم، ومنعهم من العودة، واستخدام القتل والعنف الشديد والردع المدمّر والحصار الاقتصادي، ووضع القوانين العنصرية التي تحرمهم من حقّ الإقامة والعيش في ديارهم، وتشجيع التوسّع اليهودي في الأحياء العربية في المدن والقرى الفلسطينية التي احتلت عام 1948 ودعم وتشجيع الاستيطان في الضفة الغربية وكبح العمران الفلسطيني ومحاصرة الفلسطينيين في مناطق ممزّقة في جميع أنحاء الوطن المغتصب، والترحيل بموجب مبررات أمنية مفبركة باستخدام قانون الطوارئ، وخلق ظروف معيشية وأمنية لا تطاق لدفعهم في نهاية المطاف على ترك منازلهم والهجرة.
فقد كشف مصدر إسرائيلي كبير عن اتصالات اسرائيلية مع عدد من الدول، منها دول عربية وشرق أوسطية لتهجير مواطنين من قطاع غزة لديها، مشيرا إلى استعداد إسرائيل لتمويل الرحلات الجويّة لمغادرة الغزيين القطاع والسماح لهم بالهجرة جوا ومجانا عبر مطارات النقب وقال نتنياهو ” إن إسرائيل مستعدة لفتح معابر القطاع، وأيضا مستعدة للسماح للغزيين بالسفر من مطاراتها في حال استعدت دول لاستيعابهم.”
إسرائيل بأحزابها اليمينية واليسارية وسكانها الصهاينة تخطّط وتعمل لتطهير عرقي يهدف الى التخلص من شعبنا تدريجيا بالقتل والتهجير والمحاصرة السياسية والاقتصادية والعمرانية والتفرقة العنصرية، بينما انقسامنا ما زال مستمرا! فقد أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام أن ملف المصالحة الفلسطينية لا يزال متعثّرا وقال في تصريح لصحيفة ” دنيا الوطن ” الفلسطينية ” يجب أن نصارح شعبنا ونقول المصالحة متعثرة، ولا نرى أفقا قريبة لإنجاز شيء في هذا الملف”؛ أي ان القيادات الفلسطينية منشغلة بالانقسام والخلافات السياسية البينيّة.
أبناء شعبنا في غزّة والضفة يعانون من الاحتلال وجرائمه ومضايقاته على مدار الساعة، لكن أهلنا في غزة محاصرون إسرائيليا وعربيا، وللأسف فلسطينيا بسبب الخلافات بين فتح وحماس، ويعيشون في ظروف مأساوية في غاية القسوة دفعت 35 ألف فلسطيني لمغادرة غزة طواعية من دون مساعدة إسرائيل كما كشف مصدر صهيوني، ممّا يعني أن قادتنا المتخاصمين يخدمون المخطّط الصهيوني لتهجير شعبنا بسبب فشلهم في توحيد شطري الوطن، وإخفاقهم في العمل معا لمساعدته في توفير لقمة العيش والصمود في وطنه!
لا أمل لنا كشعب فلسطيني بتحرير شبر من أرضنا المغتصبة إلا بالصمود والبقاء في أرضنا، وبالوحدة والمقاومة الشعبية التي يشارك فيها الجميع، ووقف الجري وراء سراب الحل السلمي الذي أثبتت التجارب مع الصهاينة أنه كذبة الهدف منها كسب الوقت والخداع، ودعم أيناء شعبنا في مدنهم وقراهم، وتشجيع ومساعدة المواطنين الفلسطينيين الذين يعملون في الخارج في العودة إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم، والانضمام لإخوانهم لتمكينهم من الصمود في أراضهم وإفشال المخطط الصهيوني الذي يهدف الى تهجيرهم بأي وسيلة ممكنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى