ماذا يحدث في بيتنا الأردني هذا الاوان؟؟

 

من يتابع الأحداث على الساحة الأردنية لا يملك إلا أن يشعر بالخطر على الوطن ومستقبله حيث باتت بعض مناطقه كأنها خارجة عن سلطة الدولة، ولا نعلم ان كانت ألأحداث الأخيرة في شارع الجاردنز قد أعطيت أكبر من حجمها الطبيعي من قبل بعض الجهات بهدف التغطية على جريمة الصهاينة في البتراء ومقام النبي هارون، أو لسحب البساط من جماهير شعبنا التي منعت حتى من وقفة تضامنية مع البتراء وأهالي وادي موسى الطيبين .
وتاريخ هذه المنطقة هو تاريخ وطن، فقد صرفت الأنظار عن جريمة الصهاينة وأصبح ما يهمنا تلك الأحداث في الجاردنز وغيره التي شكلت مركز الاهتمام، كما يبدو من مواقع التواصل الاجتماعي .
وهذا العنف المجتمعي من المسئول عنه، أليست الحكومات المتعاقبة حيث كل واحدة تأتي أضعف من سابقاتها ، وما هي حقيقة الأزمة السياسية بالدرجة الأولى التي يشهدها الأردن التي تعبر عن ذاتها بين الحين والأخر في أشكال مختلفة من العنف المجتمعي، فما حدث مؤخرا في عمان يضع الكثير من علامات الاستفهام عما يحصل، وإذا صح ما اشيع من أنها أحداث مقصودة فان ذلك لا يبشر بالخير .
لكن بعد كل ما حدث بالامس، أي أمن وأمان سوف نشعر به بعد اليوم؟.
أن أجراس الخطر قد قرعت كثيراً ولكن حكومات الامر الواقع تتمسك بشعار: لا أرى لا اسمع، وكل حكومة تدين سابقاتها رغم أنهم جميعاً من نفس الوجوه ونفس المناهج والبرامج، سواء حكومة الملقي او النسور او الرزاز .
هناك محاولات يؤديها تجار الشعارات لتصوير الأردن وكأنه ملاه ليلية وحمل سلاح وسكر وعربدة، ويأتي محافظ العاصمة ليصب الزيت على النار الملتهبة أصلا ويعلن بأن هناك مائة وخمسون نادٍ ليلي منها 23 ناديا مرخصا فقط ، لكن عطوفته لم يذكر لنا أصحاب تلك النوادي وما يملكون من سطوة ونفوذ،
وأعطى بذلك ذريعة لتجار الإسلام السياسي الذين تناسوا حادثة البتراء وكل قضايا الوطن، وأصبح جهادهم الذي يشبه جهاد النكاح،يقتصر فقط على محاربة النوادي .
فهل كل ذلك جاء من صنع الصدف.. الفوضى التي يشهدها الوطن تثير القلق وأسلوب التشهير الذي أصبحت تلجأ إليه الحكومة وأجهزتها، كما حدث في الاعتداءات على خصوصية أحد النشطاء السياسيين، حيث لديها من كتبة التدخل السريع ما يكفي لحرف الأنظار .
ما يحدث في الوطن اليوم من عنف مجتمعي وحكومة غائبة إلا عن الجباية، يجعلنا ندب الصوت جميعا محذرين من مغبة التهاون وغض الطرف عما يدور داخل بيتنا الاردني الذي لا نملك سواهكشعب ، ولا عزاء للصامتين .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى