مودي الهند … يلعب بالنار

منذ ان تولى رئيس الوزراء الهندي مودي السلطة وهو يثير الزوابع الرملية تجاه الجارة باكستان … مرة من خلال التصريحات العدوانية النارية التي لاتنم عن نوايا صادقة في صنع السلام الدائم مع باكستان، وتوجيه التهم الجزاف تجاهها من انها حاضنة للارهاب وانها تأوي جماعات ارهابية، وتارة اخرى بان لهذه الجماعات قواعد ومخيمات عسكرية في الاراضي الباكستانية، ولم يكتف بهذه الترهات والخزعبلات التي لا اساس لها من الصحة بل ارسل طائراته العسكرية لكي تغير على السكان المدنيين داخل الاراضي الباكستانية في صورة رديئة من استعراض للعضلات والقوة والتنمر تجاه الجارة باكستان، ولكن نسورالجو الباكستانيين -العين الساهرة على الوطن – واصحاب شعار ” دخولك اجواء واراضي بلدي هو اختيارك – تمزيقك الى اشلاء هو لي” كانوا له بالمرصاد فاسقطوا طائرة واسروا طيارها ولاذت بالفرار بقية الطائرات الهندية، وكنوع من حسن النوايا قامت باكستان باعادة الطيار الهندي الاسير الى بلاده بعد ان قدمت باكستان العناية الطبية اللازمة, اضافة الى الاحترام الذي حظي به من قبل باكستان حيث عبر عن ذلك من خلال كلمته الشهيرة “ان الشاي كان لذيذاً” – الذي قدم له.

لقد ضربت باكستان بهذا العمل اعلى درجات التعقل والحكمة والرشد والثقة بالنفس ، غير ان هذه النوايا الحسنة من قبل الشعب الباكستاني تجاه الجارة الهند قوبلت بالنكران من خلال المزيد من الاعتداءات على الاراضي الباكستانية وتراشق مدافع الهاون اليومية من قبل الهند ضد باكستان وعلى طول الحدود المتنازع عليها، واستمرت باكستان في التعامل مع هذه الاعتداءات باعلى دراجات الحكمة وضبط النفس، ليس من مبدأ الضعف ولكن من مبدأ القوة والثقة العالية بالنفس.

لقد راح ضحية هذه الاعتداءات عشرات الشهداء من العسكرين والمدنيين الباكستانيين من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال، واستمرت باكستان في الالتزام بسياسة ضبط النفس ومحاولة التوجه لدول العالم لتعرية الممارسات الهندية اقليميا ودوليا.. فيما استمرت الهند ومنذ عام 1947 بافتعال الازمات وشن الحروب ضد دولة باكستان والعمل على تغير الديمغرافية السكانية في اقليم كشمير المحتل من قبل الهند من خلال عمليات التطهير العرقي والممارسات العنصرية وتهجير السكان الاصليين الى خارج اراضيهم واحلال محلهم مرتزقة من الاعراق الهندية الاخرى، وذلك تحسبا لاي استفتاء دولي في اقليم كشميريقام تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية التي تنص على منح الاقليم حرية حق تقرير المصير بمحض ارادته، واستمرت هذه السياسات العنصرية الهندية في كشمير من عمليات القتل والسجن والتهجير دون وازع اخلاقي, واستخدمت العيارات النارية في تفريق المسيرات المناهضة لهذه السياسات اللاانسانية ضد المواطنين الكشميريين الابرياء في محاولة تسعى من ورائها الهند الى حكم الاقليم الكشميري بالحديد والنار.

ان القرار الاخير الذي اتخذته في الغاء المادة 370 من الدستور وتجريد كشمير من وضعها الخاص هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير في العلاقات الثنائية بين الهند وباكستان، وكشفت نوايا الهند العدوانية تجاه باكستان وتجاه الشعب الكشميري المحتل, لقد مدت باكستان يدها للسلام وبذلت المساعي الحميدة لحل القضية الكشميرية بالطرق السلمية ولكن قوبلت هذه المساعي بالصلف الهندي والرفض وتبيت النوايا العداونية تجاه باكستان.

ان الوقوف الى جانب الشعب الكشميري المحتل من قبل الهند واجب انساني واخلاقي وتطبيق للقوانين ومتطلبات الشرعية الدولية الداعية الى منح الشعب الكشميري حقه في تقرير المصير بمحض حريته, اننا نناشد العالم العربي والاسلامي الوقوف الى جانب باكستان والى جانب الشعب الكشميري في نضاله العادل من اجل الحرية وتقرير المصير ، فقد كانت باكستان داعمة للحقوق والقضايا العربية من على كافة المنابر الدولية وخاصة قضية فلسطين، ومواقف باكستان تجاه العالم العربي والاسلامي دائما مشرفه, حيث فتحت باكستان جامعاتها ومعاهدها لطلبة العالم العربي والاسلامي للدراسة وعاملتهم معاملة طلبتها، وقدمت المساعدت العسكرية للجيوش العربية في حروبها مع العدو الصهيوني, وحمى نسورها اجواء بعض الدول العربية.. وهنا لابد من الاشارة الى الطيار الباكستاني سيف اعظم الذي اسقط للعدو الاسرائيلي ثلاث طائرات في حرب 1967 .
ان الوقوف مع باكستان تمليه وحدة العقيدة والاخوة الاسلامية ومصالحنا المشتركة, والمطلوب منا مقاطعة للمنتوجات الهندية والعمالة الهندية فهذه ابسط الاسلحة السلمية حتى تعود الهند الى طاولة المفاوضات مع باكستان من اجل ايجاد حل عادل للقضية الكشميرية يرضى به الطرفان.
ان باكستان دولة نووية والهند كذلك واي تصعيد بين الجانبين, سيؤدي لاسمح الله الى كارثة بشرية لاتؤثر فقط على البلدين بل على كافة قارة اسيا وجوارها، لهذا فعلى الهند ان تعود الى رشدها وتغلب لغة العقل والمنطق وعدم اللعب بالنار.. فالنار ستحرق يدها قبل ان تحرق الاخرين .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى