المؤامرة الصهيونية على الأردن.. هل من جديد؟؟

 

أثارت الاستفزازات الصهيونية في مدينة البتراء، مقام النبي هارون، ردود فعل عنيفة وسخط على الحكومات المتعاقبة، واولها هذه الحكومة الباهتة، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وغيرها ، وزاد الأمر سوءا ما أعلنته وزيرة السياحة السابقة مها الخطيب بأن الصهاينة قد تم ضبطهم وهم يحاولون دفن قطع تبدو أثرية وعليها كتابات عبرية لإثبات حقهم وتاريخهم المزعوم في هذا الوطن .
وأكدت الوزيرة السابقة أنها منعت الصهاينة من إدخال ملابسهم الدينية وفالت أن ما يسمى بالسفير الصهيوني قد احتج على إجراءها الذي أدى إلى خروجها من الوزارة في أول تعديل بعد شكوى السفير ، ولا أريد مناقشة ما صرحت به الوزيرة الخطيب ، فقد كنت أتمنى من السيدة الوزيرة أن تخرج على الشعب في ذلك الوقت وتصارحه بما حصل، ولكن تبقى صامتة حتى تقال من مكانها فهذه أشياء لم تعد مقبولة حتى لو كانت الوزيرة صادقة 100% ..
ما زال شعبنا يترحم كل يوم على الوزير الإنسان عبد الرحيم ملحس حين خرج وقال، وهو في موقعه، ما يذكره شعبنا ويراه اليوم أكثر وضوحا من تلك الأيام .
المؤامرة الصهيونية على الأردن ليست جديدة ولا حتى الصهاينة ينكرون ذلك، فإذا قرأنا ما كتبه المجرم نتنياهو في كتابه مكان تحت الشمس سنجده يقول حرفيا: ( في عام 1922 م انتزعت بريطانيا شرق الأردن من منطقة الوطن القومي اليهودي وبجرة قلم واحدة انتزع من الأراضي المخصصة للشعب اليهودي ما يقارب 80% من هذه الأراضي وتم إغلاق شرق الأردن بكاملها في وجه الاستيطان اليهودي حتى يومنا هذا ، سلمت بريطانيا هذا الجزء من أرض إسرائيل إلى الملك عبد الله الذي ينتمي إلى الأسرة الهاشمية من مكة وتوجته أميرا وأقامت من أجله دولة جديدة باسم شرق الأردن ، واليوم المملكة الأردنية الهاشمية تلك الدولة التي لا زالت تعاني حتى اليوم من الظروف الاصطناعية لولادتها ).
ولم يجرؤ مسئول أردني بالرد على هذا النتن الذي يشغل اليوم موقع رئيس وزراء كيان العدو ، ونفس هذا الكلام كرره قادة العدو ومفكروه، والمعتدل منهم من طرح خيار الأردن باعتباره فلسطين وشطب الأردن من الخارطة الجغرافية .
وأقول لأصحاب العقول الحامية ولا سيما ما يعرف بأصحاب النظرة الإقليمية الضيقة في وطننا وغيرهم ، لو قبل شعبنا العربي الفلسطيني بهكذا خيار لكان ذلك بداية الشرق الأوسط الجديد، ولكن اشهد الله أن صمود أهلنا في فلسطين هو وحده من اسقط كل المشاريع التي تستهدف وطننا الأردني وأمتنا العربية .
ألم يقل مناحيم بيغن ذات يوم من قلب القاهرة في رسالة للرئيس كارتر بأنه مبهور بالأهرامات التي بناها أجداده كما يدعي ، ورجع بعد ذلك وكرر ذلك الكلام أمام السادات الذي لم يجرؤ على الكلام وكان يبتسم وكأنه موافق على ذلك .
ونفس كلام بيغن أكده شيمون بيرس في كتابه الشرق الأوسط الجديد، ولكن للأسف الأنظمة المفروضة على أمتنا أسوأ من الاحتلال وهي لا تقرأ أو لا تريد أن تقرأ، لأنها ببساطة أنظمة وظيفية .
ونفس قطعان العدو ألم يحتفلوا بنفس الطريقة في أم قيس والكرك والطفيلة وما هو الجديد بما فعلوه في البتراء؟ .
ما أود قوله أن البذاءات الصهيونية كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ألا يكفي جريمة وكر السفارة وخروج القاتل واستقباله كمحرر في فلسطين المحتلة؟ أليست تلك الجريمة؟
ما يفعله الصهاينة يؤكد لنا كل يوم أن لهم حزبا في الأردن أقوى من كل الأحزاب السياسية، حزب عماده الخونة والسماسرة والبياعين ، وإذا لم يصحُ شعبنا سيضيع الأردن ويلحق به باقي الدول العربية كما ضاعت فلسطين ، فإذا كانت فلسطين سلمت بعضها تسليما والبعض الأخر احتل بالقوة والتهجير فان الأردن سيباع بالقطعة ، وجريمة وادي عربه تعطي الصهاينة الحق بذلك .
ويا بني قومنا دعكم من الخلافات السياسية، وركزوا على حماية الوطن من التطبيع ومن الصهيونية وحزبها من الداخل الأردني وإلا ستندمون حين لا ينفع الندم .
وكلما زادت صحوتنا السياسية يقل ثمن الخطر المحدق بوطننا العزيز ، ولا عزاء للصامتين .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى