محنة الأفكار في زمن الإنكسار !!!

أفكار كثيرة تتقاذفنا وتشعل وتشغل عقلنا ،وحالات فاجعات تضعنا أمام خراب وأبواب مغلقة وترانا في حيص بيص وأسئلة ناتئة ومؤرقة : ” أنحط راسنا بين الروس ونقول ياقطاع الروس ” أم نكون بما يجب أن يكون عليه العربي وهو يصارع المحن والمستحيل ويقف ثابتا رابط الجأش في حومة المواجهة وصياغة وابتكار البدائل ؟
هذا هو حالنا من بعض وجوهه وتجلياته وهذه محنتنا الهائلة التي ماانفكت تعرقل وصولنا إلى نقاط بداية تأخذنا إلى مساحات جديدة من الحضور المختلف والوقائع والصياغات البديلة .
ولا ريب بأن المحنة ( محنة الحاضر العربي ) لا تنحصر في هذا الانسداد وحسب وإنما أضحت تمتد إلى أعماق اجتماعية وإنسانية أخرى فحواها العجز والاعتراف بما هو كائن بكل بشاعاته واكراهاته وهنا الأخطر في كل مايجري ويحدث .
ألا نرى الآن من خلال واقعة الإنكسار كيف تندحر فكرة فلسطين ومركزيتها ، وكيف يتفكك الوطن العربي وينشطر إلى ذرات وحيزات وحوزات واحيانا مايقرب من الكانتونات ولا يتبقى فيه سوى الرايات السوداء وبعض الرايات الخائبة وأنظمة بلا أوطان ومسارح مستباحة للفرجة واللامعقول ؟
والسؤال هو ” باللغة الصحفية ” كيف نقرأ المشهد وكيف نرى صورتنا النابذة والمنبوذة وما الذي نراه من ممكنات وبدائل ؟ وهنا تقبع محنتنا إذ لاجواب يظهر ولا أفكار تطرح ولا شارع يتحرك ويتململ . ويسود منذ زمن صمت القبور والتشبث بالافكار الشاردة والدروشة السياسية والأحلام السرابية التي لا تمكث في الأرض .
إن مراد وصفنا لحالتنا الراهنة بهذه الإشارات والتنبيهات المقلقة لا يراد منه التيئيس ولا يتغيا الوصف الشكلي الجلد – ذاتي بقدر ما يتضمن قدرا هائلا من الوجع والدفع باتجاه وعي المأساة والحؤول دون تفاقمها وتحولها إلى قدر فاجع ومصير بئيس ومديد ، ولا يظنن أحد أننا لا ندرك المخبوء التاريخي في عقل هذه الأمة أو أننا لا نرى ابناء امتنا وهم ينهضون في أكثر من قطر عربي يطاردون الطغاة واللصوص .
كل ما ذكرنا من فكر وأوصاف وهنات هو في دائرة الادراك والتمعن ومستدرك في سياقات فكر المحنة أما المقاصد والغايات فهي التحريض والحفز على البقاء في دائرة العروبة اليقظة ومناهضة العروبة المطموسة أو التي يراد لها أن تغيب وتطمس في هذا الزمن العربي الموحش لكي يبقى الفضاء مفتوحا للطائفية والصهيونية وشذاذ الآفاق ولكل قوى الشر التي تسعى لإخراج الأمة من التاريخ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى