ثورة 23 يوليو المجيدة في عيدها الذهبي السابع والستين

 
في ظل هذه الظروف والمعطيات الجديدة وقانون الغاب الذي أصبح يحكم العالم ، تمر على أمتنا العربية وأحرار العالم الذكرى السابعة والستون لثورة 23 يوليو المجيدة التي كانت قبساً من نور جاءت وسط ظلام دامس، وأضاءت كل ما حولها بنورها الساطع ورغم قصر العمر الذي عاشته (ثمانية عشر عاماً فقط) الا انه كان كفيلاً أن يجعل منها منارة شامخة ساهمت في إنارة طريق الحرية والديمقراطية والاشتراكية ذات الوجه الإنساني، وجعلت من وحدة الأمة العربية وكرامتها خبزها السياسي، رغم كل المؤامرات والدسائس والحروب الباردة بالحصار والضغط السياسي بكل أشكاله، إضافة للعسكري بالطبع .
ولأول مرة في تاريخ البشرية تتفق دولتان عضوان في مجلس الأمن الدولي، ولقيط لهم صنعوه بسياستهم العدوانية يدعى إسرائيل، على غزو بلد عربي ينتمي للعالم النامي في محاولة لوقف ما أحدثته ثورة يوليو بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر من بركان ثائر وصل تأثيره للقارات الثلاثة آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وانتفضت في وجه الاستعمار ودماه المتحركة بتلك القارات ، وعندما فشل ذلك العدوان وأسقط نفوذ دولتين عظمتين اثبت للعالم أن الكيان المسخ مجرد كلب حراسة لمصالح الغرب .
بدأ التخطيط مبكراً لضرب هذه الثورة العظيمة، ولكنها كانت تقف للمتآمرين بالمرصاد.. الامر الذي دفع المخابرات الأمريكية هذه المرة بتدبير حرب خاطفة ساعد عليها بكل أسف مجمع الملوك والأمراء العرب ممّن هزّت عروشهم وكروشهم ثورة 23 يوليو المجيدة، فساندوا بالمال وكل أشكال الدعم الأخرى عدوان حزيران يوليو 1967م ليجعلوا منه بعد ذلك الشماعة التي يعلقون عليها خيانتهم وعمالتهم.
نعترف ان تلك النكسة قد شكلت بلا شك ضربة موجعة لحركة التحرر في وطننا ولكنها لم تهزمه، بل سرعان ما نهضت ثورة يوليو بعد تلك المأساة حيث تمت إعادة بناء القوات المسلحة على أسس علمية سليمة، وخاضت حروب الاستنزاف التي لم تنته إلا بعد مبادرة روجرز الشهيرة التي كان الهدف منها بناء حائط الصواريخ الذي شكّل بعد ذلك العمود الفقري للعبور العظيم في السادس من أكتوبر 1973م الذي خذله وخانه السادات وجعل من دماء الشهداء، بمن فيهم شقيقه النقيب عاطف السادات، جسراً مع العدو الصهيوني الذي اسهم بكل جهده في تحويل مصر من دولة قائدة ورائدة في أمتها وقارتها الإفريقية ومركز للإسلام المعتدل من خلال الأزهر الشريف، إلى دولة منقادة تسير في ركب أسوأ الأنظمة في العالم ، وتشكل معه اليوم تحالفاً يقوده صبي طائش اسمه محمد سلمان “ابو منشار” .
ثورة 23 يوليو في عيدها الذهبي هي مرجع أساسي للخروج مما نحن فيه من ذلٍ وهوان وتبعية لرحاب القرن الواحد والعشرون ونكون فيه فاعلين مؤثرين، وليس كما نرى اليوم حيث أصبحنا أمة منزوعة الدسم السياسي ، أمة تحارب أساس قوميتها وهي اللغة العربية .
ثورة يوليو ليس حدثاً عادياً في تاريخ الأمم، وليس احياء ذكراها هنا مجرد رفاهية فكرية، ولكن لأخذ الدروس والعبر، وايضاً للرد على الحرب الشرسة التي نراها كل يوم على اسم وتاريخ الزعيم جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو، رغم رحيله الى جوار الله منذ ما يقارب نصف القرن .
ولعل مما يساهم معنا في الدفاع عن مواقف الزعيم “ابي خالد” فطرة الشعب العربي التي مازالت سليمة، حيث لا ترفع في مناسباتها الوطنية والقومية سوى شعارات ثورة يوليو وصور قائدها المقدام.

وعلية، وفي ذكرى الثورة المجيدة نحيي أرواح قادتها العظام وعلى رأسهم القائد المؤسس جمال عبد الناصر، وعهداً إننا سنبقى على العهد : رايتنا عربية ورسالتنا وحدوية، ولابد لهذا الليل أن ينجلي ليشرق فجر جديد على هذه الأمة العظيمة التي للأسف لا تعرف أنظمتها الوظيفية قيمتها ، فلو كانت أمتنا العربية بلا وزن ما عملت كل دول العالم الكبيرة والمتوسطة محطات خاصة تخاطب العرب بلغتهم في كل دولة .
عاشت ثورة 23 يوليو المجيدة، وتحية إكبار وإجلال لكل من لا زالوا يقبضون على جمر المواقف والمبادئ قابضين .. أوفياء صامدين ومخلصين الى يوم الدين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى