مؤتمر الأمانة العامة للأحزاب العربية/ من القدس الى الجولان… الأرض لنا

عقدت الأمانة العامة للأحزاب العربية اجتماعاتها في الخامس والسادس والعشرين من شهر حزيران عام 2019 (لاحظوا توقيت انعقاد المؤتمر مع وقت انعقاد ورشة المنامة الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية). وقد قدم ممثلون لأحزاب العربية أحزاب الحرية والكرامة والنضال، قدموا من مصر العربية، من السودان وليبيا وتونس، من اليمن والبحرين، من فلسطين والأردن ولبنان، وبالطبع أحزاب من الدولة المضيفة سورية النضال والكفاح، سورية التي تبذل الدم دفاعاً عن الوطن والأمة في مواجهة أعداء هذه الامة، سورية التي تتسامى فوق الجراح والألم، ألم ليس من العدو الصهيوني والامريكي والتركي وغيرهم من فرنسيين وبريطانيين بل ألم اشد مضاضة من أنظمة وجامعة تدعي انها عربية.
وقد ناقش المؤتمرون أوضاع اقطار الامة الداخلية والتحديات الخطيرة التي تواجه الامة واتسم النقاش بروح عالة من المسؤولية الوطنية والقومية، وبخاصة عند مناقشة المؤامرات الخطيرة التي تلقي بظلالها السوداء على الامة بكل اقطارها، والمتمثلة بما يسمى بصفقة القرن التي تشكل المرحلة الأخيرة من تصفية قضية الشعب العربي الفلسطيني، قضية فلسطين المركزية للامة العربية. الامة العربية، العربية وتداعياتها ومفاعيلها الخطيرة ليس على الشعب العربي الفلسطيني فحسب بل تطال كل اقطار الامة العربية عبر تحقيق المشروع الصهيوني الهادف الى إقامة ما يسمى بـ”دولة إسرائيل” من الفرات الى النيل، والهيمنة على الأرض والثروات العربية والاجهاز على امن واستقلال العرب، لان مشروع الحركة الصهيونية والذي تعمل مع الشريك الاستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية وتابعين عرب لتحقيقه والذي يستهدف كما اسلفنا حرية واستقلال وثروات الامة العربية بأقطارها كافة.
وفي هذا الشأن أكد المؤتمرون على حق الشعب العربي الفلسطيني بالعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة على كامل تراب فلسطين وعاصمتها مدينة القدس العربية، مثلما أكدت الأمانة العامة ادانتها للمؤامرة الخطيرة التي تحيكها الولايات المتحدة الامريكية لصالح العدو الصهيوني التي تم عقدها في المنامة عاصمة البحرين تحت عنوان مضلل “السلام من اجل الازدهار”.
ان هذا العنوان يربط القضية الفلسطينية بالدولارات القذرة كثمن فلسطين، الأرض التي طالما ناضل الشعب العربي الفلسطيني ومعه شرفاء العرب لاستعادتها من الاحتلال الصهيوني المدعوم من الدول الاستعمارية بريطانيا او الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص. الورشة الترامبية التي باءت بالفشل بسبب مواقف الشعب العربي الفلسطيني بكل قواه الحية والمدعوم من اقطار عربية رافضة للمشاريع والمخططات الصهيونية الامريكية. واكد المؤتمرون على استعادة ارض فلسطين العربية مهما غلت التضحيات ورغم انف أنظمة التطبيع العربية مع العدو الصهيوني.
اما فيما يتعلق بسورية العربية، التي قدمت، وما زالت، التضحيات في مواجهة العدوان الكوني غير المسبوق والعصابات الإرهابية المجرمة، فقد توجه المؤتمرون بالتحية والتقدير لسورية الصامدة ولجيش سورية العربية المدافع عن الوطن والأمة ولقائد الدولة السورية الرئيس المناضل بشار الأسد.
واكد المؤتمرون على الثقة العالية بالقيادة والجيش العربي السوري ومعه الحلفاء والشركاء في الدم المقاومة اللبنانية وجمهورية إيران الإسلامية وروسيا الاتحادية الثقة العالية. كما أسلفنا بتحقيق النصر النهائي على العصابات الإرهابية التي ما زالت تدنس ارض الوطن وكذلك الجيوش الغازية أمريكية كانت ام تركية ام فرنسية ام بريطانية والنصر قادم لسورية العروبة، سورية التي تشكل مركز الامن القومي للامة العربية.
ولا يسعنا بهذه المناسبة الا وان ندحض الهجمة الإعلامية المعادية للقطر العربي السوري، حيث تقوم وسائل إعلامية معادية لسورية والأمة بالتضليل فيما يتعلق بأمن سورية واستقرارها وبخاصة العاصمة دمشق.
وجدنا دمشق شامخة عامرة بأهلها وقيادتها، آمنة مستقرة، تعج بالحياة رغم طول العذاب والحصار والقتال والنضال، وجدنا دمشق مثلما عرفناها جميعا ومثلما وصفها القائد الخالد جمال عبد الناصر، قلب العروبة النابض، تعطي الحياة الكريمة ليس لأهلها فقط بل لكل العرب، الأوفياء لعروبتهم وأمتهم.
طبعا ولا يفوتني ان اذكر بأن المؤتمر قد ناقش الأوضاع في الأقطار العربية الأخرى بدءا لما يتعرض له اليمن من عدوان تدميري وكذلك مجريات الاحداث في السودان والجزائر وليبيا.

عضو الأمانة العامة
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــــــؤاد دبــــــــور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى