ايران تكسر شوكة ترامب وتخلخل رهانات الخلايجة على قوة انتقامه

تجاوزت المواجهة السياسية والدبلوماسية الإيرانية الأمريكية خلال الفترة الماضية الكثير من الخطوط الحمراء، لابل تعدت أكثر من ذلك بعد حادثة إحراق ناقلات النفط في خليج عمان وإسقاط إيران الطائرة الأمريكية المسّيرة “غلوبال هوك”.

والتي تعتبر من أهم وأحدث وأكثر الطائرات المسيرة غلاء من ناحية الثمن والتقنية العالية، حينها ظن العالم أن الحرب قد بدأت، ليتفاجئ بتصريحات الرئيس ترامب بأنه جاهز للحوار مع إيران دون شروط مسبقة بعدما كان يرفع عصا التهديد والوعيد ضد طهران. الهدوء الذي تلى هاتين الحادثتين يصفه بعض الخبراء بأنه الهدوء ماقبل العاصفة.

فهل تنتظر المنطقة فعلا حربا أقل من إقليمية أو أوسع بقليل ؟

ما حقيقة برودة رد الفعل الأمريكي على ردود إيران التي أحرجت واشنطن وإدارة ترامب بعد كل هذا التهديد والوعيد ؟

هل تريد واشنطن فعلا إدارة حوار مع طهران أم أن هناك خطباً ما يحضر له خاصة في ظل تحشيدات أمريكية أوروبية كانت قد تمت مسبقا ؟

ترامب قال إن هناك مجموعة أهداف تم تحديدها وضربها لن يؤدي الى نشوب الحرب… فهل بمقدور ترامب تحديد زمن ومساحة هذه الحرب في حالت وقعت؟

كيف يرى الإيرانيون المواقف الدولية خاصة روسيا والصين في حال حاولت الولايات المتحدة تمرير أي قرار دولي أمام ضعفها في الرد على إيران عسكريا كما إتضح ؟

حول إمكانية نشوب حرب، وحقيقة برود رد الفعل الأمريكي على إظهار طهران إستعدادها للمواجهة العسكرية قال الكاتب السياسي والخبير بالشأن الإيراني إبراهيم شير أنه”يجب أن نقرأ المشهد كاملاً، وأن نرى أن الإدارة الأمريكية أرادت من هذه إرسالها الطائرة المتقدمة جداً كي تجس نبض الرد الإيراني، أولاً إيران تعلم كم أن هذه الطائرة متطورة، وأن ثمنها 222 مليون دولار، وتعلم إيران أن الولايات المتحدة لاتملك إلا أربع طائرات من هذا النوع، وتعلم إيران أيضاً كم هي مهمة هذه الطائرة للإدارة الأمريكية ومع ذلك أسقطتها. وهذه الحادثة جاءت مباشرة بعد حاثة تفجير ناقلتي النفط في بحر عمان، وبالتالي الإدارة الأمريكية أرادت أن تعرف هل إيران فعلاً مستعدة لهذه المواجهة ، وهل هي جادة فيها، أم أن إيران ستكتفي بالصمت و سترد فيما بعد، فأرسلت أمريكا هذه الطائرة وعندما إخترقت الأجواء الإيرانية لعدة أمتار تم إسقاطها، وهنا علمت الولايات المتحدة بأن إيران جادة وجاهزة للمواجهة  ويمكن أن تذهب إلى مابعد المواجهة. إيران ليس لديها أي شيء تخسره عند التعدي على الخطوط الحمراء ،والرئيس الأمريكي إجتمع مع نوابه ومستشاريه وإتخذ قراره بالرد، ومن ثم إجتمع ترامب مع أعضاء البنتاغون فأعلموه أن المواجهة مع إيران ليست سهلة وفيها مخاطرة “.

أما لجهة مايدور بين طيات هذه المتغيرات  وماهية التأرجح بين خطورة نشوب حرب فعلية ومراوغة أمريكية لاتهدف إلى الحوار كما هو معلن رأى شير أنه “لايوجد رئيس أمريكي أعلن الحرب على دولة أخرى وهو في نهاية ولايته الأولى، يعني ترامب لم يبقى له في هذه الدورة إلا 15 شهراً في الحكم ، وأيضا إسرائيل التي ستشارك الولايات المتحدة في الحرب إن نشبت غير جاهزة ووضعها السياسي مهتز ولايوجد حكومة إسرائيلية ، الآن يوجد حكومة تسيير أعمال، إذاً أين الحرب ومن سيعلن الحرب؟ وفي حال إعلان الحرب في مثل هذه الظروف فسوف يخسر الحزب  الجمهوري ، وقد تتوسع وبالتالي سيخسر ترامب الإنتخابات في الجولة الثانية، ومن هنا نرى أن ترامب غير مقبل على حرب ومايقوم به من تصعيد ضد إيران ماهو إلا ورقة ضغط في الإنتخابات القادمة”.

حول المنتظر من الطرفين الروسي والصيني في حال تصاعدت التوترات قال شير: “أي دولة تريد أن تصبح دولة إقليمية وفاعلة ومهمة على الساحة الإقليمية يراد لها حلفاء أقوياء، وحلفاء إيران واضحون، روسيا والصين، وهاتان الدولتان ستدافعان عن إيران بكل تأكيد في مجلس الأمن في وجه أي قرار أممي متفرع أو أي  قرارات أحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة حتى من وافق عليها من الأوربيين، إذاً نتصور أن روسيا والصين سوف يكون لهما مواقف حاسمة إلى جانب إيران لأن إيران في حالة الدفاع عن النفس ،وإذا ما عدنا إلى حادثة الناقلتين في بحر عمان سنرى أن الولايات المتحدة سارعت إلى إلصاق التهمة بإيران بدون إجراء تحقيق ،علماً أن إيران هي من طالبت بالتحقيق، وهنا فشلت الإدارة الأمريكية في الإصطياد في الماء العكر”.

وتعبيراً عن خيبة امل الخلايجة في موقف ترامب، أكدت مصادر بريطانية أن مسؤولاً في الاستخبارات السعودية قد ناشد السلطات البريطانية، للقيام بهجمات محدودة ضد أهداف عسكرية إيرانية، وذلك بعد ساعات فقط من إلغاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للهجمات المقرر شنها على إيران. وفق ما نشره موقع “ميدل إيست آي”.

وقال الموقع الإخباري البريطاني، إن مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى وبينهم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير قد وصلوا هذا الأسبوع الى لندن وعقدوا لقاءات مع مسؤولين بريطانيين بهدف إقناعهم المشاركة في ضرب إيران، إلا أن هذه المحاولات “قد فشلت”.

وأضاف الموقع أن مسؤولين سعوديين وصلوا مساء امس السبت سرّا الى اسرائيل بهدف إقناعها بذلك أيضا.

وأفاد مسؤول بريطاني مطلع على الأحداث واشترط عدم الإفصاح عن هويته بأن المساعي السعودية قابلتها آذان صماء، مُضيفًا أن “شعبنا كان متشككا”، كما أن البريطانيين رفضوا مطالب المسؤول السعودي بشكل مباشر.

وقدم المسؤول السعودي معلومات استخباراتية إضافية تربط إيران بالهجوم الأخير على ناقلتين نفطيتين في خليج عمان، لكن نظرائه البريطانيين “لم يعجبوا” بالأدلة الجديدة.

وأيدت الحكومة البريطانية الاتهامات السعودية والأميركية التي ترى بأن لطهران يدا في هذا الهجوم، حيث كتب وزير خارجيتها البريطاني جيريمي هانت على موقع “تويتر” في 14 حزيران/يونيو الجاري: “أُدِين هجمات الأمس على السفن في خليج عمان. يستنتج تقييم المملكة المتحدة أن إيران قامت بالهجوم”، مضيفًا: “تلك الهجمات الأخيرة تضاف إلى التصرفات الإيرانية المزعزعة للاستقرار وتشكل خطرا جديا على المنطقة”.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أوقف فيه ترامب الضربات الأمريكية ضد الأهداف الإيرانية قبل 10 دقائق من إطلاقها في وقت متأخر يوم الخميس. تم التخطيط للعملية العسكرية ردا على إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار في اليوم السابق.

وألقت إيران باللوم على واشنطن في الحادث، قائلة إن “الطائرة بدون طيار كانت فوق مياهها الإقليمية”. فيما تؤكد واشنطن أن “الطائرة بدون طيار كانت فوق المياه الدولية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى