الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بأقذر عمليّة اعتداء على شعب فلسطين ببيع وطنه في مزاد علني لمن يشتري من الصهاينة والمستوطنين وبموافقة ودعم ومباركة عربيّة، وفشل فلسطيني رسمي مدوّ في تنظيم الفلسطينيين وتعبئتهم في الداخل والخارج للتصدي لعملية البيع وإفشالها، ومساعدتهم على الصمود والتمسك بأرضهم ومقاومة الاحتلال.
التخطيط الأمريكي الصهيوني العربي لتصفيّة القضيّة الفلسطينية يتسارع دون اعتبار لرأي الفلسطينيين شعبا وفصائل وسلطة؛ ودون خوف من ردة فعل الشارع العربي؛ فقد أهدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس لإسرائيل واعترفت بها عاصمة موحدة للدولة الصهيونية ونقلت سفارتها اليها، واهدت الجولان لإسرائيل دون اعتراض عربي أو إسلامي؛ فسفراء أمريكا وجنودها ما زالوا ” يبرطعون ” في العواصم العربية والإسلامية كما يشاؤون دون خوف، بينما تخطّط إدارة ترامب لدعم إسرائيل في ضمّ المستوطنات المقامة في الضفة الغربية والسيطرة على معظم منطقة (ج)، وتصفية قضية اللاجئين بتوطينهم في الدول العربية والأجنبية التي يعيشون فيها، وعقد مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي تنظمه مجموعة اللوبي الصهيوني المهيمن على قرارات البيت الأبيض الشرق أوسطية والمتحالف مع اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو، وستحضره دول الخليج ومصر والأردن ودول عربية وإسلامية أخرى تدور في فلك أمريكا وإسرائيل لتحضير عقود البيع، والاتفاق على من سيدفع ومن سيقبض ثمن تصفية القضية الفلسطينية!
العرب الأغنياء الذين سيحضرون مؤتمر البحرين سيدفعون، كما ذكرت وكالات الأنباء، 70% من ثمن شراء فلسطين بقدسها وأماكنها الإسلامية والمسيحيّة ويقدمونها هدية ” لأصدقائهم وحلفائهم ” الصهاينة، وبعض العرب سيقبضون ثمنها دولارات أمريكيّة كما قبض أسلافهم، والفلسطينيون منشغلين بخلافاتهم وانقسامهم ” ورايحين يطلعوا من المولد بلا حمص ” كما حدث لهم في صفقات الهدنة والسلام المزعوم في أعوام 1948و 1967، 1979، 1994.
وبعد انتهاء الزعماء العرب من قتل قضيّة فلسطين، سيدفنون الفقيدة وتنتهي الجنازة كما انتهت جنازات مناطق عربية أخرى خلال العقود والقرون الماضية؛ وسيعزّي الزعماء العرب الدافعين والقابضين بعضهم بعضا بالقول كل بيعة لجزء من الوطن العربي ودفنه ونحن سالمين، وعلى عروشنا جالسين، وعلى إذلال شعوبنا قادرين، وعلى محاربتنا للمقاومة وشرفاء الأمة مصمّمين، ولصداقتنا وتحالفنا مع أمريكا وإسرائيل أوفياء مخلصين، وللديموقراطية والحرية وحقوق الشعب كارهين ورافضين!
من المؤسف جدا القول ان ترامب ونتنياهو وبعض القادة العرب يتآمرون على شعبنا وقد ينجحون في فرض حل ” سلمي ” استسلامي ستكون نتائجه كارثية على الوطن العربي من محيطه إلى خليجه بسبب الغباء التخاذل والتآمر العربي، ولأن السلطة الوطنية الفلسطينية وقادة الفصائل فشلوا في توحيد الصف الفلسطيني ودعم صموده، وفقدوا مصداقيتهم محليا وعربيا وإسلاميا ودوليا بسبب تشتتهم وانقسامهم البغيض وخلافاتهم المزمنة؛ لكن المضحك المبكي هو أنهم ما زالوا يتكلّمون عن المصالحة منذ حدوث الانقسام وكل فصيل يدّعي بأنه يريد إنجاحها ويتّهم الفصائل الأخرى بتعطيلها؛ فعلى من يكذبون؟ ولماذا لا يتصالحون إن كانوا صادقين؟ لقد وقّعوا عددا من الاتفاقيات وعقدوا مئات الاجتماعات لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام وفشلوا؛ فكم سنة أخرى سيحتاجون، وكم اتفاقيّة سيوقّعون، وكم اجتماعا سيعقدون ليتمكّنوا من إنهائه ولمّ شمل وطننا الجريح؟
الفلسطينيون يتعرّضون لأخطر مؤامرة أمريكيّة صهيونيّة عربيّة لتصفية قضيّتهم، وتمزيق نسيجهم الاجتماعي، وتشتيتهم في بقاع الأرض، وتزوير تاريخهم وإلغاء هويّتهم ووجودهم، وقادة فصائلهم وسلطتهم الوطنيّة مستمرون في مماحكات عبثية ويتصرّفون وكأن الجنازة ليست جنازة وطنهم وشعبهم! وأقولها بالفلسطيني الفصيح!” الجماعه ما عندهم مشكله؛ الواحد منهم صارله 30 سنه ملزّق في نفس المنصب وببيع حكي، وعايشين في بيوت ممتازة، وفلوس مثل الرز، وبركبوا سيارات فارهة، وولادهم بتعلموا في أفضل الجامعات الأمريكية والأوروبية والعربية؛ إشو بدهم أحسن من هيك ؟؟؟؟ و” يا أمة (ستظلّ) تضحك من جهلها الأمم!!!!”