حتى اليسار الاسرائيلي رفضها.. تصريحات سفير امريكا فريدمان حول الضفة الغربية تثير عاصفة من ردود الافعال الفلسطينية

أعلنت فصائل فلسطينية والحكومة في الضفة الغربية رفضها لتصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال ديفيد فريدمان، حول ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

واعتبرت فصائل وشخصيات فلسطينية، أن تصريحات فريدمان “تعكس العقلية الاستعمارية للإدارة الأمريكية، وتكشف حقيقة صفقة القرن”.

حماس: تصريحات فريدمان تعكس عقلية إدارة ترمب

وقال رئيس مجلس العلاقات الدولية لحركة “حماس”، باسم نعيم، في تغريدة له عبر “تويتر” إن تصريحات السفير الأمريكي “مرفوضة وتعكس العقلية الاستعمارية المدمرة لهذه الإدارة المتطرفة (الأمريكية)”.

وأضاف نعيم: “ذلك سيوجه ضربة قاضية للاستقرار هنا وفي الإقليم، وكذلك لما يسمى بالشرعية الدولية”.

وشددت حركة “حماس” على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، على أن التصريحات “تعبير عن عمق المشاركة الأمريكية في العدوان على الشعب الفلسطيني”.

وصرّح قاسم، في بيان صحفي له امس، بأن تصريحات ديفيد فريدمان “استهداف لمكونات القضية الفلسطينية”.

وأكد: “تصريحات السفير الأمريكي تساوق كامل مع رؤية اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفًا، واستهتار من الإدارة الأمريكية بكل المواقف العربية”.

وتابع: “هذه التصريحات التي تكشف جزءًا من الرؤية الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، يجب أن يقابلها موقف فلسطيني موحد”.

السلطة: فريدمان سفير للاستيطان

واعتبرت الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية، أن تصريحات فريدمان خارجة عن الشرعية الدولية، ومتماهية مع السياسات الإسرائيلية.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة، إبراهيم ملحم، أن التصريحات تؤكد أن فريدمان سفيرٌ للاستيطان.

واستطرد ملحم: “التصريحات مواصلة للعدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه التي أقرتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية”.

واستدرك: “هذه التصريحات تعكس حجم الارتهان الأمريكي لنوازع الغطرسة، وشهوة التوسع الإسرائيلية، وحجم الفضيحة للدولة العظمى التي ترهن سياستها الخارجية بأيدي مجموعة من أولئك الذين لم يبلغوا بعدُ سنَّ الرشد السياسي”.

الجهاد الإسلامي: زمن التوسع الاستعماري ولى

من جهته، قال القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، داود شهاب، عبر موقع “فيسبوك”، إن السفير الأمريكي “مستوطن متطرف ينفذ السياسات الاستعمارية والاستيطانية لمرؤوسيه”.

وأوضح شهاب: “زمن التوسع الاستعماري قد ولّى وانتهى وأن أطماعكم مصيرها الفناء”.

فتح: التصريحات تخالف القانون الدولي

بدورها، اعتبرت حركة “فتح” في بيان لها السبت، تصريحات فريدمان، “إمعانًا في معاداة الشعب الفلسطيني وقلبًا الحقائق”. مشددة على أنها “تخالف القانون الدولي”.

وبيّنت “فتح” أن “السياسة التقليدية للولايات المتحدة تعتبر الأراضي الفلسطينية أرضًا محتلة حسب القانون الدولي”.

ونوهت إلى أن تصريحات فريدمان “تنسف كامل عملية السلام، والجهود التي بذلها واستثمر بها العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية”.

وتساءلت: “هل هذه المواقف تمثل الموقف الأمريكي الرسمي أم غلاة المستوطنين في إسرائيل؟”.

ورأت فتح “أن هذا تخل مفضوح عن مبدأ حل الدولتين الذي يجمع بشأنه المجتمع الدولي، وفيه انحياز وتبن كامل لمواقف اليمين الاسرائيلي المتطرف والعنصري”.

وقالت إن واشنطن هي من وضع مرجعيات مؤتمر مدريد للسلام انطلاقًا من قراري مجلس الأمن 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام، “وهذه هي ذاتها مرجعيات اتفاقيات أوسلو، وكانت واشنطن ترعى لعقود عملية السلام على أساسها”.

ورأى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، في تغريدة عبر “تويتر” أن التصريحات “تكشف حقيقة صفقة القرن والمشروع التآمري الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية”.

الديمقراطية: التصريحات عدوان سافر على الفلسطينيين

ونددت “الجبهة الديمقراطية” بتصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال حول الضفة الغربية.

وأردفت في تصريحات لها امس: “تصريحات فريدمان عدوان سافر على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والقومية”.

الجبهة الشعبية: واشنطن شريكة للاحتلال

ووصفت الجبهة الشعبية في بيان لها تصريحات السفير الأمريكي لدى تل أبيب بأنها “عدائية تتطابق مع تصريحات المستوطنين الصهاينة”.

واعتبرت الشعبية، أن “تصريحات فريدمان تأكيدٌ إضافي على السياسة الأمريكية الشريكة لهذا الكيان في احتلاله لأرضنا، ودعمه بإقامة المزيد من المستوطنات عليها”.

وأشارت إلى أنها “تشجع الاحتلال على التنكر وعدم الاستجابة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني”.

لجان المقاومة تدعو لـ “اقتلاع” المستوطنات

من جانبها، رأت لجان المقاومة الشعبية، أن تصريحات السفير الأمريكي حول ضم أجزاء من الضفة “مشاركة في العدوان ضد القضية الفلسطينية”.

وأفادت في تصريح مقتضب بها، بأن “المطلوب وطنيًا إعلان انتفاضة شاملة هدفها اقتلاع المستوطنات من أراضي الضفة الغربية”.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” امس تصريحات عن ديفيد فريدمان، قال فيها إن لإسرائيل الحق بضم أجزاء من الضفة الغربية، وإن المنطقة ليست بحاحة لإنشاء دولة فاشلة قاصدًا فلسطين.

وقال فريدمان إنه من حق “إسرائيل” ضم أجزاء من مناطق الضفة الغربية، لكن ليس من حقها ضم كافة المناطق إليها.

ورفض توضيح طريقة رد فعل الإدارة الأمريكية في حال نفذت الحكومة الإسرائيلية بعد وعد رئيسها بنيامين نتنياهو بضم أجزاء من الضفة الغربية.

وبيّن أن الإدارة “لن تحكم مسبقًا على مثل هذه القضية”. مستطردًا: “بالتأكيد يحق لإسرائيل الاحتفاظ بجزء من الضفة الغربية”.

وتعمل الإدارة الأمريكية على صياغة خطة سلام، عرفت إعلاميًا باسم “صفقة القرن”، منذ تسلم دونالد ترامب الرئاسة مطلع 2017، دون الكشف عن بنودها حتى الآن.

ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين تقديم تنازلات مجحفة لصالح “إسرائيل”، بما فيها وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين.

وحسب معطيات حركة “السلام الآن” الإسرائيلية، يصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى أكثر من 630 ألف مستوطن يعيشون في 132 مستوطنة.

وتنص قرارات الأمم المتحدة على أن المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس المحتلة، ومرتفعات الجولان السورية المحتلة غير شرعية.

أما في إسرائيل، فقد انتقد اليسار تصريحات فريدمان. وأعلنت حركة “السلام الآن”، في بيان السبت، أنّ على ترامب إقالة فريدمان من منصبه إذا كان يريد الحفاظ على اي مصداقية لخطته. وكتبت بالعبرية على “تويتر”، “إذا كان الرئيس الاميركي ينوي أن يكون وسيطاً نزيهاً، فعليه أن يأمر فريدمان بحزم حقائبه الليلة”. وتساءلت “بوجود أصدقاء مثل السفير الأميركي ديفيد فريدمان، من سيحتاج إلى أعداء؟”.

من جانبها رأت رئيسة حزب “ميرتس” تمار زندبيرغ أنه “طالما أن فريدمان هو سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، وليس لدى دولة المستوطنات، فإنه يجب أن يدرك أن الضم هو كارثة على إسرائيل”، وأضافت “السفير لا يتواجد هنا، للمساعدة على زرع المستوطنات المتطرفة والمتدينة”. وأضافت أن السلام يصب في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يعيشون هنا، حتى ولو قررت الإدارة الأميركية خدمة اليمين المتشدد فقط.

وأكد عضو الكنيست العربي أيمن عودة: “ديفيد فريدمان، الرئيس السابق لمؤسسة أصدقاء المعهد الديني بيت إيل، والسفير الحالي الأميركي، إليك الرسالة: الحل الوحيد الذي يضمن الأمن والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين، هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية”.

وبعد ردود الافعال الفلسطينية الساخطة، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية، أن موقفها من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية “لم يتغير”. ونفى المسؤول الأمريكي الذي عمم الإيضاح وطلب عدم ذكر اسمه، إن تكون “إسرائيل قد قدمت أي خطة لضم أحادي الجانب، لأي جزء من الضفة الغربية للولايات المتحدة، ولا تجري مناقشة الأمر“.

ويأتي ذلك بعد أن أكد السفير الأميركي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان في مقابلة السبت أن إسرائيل تملك “الحق” في ضم “جزء” من أراضي الضفة الغربية، في تصريحات يرجح أن تعمّق الرفض الفلسطيني لخطة السلام الأميركية المقترحة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، المعروفة باسم “صفقة القرن”.

وتساءلت القناة العبرية الثانية “هل تتنصل الولايات المتحدة من تصريحات سفيرها في إسرائيل؟ هل تؤيد الولايات المتحدة الضم أم تعارضه؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى