الصراع المذهبي واستنزاف طاقات الامة الى متى ؟!

                                                              ” يقول ابن خلدون : الفتن التي تتخفى وراء قناع الدين تجارة رائجة جدا في عصور التراجع الفكري للمجتمعات “

يشهد العالم العربي والاسلامي هذه الايام حالة غير مسبوقة في التاريخ في تاجيج الصراع المذهبي من خلال ضرب مكوناته العقدية بعضها ببعض لتحقيق مخططات خارجية “سهر الغرب والشرق” على اعدادها بعناية فائقة الغاية منها جر المنطقة الاسلامية الى حروب ونزاعات وصراعات دينية و مذهبية وطائفية تعمل على استنزاف طاقتها البشرية وثرواتها المادية لتكريس حالة الانقسام والتجزئه لعالمنا العربي والاسلامي، من اجل خلق كنتونات ودويلات مذهبية وطائفية تحيط بالكيان الصهيوني، حامية له وفي حالة نزاع دائم مع بعضها البعض.. دويلات ترسم حدودها بانهار من الدماء القانية تخوضها – مع بعضها البعض – حروبا دائمه لاتنتهي .. بينما الاعلام المأجور  يعمل على شحنها وتاجيجها وتغذيتها باسلوب ممنهج ومنظم، خدمة لاجندات بعضها بدأت ملامحها بالظهور واخرى سرية ولكن الايام القادمة كفيلة بابرازها الى حيز الوجود.

ان المضحك والمبكي في المشهد الراهن، هو ان هذه المخططات صناعه غربية بامتياز ولكن تنفذ يجري بايدٍ عربية واسلامية وتحت عباءات المذهبية والدين . هذه اللعبة بدات تتكشف يوميا بل هي اصبحت شبه مفضوحة لدى البعض، نظرا لكثرت اللاعبين والطامعين بخيرات وثروات العالم الاسلامي النفطية والغازية والمادية الاخرى .
ان التعصب الاعمى للمذاهب والطوائف والافكار المتطرفة، هو اخطر انواع التجهيل البشري التي ابتليت بها شعوب العالم الاسلامي، لان الجهل المطبق او كما يطلق عليه سياسيا (الجهل المقدس )يعمي الابصار والعقول ويصبح ذريعة لارتكاب كل انواع العنف والقتل بلا وعي او ادراك، مما يهدد مصير الانسانية بالدمار للبشر والحجروالعمران.
 ان افضل رد على هذه المشاريع المذهبية الاستعمارية الجديدة للمنطقة العربية و الاسلامية هي ان نجنب ابنائنا ان يكونوا ادوات في تنفيذها ووقودا لها، وينبغي ان نفهم ونفهم ابناؤنا ان ديننا، دين الحوار واعمال العقل واجالة الفكر، يرفض الانغلاق ويحترم الاخر.. هكذا كان اسلافنا اساتذة الدنيا وحكماء العالم فسادوا بافعالهم قبل اقوالهم، ومن هنا فان هذا المشهد المؤلم لامة الضاد لايتغيير الا بوجود صوت الاعتدال والوسطية وتظافر جهود ابناء امتنا العربية و الاسلامية ممن يمثلون صوت الرشد والحكمة والعقل في هذا المحيط الذي تنطبق عليهم قوله تعالى (ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ).
لنعمل جميعا على ترجمة هذه الاية المباركة الى سلوك عملي حتى نجنب انساننا العربي و المسلم من ويلات الصراعات والحروب واللجوء، ونحقن دماءهم ونحفظ كرامتهم وحريتهم واستقرارهم للمساهمة في اثراء المشهد الحضاري  الانساني، فكرا و قيما وسلوكا ايجابيا يعلي من شائننا بين الامم،  ويحقق لنا الاجر في الداريين :الدنيا والاخرة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى