فضح سرقة فنية عراقية ارتكبها سعدون جابر منذ 50 عاماً

في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كان الفنان سعدون جابر، واحدًا من أشهر المطربين في العراق ودول الجوار، وكانت أغنية ”خيو بنت الديرة“ في ذلك الوقت من بين أشهر أغانيه، لكنه اليوم يواجه الاتهام بسرقتها.
وكشف الموسيقار العراقي المخضرم، حميد خلف البصري، أنه هو من لحن الأغنية التي أدتها زوجته الفنانة العراقية شوقية العطار في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يسجلها الفنان سعدون جابر باسمه مستغلًا وجود تلك العائلة الموسيقية خارج العراق لكونها محسوبة على المعارضة آنذاك.
وبعد كل تلك السنين، ظهر أن هناك خلافًا على الأغنية الشهيرة التي يحفظها كثيرون ممن عاشوا تلك الحقبة بوصفها من معالمها الفنية التي كان لفناني العراق دور رئيسي في رسمها.
وبدأت القصة عندما أدى البصري برفقة زوجته وابنته المغنية الشابة أيضًا بيدر حميد خلف، الأغنية ذاتها من منزلهم في مكان إقامتهم في لاهاي بهولندا بمناسبة عيد الفطر، ليحصدوا آلاف المشاهدات والإعجاب.
وكتبت بيدر التي انخرطت في عالم الغناء شأن والدتها وحققت شهرة لافتة في أوروبا والعالم العربي، توضيحًا عن الأغنية قالت فيه: ”(خيوه بت الديرة) هذا العمل لحنه والدي د.حميد البصري قبل حوالي 50 عام وغنتها والدتي شوقية العطار، ومازال الناس يحبون الأغنية جداً ويرددونها ليس فقط في العراق وإنما في الوطن العربي أيضا.. شعر الموال للشاعر عبدالجبار عاشور و شعر الأغنية لـ(ذياب كَزار) (أبو سرحان) هذه اللحظات علها تخلق الفرحة لقلوب العراقيين والأمل بالتغيير نحو حياة أفضل يعمها السلام.. محبتنا لكم و كل عام وانتم بألف خير“.
بدأت الرسائل تنهال على البصري وعائلته حول ما نشرته بيدر، وما إذا كانت معلوماتها عن الأغنية دقيقة، ليرد الأب الثمانيني بتوضيح يتهم فيه الفنان سعدون جابر بالاستيلاء على الأغنية إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقال البصري وهو واحد من الأكاديميين الموسيقيين القلائل في عصره، موضحًا: ”نشكر كافة من غمرنا بحبه وإعجابه بما قدمناه في فيديو العيد (خيوه بت الديرة ) والذين بلغ عددهم الآلاف عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس (الأربعاء) وحتى هذه اللحظة، وسعادتنا أكبر بكثير مما خلقناه لهم من لحظات فرح قليلة“.
وأضاف: ”وفاءً وتقديرًا لعشرات الرسائل التي تسأل عن عائدية لحن أغنية (خيوه بت الديرة ) أود أن أؤكد أنني حميد البصري ملحنها منذ سنة ١٩٧١ ضمن أوبريت (السابلة) وهي من تأليف شاعر الأغنية نفسه (أبو سرحان) الذي رفضت الدوائر الرسمية للنظام آنذاك إنتاجه.. وقد غنتها زوجتي الفنانة شوقية العطار عشرات المرات في حفلات جماهيرية في العراق وسوريا قبل أن تسجلها رسميًا في تلفزيون سوريا عام ١٩٨١“.
واختتم توضيحه بالقول: ”كان الفنان سعدون جابر قد طلبها (الأغنية) مني في العراق قبل أن نغادره مرغمين كوننا من المعارضين للنظام، وقد أبلغته برفضي لذلك، كون الأغنية خاصة بالفنانة شوقية ضمن أوبريت (السابلة) وبعد إذاعة الأغنية من قبل التلفزيون السوري استغل سعدون جابر وجودنا خارج العراق، فسجلها دون علمي ودون ذكر اسمي كملحن بحجة كوني من المعارضة“.
وما أن أنهى البصري توضيحه، حتى وجد متضامنين كثر معه، حيث قال أحد المعلقين: ”الحق لا يموت“، وكتب ثاني: ”يجب أن يعود الحق لأصحابه“، فيما لم يتردد كثر في انتقاد سعدون جابر على صمته طوال كل تلك السنوات.
ولم يرد الفنان سعدون جابر على حديث البصري لحد الآن، كما لم يرد على طلب تعليق أرسله ”إرم نيوز“ بذلك الخصوص، ليبقى الخلاف الفني غير محسوم حتى الآن رغم تزايد عدد الداعين لكشف الحقيقة وإظهارها للعلن من قبل طرفي الخلاف.
وينتمي حميد البصري لعائلة موسيقية عراقية عريقة، واستقر به الحال في بلد اللجوء هولندا منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي بعد أن تنقل وأقام في عدة دول بينها سوريا واليمن منذ خروجه من العراق عام 1978 خشية من انتقام النظام آنذاك.
وخلال مشوار فني يفوق النصف قرن، امتلك البصري تاريخاً فنياً حافلاً بالألحان التي قدمها وبالفرق الموسيقية التي أسسها وبينها ”فرقة الطريق“ التي ذاع صيتها في ثمانينات القرن الماضي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى