ازمة كيانية وليس ازمة ديموقراطية.. الكنيست يحل ذاته ويقرر إجراء انتخابات في ايلول بعد فشل نتنياهو بتشكيل حكومة

صوت أعضاء الكنيست الإسرائيلي، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، لصالح حل المجلس مما يمهد لإجراء انتخابات ثانية في غضون شهور بعدما فشل رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو في تشكيل ائتلاف حاكم قبل انتهاء مهلة عند منتصف الليل.
كان نتنياهو قد بدا في أبريل/ نيسان في الطريق لولاية خامسة بعدما حصد حزب ليكود بزعامته 35 من مقاعد الكنيست المئة والعشرين، رغم أنه يواجه اتهامات محتملة في ثلاث قضايا فساد. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات ويتهم معارضيه بشن حملة اضطهاد ضده.
لكن بعد أسابيع من المفاوضات أخفق في التغلب على الانقسامات بين حلفائه العلمانيين والمتدينين، وصوت البرلمان في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس بأغلبية 74 صوتا مقابل 45 لصالح حل نفسه. ومن الممكن إجراء انتخابات أخرى في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقال حزب ليكود المحافظ في وقت سابق إنه حصل على تأييد 60 من أعضاء البرلمان المئة والعشرين لتشكيل ائتلاف محتمل، لكنه لم يصل بعد إلى الأغلبية فيما تنقضي عند منتصف الليل المهلة المحددة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
لكن الإعلان قوبل بتشكيك على الفور من حزب كولانو (كلنا)، أحد حلفاء ليكود المفترضين. وقال الحزب على تويتر “كولانو لم يوقع اتفاق ائتلاف”.
وتمسك ليبرمان بموقفه في معركته مع حزب التوراة اليهودي المتحد، وهو حزب يهودي متطرف وشريك في حكومة نتنياهو المؤقتة، للحد من الإعفاءات التي تمنح لطلاب المدارس الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية.
وقال معلقون سياسيون إنه مع تلاشي آفاق التوصل إلى حل وسط مع ليبرمان، فإن نتنياهو سيركز جهوده على حشد 61 صوتا ضروريا في البرلمان للموافقة على إجراء انتخابات جديدة.
وتشكل سياسة حافة الهاوية بعد ستة أسابيع من الانتخابات المتنازع عليها في أبريل/ نيسان تحديا جديدا لحكم نتنياهو الذي دام عقدا من الزمان وتعمق حالة عدم اليقين السياسي في بلد يمزقه الانقسام.
هذا وقد تؤدي الانتخابات الجديدة إلى تعقيد جهود الولايات المتحدة للمضي قدما في خطة السلام التي وضعها الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ورفض الفلسطينيون الخطة حتى قبل إعلانها باعتبارها ضربة لطموحاتهم في إقامة دولة.
ويزور فريق البيت الأبيض الذي يقف وراء الخطة، ويضم صهر ترامب جاريد كوشنر، الشرق الأوسط لحشد الدعم “لورشة عمل” اقتصادية في البحرين الشهر المقبل لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. ومن المقرر أن يزور الفريق إسرائيل اليوم الخميس.
وقال ليبرمان يوم امس الأربعاء إنه لن يتراجع عما وصفها بأنه مسألة مبدأ بشأن قضية التجنيد الإجباري، ونفى مزاعم ليكود بأن نيته الحقيقية تتمثل في الإطاحة بنتنياهو وقيادة “معسكر قومي”.
وقال ليبرمان الذي استقال العام الماضي من منصب وزير الدفاع في خلاف مع نتنياهو بسبب السياسات تجاه غزة “لست رجلا انتقاميا ولا أحمل ضغينة”.
وعلى الرغم من لوائح الاتهام التي تلوح في الأفق في ثلاث قضايا فساد، فقد بدا أن نتنياهو في طريقه للحصول على فترة خامسة كزعيم لكتلة يمينية بعد أن نجح في التغلب على منافسه الوسطي السابق بيني جانتس، وهو قائد سابق للقوات المسلحة الإسرائيلية.
وكان اهتمام الجمهور بتشكيل حكومة ائتلافية أقل، مقارنة بتركيزه على التحركات التي كان يخطط لها أنصار نتنياهو في البرلمان لمنحه الحصانة وإصدار قانون يضمن عدم قدرة المحكمة العليا على إلغائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى