ترامب يفقد صوابه ويطرد وفد الديمقراطيين من البيت الابيض وبيلوسي تلوح بورقة العزل

 

اختصر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، امس الأربعاء، اجتماعا في البيت الأبيض مع قادة الحزب الديمقراطي، وأعرب عن غضبه بشأن التحقيقات الحالية في علاقاته المفترضة مع روسيا.

وطلب ترمب من رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الخروج من غرفة الاجتماع بعد وقت قصير، من بدء ما كان يجب أن يكون جلسة نادرة حول الإنفاق على البنية التحتية في أميركا.

وبعد ذلك بلحظات قام ترمب الغاضب بجمع الصحافيين في حديقة الورود ليعلن أنه لا يستطيع التعامل مع الديمقراطيين طالما استمروا في «تحقيقاتهم الزائفة».

وأحبط فشل الاجتماع الآمال بحدوث تعاون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإصلاح البنى التحتية المتداعية في البلاد.

وتباينت روايات الجانبين بشأن ما حدث، فبحسب ترمب فقد فض الاجتماع لأن بيلوسي اتهمته قبله بلحظات بإخفاء معلومات تتعلق بالتحقيق الذي تولاه المحقق الخاص روبرت مولر، في تواطؤ حملته الانتخابية مع روسيا والمحاولات المزعومة لعرقلة التحقيق.

وقال مولر إنه لا يوجد دليل على التواطؤ رغم أن العلاقات بين حملة ترمب الانتخابية وموسكو تثير الاستغراب، إلا أن مولر قال إنه لا يستطيع استبعاد عرقلة ترمب للتحقيق وترك لوزير العدل بيل بار إعلان عدم حصول عرقلة.

وأثار قرار الديمقراطيين متابعة القضايا غير الحاسمة في التحقيق ومناقشتهم إمكانية إطلاق إجراءات إقالة الرئيس، غضب ترمب، وقال: «أنا لا أقوم بعمليات إخفاء… هذه هي الخلاصة: لم يحدث تواطؤ ولم تحدث عرقلة».

واتهم الديمقراطيين بتعمد مضايقته وقال إن خطط البنى التحتية محكوم عليها بالفشل في الوقت الحالي.

وقال ترمب: «بالتأكيد لا تستطيع أن تسير في مسارين»، مشيراً إلى أن هناك «مسار التحقيق»، ومسار «دعونا ننجز المشاريع لصالح الشعب الأميركي»، وتابع: «لذا، أوقفوا هذه التحقيقات الزائفة».

وبعد ذلك بقليل ردت كل من بيلوسي وشومر بانتقادهما ما حدث في الاجتماع الفاشل، وقالت بيلوسي: «دخل إلى الغرفة، والكلام الذي قاله لا أستطيع حتى وصفَه».

وأعلنت أنّ ترمب متورط في تعطيل العدالة وعملية تستر، وهي جريمة يمكن عزله بسببها: «الواقع هو أن هذا الرئيس، على مرأى من الجميع، يعطل العدالة ومتورط في عملية تستر، وهذا يمكن أن يكون جريمة تؤدي إلى العزل»، مشبّهة ذلك بعملية التستر التي أسقطت الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون فيما يُعرف بفضيحة «ووترغيت».

وفي تلميح إلى أن ترمب افتعل الخلاف لتجنب الالتزام بتفاصيل مشروع قانون مكلف للغاية للبنى التحتية، قالت: «لقد تفادى الموضوع ولا أدري لماذا فعل ذلك»، وأضافت: «أصلي من أجل رئيس الولايات المتحدة».

أما شومر فقد وصف الإلغاء الدراماتيكي للاجتماع بأنه «حجة معدة مسبقاً»، وقال: «ما حدث في البيت الأبيض صادم للغاية».

هذا وقد أعربت عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، فريدريكا ويلسون، عن اعتقادها بأن الرئيس، دونالد ترامب، يمكن أن يشن حربا على إيران لا لشيء إلا لأنه يريد تجنب عزله عن منصبه.

ونقلت صحيفة The Hill الأمريكية عن ويلسون قولها: “أعتقد أن رئيس الولايات المتحدة قريب الآن من أن يبدأ الحرب بدون موافقة الكونغرس، لأنه يخشى عزله. وجميعنا ندرك أن شعبنا سيعترض على عزل الرئيس في حالة نشوب الحرب”.

ورأت النائبة أن ثمة علاقة مباشرة بين واقعية خطر العزل وتوجه ترامب لقرار شن الحرب على إيران، قائلة: “إذا رأى أن خطر العزل أصبح محدقا وأن الشعب يدعم هذه الخطوة، فسيتورط في الحرب”.

وأصبح عزل ترامب عن منصبه موضوع مناقشة كبيرة في المعسكر الديمقراطي في مجلس النواب، حيث يدعو بعض أعضائه إلى بذل جهود ملموسة من أجل عزله، فيما يقترح البعض الآخر التركيز على ضمان هزيمة ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2020.

يذكر أن النقاشات حول هذا الموضوع لم تنته إثر نشر تقرير المحقق الخاص، روبرت مولر، بشأن ملف “التدخل الروسي” المزعوم، والذي توصل إلى استنتاج أن حملة  ترامب لم تنسق خطواتها مع موسكو على أبواب انتخابات عام 2016، الأمر الذي أفقد معارضي الرئيس الحالي حجة قوية لصالح عزله.

يذكر أن الديمقراطيين لا يستطيعون عزل ترامب بمفردهم، بل سيحتاجون لتحقيق ذلك إلى تأييد جزء كبير من النواب الجمهوريين، وهو أمر غير وارد حاليا.

وأرسلت الولايات المتحدة مؤخرا مجموعة سفن حربية بقيادة حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”، رفقة قاذفات من طراز B-52، إلى منطقة الخليج، وذلك بذريعة وجود “تهديدات إيرانية” على القوات الأمريكية وحلفائها.

ومع أن ترامب قال مؤخرا إنه لا يريد شن الحرب على إيران، إلا أنه أكد أكثر من مرة أن الولايات المتحدة لن تتردد في الرد “بقوة عظيمة” على أي تحرك ضدها من قبل طهران.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى