فستان الزفاف الأبيض.. اول من لبسه ملكة بريطانيا يوم زواجها عام 1840

في الماضي كانت النساء يخصصن أجمل أثوابهن لليلة الزفاف، مهما كان اللون أو التصميم، فكل ما يهم هو الظهور بأكثر الإطلالات أناقة وتميزا في هذا اليوم المميز، وتاريخيا لم يسبق لزوجات الملوك والأمراء ارتداء ثوب أبيض سوى مرات قليلة.

وفي عام 1840 أقدمت الملكة فيكتوريا على اختيار سيغير شكل الزفاف حتى يومنا هذا، حيث ارتدت فستانا أبيض حريريا في حفل زواجها من الأمير ألبرت، الذي صدم ببساطته الجماهير، فخلافا على ما اعتاده الناس في الأعراس الملكية من أقمشة ثقيلة مزركشة ومطرزة بشتى الألوان وتيجان مرصعة بالمجوهرات، خرجت الملكة فيكتوريا من العربة بفستان بسيط بلون أبيض مزين بدانتيل هونيتون ووضعت بدلا من التاج إكليلاً من الزهور زينت بها شعرها.

وبارتدائها الفستان الأبيض، كان للملكة فيكتوريا عدد من الأهداف أهمها إيصال رسالة لشعبها أن ملكتهم الشابة ذات الـ20 عاما ستكون قريبة منهم وتدير بلادها بنفس البساطة التي نسقت بها زفافها.

وحتى اختيار نوعية الدانتيل المستخدم في فستانها كان لدعم صناعته المتدهورة في إحدى القرى الإنجليزية ولإظهار جمال ذلك القماش، وهي التي تعرف أن أصداء زفافها ستتردد حول العالم، وما السبيل الأفضل لتلك الغاية من ارتداء الملكة لفستان صنع منه؟

وبالفعل ذاع صيت فستان المكلة فيكتوريا وتحدثت عنه المجلات والصحف لعدة شهور بعد الزفاف، حتى كُتب عنه في Godey’s Lady‘s ”عُرف الأبيض منذ القدم أنه رمز البراءة والنقاء والقلب الصافي، لذا ارتدته في اليوم الذي سخرت قلبها لشخص آخر“.

لكن حتى ذلك الوقت كانت فكرة اقتناء فستان سيتم ارتداؤه لليلة واحدة لا تزال غريبة، وبقي الفستان الأبيض غير متاح لعرائس كثر خارج طبقة الأثرياء، فلم تكن نساء الطبقة الوسطى وما دونها قادرات على توفير ثمن فستان أبيض قد يتلف ويتسخ خلال الاحتفال حيث يتم ارتداؤه ليوم واحد ويُرمي على رفوف الملابس.

ولكن حدث الانتشار بعد الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ العوام باستلهام إطلالات من النجمات وغيرهن من الأغنياء، وشجعهن على الأمر مشاهد الأفلام الهوليوودية التي تصور عرائس تتقدم لعقد القران في ممشي الكنيسة مرتدية فستانا أبيض، إضافة الطفرة والازدهار التي شهدتها بعض البلدان بعد الحرب التي جعلت خيار شراء فستان مميز متاح لشريحة أكبر، ليصبح فيما بعد ارتداء فستان أبيض ليلة الزفاف هو التقليد الأشهر الذي تشترك به معظم نساء العالم.

وعلى الرغم من انتشار اللون الأبيض، حافظت بعض الثقافات على تقليد مختلف فيما يتعلق بلون فستان العرس، كالنيجيريات اللاتي يفضلن الألوان الزاهية المزينة بإكسسوارات فريدة، وفي غانا ترتدي النساء ملابس مطرزة بالنقشة المميزة لقبائلهن، وتختار النساء الماليزيات عباءات وأثواب باللون البنفسجي أو الأرجواني لحفل الزفاف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى