التّصعيد الإيراني، و الإذعان الأميركيّ.. ! 

1▪ على عكس ما قد باشر الإعلامُ العربيّ المتصهين الوقائع المستجدّة للأزمة الإيرانيّة التي بدأت تتحوّل إلى قضيّة مصيريّة بالنّسبة إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ، بما قد ترافق ذلك مع تحدّ و مواجهة إعلاميّة و لوجستيّة أميركيّة – إيرانيّة ؛ فإنّه من “التّشاؤم” الكبير بالنّسبةِ إلى “محور المقاومة” ، أو من “التّفاؤل” المخزي بالنّسبةِ إلى أعدائه ، توقّع ما هو أبعد من حدود هذا التّصعيد السّياسيّ الذي يحمل في ثناياه رغبة أميركيّة بالخروج من المأزق السّياسيّ الذي وضعت إدارة ( طرامب ) نفسها فيه ، مع من يدفعها إلى ذلك من المحور الرّئاسيّ الأميركيّ في الدّولة الأميركيّة العميقة ، من غير صقور القوى الاقتصاديّة و السّياسيّة الأميركيّة ، هؤلاء الذين جرّبوا الحرب على ( أفغانستان ) و ( العراق ) و ( سورية ) ، و من قبلها ( كوريا ) و ( كمبوديا ) و ( فييتنام ) ..

فكانت أن آلت جميع نتائج تلك الحروب إلى فشل يتبعه فشلٌ ، كان من شأن كلّ منهما تكبيد الولايات المتّحدة الأثمان الماليّة و العسكريّة و السّياسيّة الباهظة التي جعلت صورة أميركا في العالم صورة هزيلة ، و هو الأمر الذي دعا بالمصالح الماليّة اليهوديّة و غير اليهوديّة الأميركيّة إلى المجيء برئيس مثل ( طرامب ) يتمتّع بكلّ هذه المواهب المسرحيّة التي تكاد تنطلي على الكثيرين من مدّعي التّحليل السّياسيّ الوظيفيّ اليوميّ على شاشات الإعلام و في أروقة الدّراسات .

2▪ هنالك جملة من الوقائع و المؤشّرات و الحقائق التي تجعل كفّتيّ الميزان السّياسيّ متساويتين بالنّسبة إلى الفعل و ردّ الفعل السّياسيين النّاجمين عن السّياسات الأميركيّة الخليجيّة الأخيرة ، بما فيها الموقف إزاء إيران ، و عن الاستجابات الموضوعيّة و الذّاتيّة الإيرانيّة تُجاه تلك السّياسات .

و على أساس التّدخّل السّريع في قراءة المستجدّات الأخيرة ، و المبنيّ على المراقبة السّياسيّة اليوميّة للتّطوّرات المتلاحقة للأحداث الحيويّة في منطقتنا الإقليميّة المشتعلة إعلاميّاً ، يمكن تقرير جملة من الحقائق تقريراً يبدو عليه الارتجال لولا أنّه مرتبط بوثاقة يوميّة لسياقات استراتيجيّة ، قبل أن تكون سياقات جيو- سياسيّة ، قادرة على مدّنا بأهمّ الاتّجاهات السّياسيّة الخفيّة التي قد تُعجِزُ المتعجّلين .

  • أوّلاً – مَنْ يَعتقد مِن المُعتقِدِين ؟

3▪ بالإجابة على مجموعة من الأسئلة التي سنطرحها ، على التّوالي ، و التي سنبدأها بهذا السّؤال حول الأطراف المختلفة التي تسعى إلى قراءة الأحداث المستجدّة الأخيرة في الصّراعات السّياسيّة الإقليميّة من وجهة نظرها الرّغائبيّة الذّاتيّة ؛ ثمّ من وجهة النّظر الأخرى ، العقلانيّة و “الموضوعيّة” و التي تأخذ في اعتبارها واقع المنطقة و العالم في التّحوّلات الاستراتيجيّة الأخيرة في العقد الأوّل من قرننا الحاليّ ، الواحد و العشرين ، و مجمل نتائج صراعاته البائسة التي لم تحقّق أيّاً من أهدافها الاستراتيجيّة الاستعماريّة الإمبرياليّة ، على رغم كلّ ما قد رسم من مخطّطات سياسيّة لهضم هذا المكان من العالم المسمّى بالشّرق الأوسط ..

و بفهمنا و بإدراكنا المترابط للأحداث التي تبدو شتّى و متفرّقة ، بما فيها ، أخيراً ، “الحرب السّوريّة” و دروسها السّياسيّة الدّامغة ؛ فإنّنا ، و فقط ، كذلك ، نستطيع تجاوز التّهويلات الأميركيّة العسكريّة و السّياسيّة المتبوعة و المدعّمة بإعلام عربيّ – إسلاميّ خانع و متآمر و ذليل ، من أُولى مهامّه زرع الرّعب في أنفس المواطنين الأحرار الذين يقطنون هذه المنطقة من العالم و القيادات السّياسيّة الوطنيّة التي ترفعها كحاملة و تقطرها كقاطرة نحو القرار السّياسيّ الذي يسطّر الأسطورة وراء الأسطورة في المقاومة و التّحدّي و الثّبات على طريق الانتصارات الموعودة ، و مهما طال الزّمن ، بالنّصر الأخير الكبير .

4▪ من الواضح أنّ الأحداث الأخيرة التي يهضمها الإعلام الخنوع و يحاول استهلاكها في غير جهتها الحقيقيّة ، هي من الوقائع التي تجعل الصّف السّياسيّ الرّجعيّ في المنطقة ، و الذي سلّم مفاتيح “قلاعه” المتهاوية للأميركيّ ، إنّما هي وقائع ترسمُ صورة تاريخيّة لثبات المقاومة و تحدّيها للإمبرياليّة الأميركيّة ، بصراحة السّلوك و الفعل الذي يتجاوز الإعلام و الكلام ؛ و هو ما يبعث الذّل في أوصال الصّف الرّجعيّ المتصهين ، فيما يعمل ، محاولاً ، و يائساً ، على تصوير الحقائق تصويراً مقلوباً يرغب لو يستطيع به إعلان استسلام المقاومة التّاريخيّة الباسلة بدءاً من إيران ، و مروراً بالعراق و لبنان ، و نهاية بسورية البطولة الخالدة .

5▪ يصمت الإعلام العربيّ – الإسلاميّ المتصهين عن جملة من الوقائع الحقيقيّة الجارية في راهنيّة الحدث الشّامل في الإقليم ، ظنّاً من هذا الإعلام أنّ ثمّة ما هو في عصر “المعلومة” يمكن أن يطويه الجهل و التّجاهل و النّسيان .

6▪ قليلون من يعرفون أن إيران قد واجهت الصّلف الأميركيّ الوقح ، بعناد ثوريّ ليسَ جديداً على الثّورة الإسلاميّة في إيران ، و تحدّت قرارات “التّصفير” الأميركيّ المزعومة لشلّ الاقتصاد الإيرانيّ عن طريق حظر تصدير النّفط ، أوّلاً ؛ فباشرت إيران الرّدّ الشّجاع الذي لا يمكن لممالك و إمارات ومشيخات نواطير الكاز والغاز ، أن تتصوّره أو، أن تعتقده ؛ فحاصرت بالنّار و الصّواريخ موانئ تصدير النّفط السّعوديّة و الإماراتيّة في ( ينبع ) و ( الفجيرة ) ، في رسالة بالغة الوضوح و التّحدّي و التي مفادها أنّه من غير المسموح لأحد في الإقليم تصدير النّفط بينما هو الأمر ممنوع على الإيرانيين !

7▪ من الصّعب أن تتصوّر ممالك و إمارات الخليج العربيّ أنّ حدثاً من هذا النّوع يمكن أن يكون واقعاً حقيقيّاً ، نظراً لأنّها تنظر إلى أميركا بمثابة آلهتها في الأرض ، على حين أنّها لا يمكن لها أن تعتقد بإله في السّماء . إلّا أنّ من هو إله في نظر الأذلّاء هو ليس كذلك في نظر أصحاب الحقّ و الكرامة الذين لا يعتقدون بآلهة في الأرض ، و إنّما عقدوا إيمانهم على آلهة السّماء .

و إذا ابتعدنا أكثر من ذلك ، قليلاً ، يمكننا القول إنّه ليس ثمّة ، في ممالك النّفط الأعرابيّة ، من هو قادر على الاعتقاد ، و لو أنّ فيها زعامات منقرضة الإنسانيّة تتعبّد للطّواغيت و الشّياطين و الأقوياء بعنفهم الفارغ المفضوح و المكشوف .

8▪ و أمّا في الطّرف المقابل ، فثمّة من الأحرار و المقاومين و رجالات الحقّ من يستطيعون الاعتقاد بأنّهم هم أصحاب الأرض و الثّروة و الحقوق في استثمارها و تحقيق التّقدّم بها و مضاهاة العالم بذلك ، في كلّ حين .

تعتمد إيران في تحدّيها للحصار التّصفيريّ الأميركيّ الأرعن ، الواهم ، و الفارغ من مضمونه و أثره و محتواه ، على جبهتها الدّاخليّة الواعية المدركة لمحاولات الأميركيّ إذلالها ، و التي هي بطبيعتها تأنف الذّل و الهوان ، و هذآ إضافة إلى اعتماد إيران على جبهة المقاومة الممتدّة من إيران و حتّى لبنان ، و التي أثبتت في قلبها السّوريّ أنّها جبهة أسطوريّة التّحدّي للأميركيّ و الصّهيونيّ ، حيث تداعت جميع أوهام أميركا و إسرائيل و تمويلهم الأعرابيّ المتأسلم المتصهين ، أمامك بواسل الجيش و المواطنين السّوريين ، و أُسُود سورية الشّمّ الأباة .

لقد أنهك السّوريّون مضمون الخرافة الأميركيّة بكلّ أدواتها الخسيسة في المنطقة من أعراب و أتراك و آخرين..

  • ثانياً – كيف يعتقد المعتَقِدون ؟

9▪ تختلف أشكال الاعتقاد في ما بين أطراف الصّراع في المنطقة اختلافاً نوعيّاً و جذريّاً بالنّسبة إلى المشاكل و الأزمات و التّحدّيات المطروحة في سياق التّاريخ و الجغرافيا و راهنيّات التّطوّرات .

و تتباين معتقدات كيفيّات الصّراع تبعاً لتباين شكل التّوضّع التّاريخيّ و التّموضع في عضويّة آثار الأزمنة في المكان و ساكنيه ، و الإيمان الراسخ بعدالة هذا التّجذّر ، و أصالة الالتصاق ؛ أو بالعكس ، و أعني تبعاً للشّعور بِزُور الهويّة التّاريخيّة و السّياسيّة و سطحيّة المكوث و نُغولة الادّعاء .

ففيما إيران في محور المقاومة الذي بدأ فتجذّر و تررع و نما و تطوّر و استمرّ – و هو باقٍ كذلك – تدرك أنّها من أقدم حضارات المنطقة و أكثرها عراقة تاريخيّة في الأصول و تطوّراتها المتزامنة مع التّاريخ ، بحيث أنّها خلقت لها عقيدة متزمّنة على استحالات الأحداث و الأعراض و العوارض و الموانع و التّحدّيات و الاختبارات الزّمنيّة الشّاقّة ، و التي تتكيّف في كيفيّاتها تبعاً لإيمانها بالذّات الجوهريّة للحقّ الذي تتبنّاه و تتحزّب له و تحيا في قلبه الثّابت المكين ..

فإنّ أعداء “المقاومة” في المنطقة قد عاشوا فوقَ سطح متناقضات المكان و الزّمان ، من أعراب و إسلاميين و صهاينة مغتصبين لبلاد المشرق العربيّ من الشآم في فلسطين و حتّى تخوم الخليج العربيّ الذي حوى أعظم مقدّسات العروبة و الإسلام تحت إمرة أَوشابٍ ، أغراب ، طارئين و مستبدّين ، و لو كانت إمبرياليّات العالم قاطبة تحميهم ، حيث هي لا تفعل ؛ذلك إلّا بصفتهم نواطير أجراء لثروة عربيّة من الاقتصاد و المال و أسباب الحضارة المنهوبة ، استعبدتها و استعبدتهم الولايات المتّحدة الأميركيّة و من قبلها إمبراطوريّة الدّماء البريطانيّة و إمبراطوريّة التّخلّف العثمانيّ ..

و هم ما زالوا يعيشون حتّى هذه الّلحظة بصفتهم أو بالأحرى بصفاتهم التّقويديّة عالية الأداء.. ، و بصفاتهم الذّليلة التي تجعلهم وضِيعِينَ في نظر أنفسهم أوّلاً قبل نظر أصحابهم الوافدين من صهاينة و أميركيين .

و مع الاختلاف العضويّ و التّعضّويّ لكيفيّتيّ البقاء و الاستمرار ، فإنّ من الطّبيعيّ أن يظهر ذلك و ينتهي في إطار من التّباين و التّباغض التّاريخيّ بين الحقّ و الباطل ، و بين الشَّينِ و الثّقة و الصّواب .

لقد انقسم التّاريخ قسمة نهائيّة و عميقة و أبديّة – و هو كذلك منذ البدء – ما بين قيادات تاريخيّة و مؤسّسات إنسانيّة و أفكار رائدة على مستوى العالم و التّاريخ ، و تجارب عزيزة و مرهقة شكّلت اختبارات قَدَريّة لا تُنسى و لا تُقايَضُ و لا تُباعُ ، و هي ما جعل النّوع يترسّخ و الجنس يغتني و يتزكّى بالذّكريات العزيزة و المُهيبة ، من جهة ؛

و بين هياكل لبقايا قبائل و بدويّات أعرابيّة مهزومة الرّوح و الكرامة و العقل ، فاقدة الهويّة ، مزيّفة الأصول و نغلة الفروع ، رضيعة الاستعمار و الإمبرياليّة ، غير الرّاشدة ، تحاول و تعمل على التّسابق في الانسحاق و الانذلال و الاستذلال ، للبريطانيّ ، الأميركيّ ، الصّهيونيّ ، الرّجعيّ ، البدائيّ ، الخرافيّ ، الذي لم تسطع في وجهه ، يوماً ، الشّمس .

و نتيجة لهاتين الكيفيّتين في الوجود ، يختلف و يتنافر الاعتقاد بالذات و بالعالم و بالجغرافيا و التّاريخ و الإنسان ، من جهة ثانية ..

ليكون النّاتج المعاصر مكتفياً باستقطاباته النّوعيّة شدية الاختلاف في الدّوافع و الأغراض .

فَمِن مؤمنِ بأنّه وجود حقيقيّ ، إلى عاجِزٍ عن تصديق أنّه قيد الحياة ؛ هكذا يتوغّل الصّراع في هذه الّلحظة في أعماق الحاضر و آفاق التّاريخ و فضاءاته المقدودة بالأقدار .

10▪ من غير المؤكّد أنّ أولئك الأعراب ، الأَوشاب ، بقادرين على فهم طبيعة و مجريات أحداث الصّراع الدّائرة في المنطقة ، اليوم ، و من غير المرجّح أنّهم يُدركون كيف تجري حولهم الأحداث و كيف تتقاذفهم المقادير الخارجيّة التي هي بطبيعتها متبدّلة و مختلفة تبعاً لظروفها في إطار قوى العالم ؛ في الوقت الذي يبقى فيه قدر المكان الّلاصق و الّلصيق فيه حاكماً على البراهين الأخيرة لنزوعات ( نزعات ) المحصّلات .

سوف يذهب و يزول ، أولئك الطّارئون المزيّفون ؛ و سوف يسود المكان ( كلّه ) من جديد ، و عن قريب ، أصحاب المكان من الأشراف من شعوب المنطقة من اليمن العربيّ الأصيل بثوّاره المؤمنين الصّابرين ، مروراً بإيران ، بعبورٍ و إلغاءٍ لجميع نواطيرِ “الخليج” و ممالكه و إماراته و مشيخاته و قبائله و عوائله التي لا أصل معروفاً لها ، و مروراً بِ كِرامِ العراق و أُبَاةِ سورية و أشاوِسِ لبنان ؛ لبناء مستقبل المنطقة و تعمير أوابد المكان و الإنسان

  • ثالثاً – بماذا يَعتقِد المُعتَقِدون ؟

11▪ يختزل ، اليوم ، مشهدُ الصّراع في المنطقة اختباراً جدّيّاً لثوابت “معتقدات” الجميع ، التّاريخيّة ، هذا مع فرض أنّ لأولئك الأذناب ، الأعراب ، معتقداً يدينون به .

و اختصاراً ، عندما يكون الصّراع قائماً و ثابتاً بين معتقدٍ يدور مع الحقّ كيف يدور .. و آخر ، من أكثر الأكاذيب التي تقوم عليه فلتات التّاريخ الجاهليّة .. فإنّ من الطّبيعيّ و الحقيقيّ أن نؤمن بأنّ الأحداث المتسارعة في منطقة الخليج العربيّ – الفارسيّ امتداداً إلى جميع “برّ الشّام” ، هي في تطوّرات ترسّخ حقوق المواطنين الشّرفاء في دول هذه المنطقّة الجبّارة ، في مواجهة ( “إسرائيل” ) و ( أميركا ) و من دونهما جميع الكولونياليّات التّاريخيّة التي حكمت المكان ؛ و بأنّ التّهويلات الأميركيّة الفارغة لا قيمة لها أمام إصرار إيران على حقّ شعبها في استثمار ممتلكاته و ثرواته المختلفة ، و لو كان الأمر قد يصل – في غفلة من الزّمن – إلى حرب تطحن الجميع !

12▪ إنّ معاودة ظهور الثّوابت التّاريخيّة الحقيقيّة للتّاريخ و الجغرافيا ، تجعل من جميع تكتّلات النّهب العالميّ محكوماً عليها بالوهم و الوهن اللذين يدمّران أكثر الأحلام صلابة ، حتّى و لو كانت أحلام يقظة مبنيّة على الإسمنت و مدرّجات الطّائرات الثّابتة و المتنقّلة في الأنحاء !

نتمسّك ، في “محور المقاومة” بحقوقنا في العيش ، و بثوابت وجودنا الكافية . لقد أثبتت تجربة العقد الذي يأفل في المنطقة من تاريخ “الحرب السّوريّة” ، أنّ سورية الأسد قد شكّلت عمقاً عسكرياً و لوجستيّاً و سياسيّاً و عقائديّاً ، في محور المقاومة ، لإيران ، بعد أن كانت إيران ظهيراً شريفاً لنضال الشّعب السّورى ضدّ الإمبرياليّة الأميركيّة و العدوانيّة الصّهيونيّة ، و الرّجعيّة العربيّة – الإسلاميّة صاحبة جيش الإرهاب العالميّ البربريّ الذي استقدموه من كلّ أصقاع الأرض .

  • رابعاً – و أخيراً :

13▪ و بقي أن نقولَ ، أخيراً ، إنّ نواطيرَ الكاز والغاز من ” شيوخ الأبعار” ، البُعَراء .. سوف يقضون أجيالهم الباقية كما بدأوها في أوّلها ، أغبياء و سذّج – على أحقادهم و دناءتهم و لؤمهم و لؤَمَائهم – ( للمؤنّثين و المخنّثين منهم ، و هم كثُرُ ..) – و لئامهم.. – و باهتي العقل و القدرة على التّمييز “السّياسيّ” لعالم اليوم بطبيعته المركّبة ، المتداخلة ، المعقّدة .. كما أنّهم سيكونون ، كما كانوا ، دوماً ، مطيّة لشهوات و رغبات الغربيّ ، و الأميركيّ و الأوربّي ، و الصّهيونيّ العالميّ ..

هذا و سيكونون – كما كانوا ، أيضاً – مُستراحَ البربريّة العالميّة الحديثة و المعاصرة ، و مستقرّ هؤلاء ، إلى حين ؛

و سوف لن يفهموا لا الكيفيّة و لا الماهيّة و لا الجوهريّة و لا العرَضيّة و الأعراضيّة ، و لا حتّى وظيفتهم الرّخيصة ، بين أقدام “الآخر” المستذئب ، بقوّة و شراسة ، مع القوّة و العنف و الصّمود و البطولة ..

و لكنّه ، علاوة على ذلك ، لا يمكن له أن يُحبّ أحد ، و لا كذلك أن يُصادق أحد ، و لا أن يعتقد بأحد ، الّلهم إلّا بمن يتثبّتُ من قوّته و حقّه بالبقاء الآمن ، و يجد فيه ندّاً حقيقيّاً في الّلقاء !

و هذا ليسَ سرّاً – حسب طرفة ( تشرشل ! )* – و، إنّما هو “إفشاءٌ” لأسرار العالَم !!؟

* تقول طرفة ( تشرشل ) – التي قد تكون مُفَبْرَكَة – :

في مرّة تعرّض (تشرشل) لمفاجأة مواطن بريطانيّ في الطّريق ، هذا الذي حقّره و أهانه و شتمه و اتّهمة بأقذع السّلوك ، و نعته ، مع مجلس وزرائه ، بالحمير ..

و في اليوم التّالي ، عقد (تشرشل) “مجلس الوزراء” ، و أخبر وزراءه و أقنعهم – بطريقته – بخطورة “المشكلة” التي تعرّض إليها في الأمس ، و طرحها للتّصويت – بالقوّة – على إعدام المواطن المذكور . و بالفعل أقرّ “القرار” ، و أعدم (تشرشل) مواطنَه الخصم .

و عندما انفضّ “المجلس” و خرج الجميع ، اقترب أحد الوزراء المقرّبين منه و سأله :

– كيف لك بهذا الموقف ، و بريطانيا تمثِل أيقونة القيم “الدّيموقراطيّة” في العالم المتحضّر ، و أنت تدّعي “الدّيموقراطيّة” ، ثمّ إنّ الأمر شخصيّ ، وحسب .. ؟

هنا أجاب (تشرشل) بحزمه السّاخر – الجادّ :

– أنا لم أنتقم منه لثأر شخصيّ ! لقد قمتُ بذلك بعقوبته لارتكابه جريمته الجنائيّة الواقعة على “أمن الدّولة الدّاخليّ” ، بتهمة “إفشاء أسرار سياسيّة للدّولة” .. !!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى