“المجد” القومية تشاطر جماعة الإخوان رفضها توجه ترامب لدمغها بالارهاب

حذرت قيادات في جماعة الإخوان المسلمين، وسياسيون مصريون في الولايات المتحدة الأمريكية من اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وضع جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، أكثر من أي وقت مضى؛ ما يهدد حاضر ومستقبل عمل الجماعة.

وفي وقت سابق، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا”.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن البيت الأبيض أصدر تعليماته للأمن القومي والدبلوماسيين لإيجاد طريقة لفرض عقوبات على الجماعة، بعد زيارة رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، في التاسع من الشهر الجاري.

رفض إخواني وتحذير تركي

في المقابل، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها ستدرس ما صرحت به متحدثة البيت الأبيض بشأن توجه لتصنيفها “إرهابية”، مؤكدة” تمسكها بالاستمرار في العمل وفق فكر وسطي سلمي”.

وفي بيان لها، قالت الجماعة إن “هناك تكرارا لصدور مثل هذه الأخبار طوال السنوات الماضية، في الوقت الذي تتجاهل فيه الولايات المتحدة ما يقوم به السيسي على الأرض من تجاوز لكل القوانين، واستمراره في قتل مئات المصريين دون محاكمة، واحتجازه لأكثر من ستين ألف مواطن”.

وحذر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، امس الثلاثاء، من اتخاذ الإدارة الأمريكية قرارا بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كـ”تنظيم إرهابي”.

وفي مؤتمر صحفي له، قال الناطق باسم الحزب، عمر تشيليك، إن “القرار الأمريكي المحتمل بشأن تصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط”.

خطوة مقلقة

وتعليقا على التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن جماعة الإخوان، اعتبر أمين عام المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية، أسامة جمال، إنها “ليست المرة الأولى التي تلوح بها الإدارة الأمريكية، أو سياسيين أمريكيين تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية”.

ورأى في تصريحات مقتضبة إن “الإدارة الأمريكية تبدو أكثر جدية من أي وقت مضى بعد هذه التصريحات الأخيرة”.

وأشار إلى أنه ينبغي “التأكد من حيثيات هذه التصريحات، وإذا ما كانت تحظى بإجماع داخل المؤسسات الأمريكية المختلفة أم لا، إضافة للأرضية القانونية التي بموجبها يمكن منع هذا التصنيف”.

خيارات الإخوان

وقال مدير مركز نظرة في الأزمات بشيكاغو الأمريكية، محمد كمال عقدة، إن “هناك إجماعا من إدارة ترامب بشأن هذا التوجه، ويحظى بدعم وزير الخارجية، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، لكن البيروقراطيين سواء في البنتاجون أو الخارجية أو المؤسسات الأمنية ترفضه؛ لأن هناك عقبات في مسألة التصنيف، تتعلق بطبيعة التصنيف من جهة، وبسياسة واشنطن من جهة أخرى”.

موضحا أن “هذا الموضوع تكرر في السنوات الماضية عدة مرات، وكانت مؤسسات الدولة الأمريكية ضده، وتم التراجع فيه أكثر من مرة، ولكن هذه المرة لا نظن أن يكون هناك تراجع، وأتوقع أن يتعلق أي قرار بذات الصدد بأسماء أشخاص ومؤسسات بعينها لا بالجماعة كلها”.

وبخصوص خيارات جماعة الإخوان، أكد أنها “خيارات صعبة، وتتحمل جماعة الإخوان مسؤولية عدم وجود حلفاء أقوياء لها في أمريكا وأوروبا؛ بسبب تفرقهم الدائم، وانشغالهم بأمور داخلية، وليس أمامهم سوى الطعن على القرار عند صدوره أمام المحاكم، وهذا مكلف، ويحتاج إلى وقت كبير”.

وأردف عقدة بأن “مركز البروكنيج الشهير أكد أنه لا يوجد باحث أو أكاديمي أمريكي مهتم بالشرق الأوسط يوافق على هذا التصنيف؛ فهو قرار سياسي بامتياز؛ نتيجة ضغوط من مصر والإمارات والسعودية”، مشيرا إلى أن “تداعيات هذا التصنيف إن صدر سيؤثر على أفراد ومؤسسات بعينها من جهة، وعلى علاقة واشنطن مع الدول التي لها توجه بدعم الإخوان، سواء رسميا أو شعبيا كالمغرب وتونس وماليزيا وتركيا وقطر وباكستان”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى