رحيل عبد اللطيف عربيات.. الاخواني الذي بقي منفتحاً على كل التيارات السياسية والايدلوجية في الاردن

يقول عنه المقرّبون منه إنه صوت الحكمة الذي لطالما جمع شمل إخوان الأردن، والرجل الذي ألهم أجيال الأردن، وبصم مساراتهم الأكاديمية والذاتية.

هو عبد اللطيف عربيات، أبرز قيادات الإخوان المسلمين في الأردن، والذي رحل امس الجمعة، عن عمر يناهز 85 عاماً، مخلّفا وراءه مسيرة حافلة بالإنجاز، كان خلالها “الرجل الجامع” لأبناء الحركة الإسلامية في المملكة.

ولد عربيات، عام 1933 في مدينة السلط، غربي العاصمة عمان، ودرس الهندسة الزراعية في جامعة بغداد العراقية، وأكمل دراسته العليا للماجستير والدكتوراه في جامعة تكساس الأمريكية.

ترك بصمته الواضحة في مسار أجيال الأردنيين، عندما تسلسل في وزارة التربية والتعليم، حتى وصل درجة أمين عام في الوزارة، في مسيرة أضفى خلالها نقلة نوعية على المناهج والمستوى التعليمي.

تقلد عربيات، المعروف بـ”أبو سليمان”، العديد من المناصب، كان أبرزها رئاسة مجلس النواب، في دورته الحادي عشر من 1990 حتى 1993.

عُرف القيادي الإخواني الراحل بمواقفه الثابتة التي لا تتبدل، وكانت القدس حاضرة معه في كل مكان.

ووصف مراد العضايلة، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، الراحل، بأنه “رجل جامع يحمل كل معاني الإسلامية والإنسانية، وموضع إجماع الناس واحترامهم”.

وفي حديث للأناضول، قال العضايلة، إن “أبو سليمان، كان موضع اتفاق في صفوف الحركة الإسلامية، حيث كان الجميع يتوجهون إليه عند حدوث اختلاف”.

وخلال فترة الربيع العربي، شهدت الجماعة انشقاق بعض منتسبيها، تمخض عنه تشكيل جمعية باسم “جمعية الإخوان المسلمين”، أسسها المراقب العام الأسبق للجماعة، عبد المجيد ذنيبات.

ورأت الجماعة في ذلك “انقلابًا” على شرعيتها، خاصة بعدما منحت الحكومة الأردنية، ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية، الجمعية الجديدة ترخيصًا في مارس/ آذار 2015.

واستعرض العضايلة، أبرز المواقف التي عرفت عن القيادي الإخواني الراحل، أثناء حرب الخليج عام 1991، عندما كان رئيسا لمجلس النواب.

وأوضح أن “الدكتور عبد اللطيف، طلب من الملك حسين (العاهل الأردني حينها)، أن يرسل له السفير الأمريكي، وقد تم ذلك بالفعل، وأخبره (عربيات) بأن الموقف (الرسمي) هو موقف الشعب الأردني، وخفّ بعدها الضغط عن الملك والحكومة”.

وتوفي عربيات، امس الجمعة، بعد أن سقط مغشيا عليه، في أحد مساجد عمان، قبل أن ينهي الإمام خطبة الجمعة، وقد تم تشييع جثمانه الى مثواه الاخير بمدينة السلط بعد صلاة ظهر اليوم السبت.. رحمه الله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى