عدالة السماء.. هكذا تواطأ البشير لتسليم ابن الجبهة الشعبية المناضل الفنزويلي كارلوس لفرنسا التي حكمته بالسجن المؤبد

 

قال رئيس جهاز الشاباك الاسبق ورئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست “الإسرائيلي” “افي ديختر” رداً على مطالبة الرئيس الفرنسي “إسرائيل” اعادة الاموال التي ستقطعتها من اموال الجمارك الفلسطينية “اقول للرئيس الفرنسي هذا قانون انا قمت بإعداده وانا اقدم لك نصيحه مجانية فأنا حاربت الارهاب  منذ 50 عاماً الدولة التي لا تعد الاموال ستعد الجثث”.

وتابع : انا لم اسمع من الرئيس “ماكرون “ولو كلمة واحده ضد القانون الفلسطيني الذي ينص على دفع رواتب لمنفذي العمليات”.

وأشار “لا اعلم ماذا سيقول الرئيس ماكرون لو اتضح له بأن السلطة الفلسطينية تدفع راتب شهري بقيمة 12000 شيكل لكبير القتلة ” كارلوس” القابع في السجون الفرنسية بعد ان حكم عليه بالمؤبد .

وكانت قناة 12 “الإسرائيلية” قالت بأن الرئيس الفرنسي عمنويل ماكرون بعث برسالة شديدة اللهجة “لإسرائيل” بسبب اقرارها استقطاع رواتب الاسري والشهداء من اموال العوائد التابعة للسلطة الفلسطينية .

من هو “كارلوس الثعلب”؟

 يرى نفسه “ثوريا محترفا” معتزا بانتمائه إلى حركات ثورية من بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في حين يعتبره الغرب إرهابيا. اعتقل عام 1994 في السودان ونقل إلى فرنسا حيث حكم عليه بالسجن مدى الحياة.

المولد والنشأة

ولد إيليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 1949 في العاصمة الفنزويلية كركاس لأب ماركسي التوجه يعمل محاميا، وفي 1966 انتقلت عائلته للعيش في العاصمة البريطانية  لندن.

وقد أطلقت عليه ألقاب عدة من بينها “كارلوس الثعلب” و”ابن آوى”.

الدراسة والتكوين

درس الفيزياء والكيمياء في العاصمة الروسية موسكو. ويجيد ست لغات، هي الإسبانية والعربية والإيطالية والروسية والفرنسية واللغة الأرمنية.

التجربة السياسية

ارتبط كارلوس بالحركات الشيوعية، حيث انضم عام 1964 إلى الشباب الشيوعي الفنزويلي، وخلال ذهابه إلى العاصمة الروسية موسكو بغرض الدراسة، التقى كارلوس بزعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش الذي دعاه إلى المشاركة في تدريبات عسكرية في الأردن.

وفي عام 1971 قام حبش بتكليفه بمسؤوليات إضافية في الجبهة الشعبية ليصبح كارلوس “ثوريا محترفا في خدمة حرب تحرير فلسطين”، كما وصف نفسه حينذاك، قبل أن يستقيل من الجبهة عام 1967.

أفلت كارلوس سنوات من الاعتقال بعد اتهامه بارتكاب اعتداءات في لندن وباريس بينها قتل شرطييْن فرنسيين بين عامي 1973 و1975.

وكانت أبرز العمليات التي نفذها مع خمسة من رفاقه احتجازه أحد عشر من وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) عام 1975 بالعاصمة النمساوية فيينا. كما نُسبت إلى كارلوس أيضا اعتداءات في فرنسا مطلع ثمانينيات القرن العشرين.

وتوجه عام 1983 إلى العاصمة السورية دمشق، ولحقت به هناك زوجته ماغدالينا كوب بعد قضائها بضع سنوات في السجن بفرنسا، ثم انتقل عام 1993 إلى السودان، وتزوج أردنية.

ويشتبه في أن له صلة بقتل رياضيين إسرائيليين احتجزوا عام 1972 في مدينة ميونيخ خلال الألعاب الأولمبية.

الاعتقال والسجن

شكل سفر كارلوس إلى السودان منعرجا في حياته، فقد اعتقله في العام التالي جهاز مكافحة التجسس الفرنسي بعد سنين من التخفي، ونقل إلى فرنسا ليُحكم عليه عام 1997 بالسجن المؤبد بعد إدانته بالضلوع في قتل شرطييْن فرنسيين.

وحول قصة دخوله إلى السودان، يقول كارلوس في حوار عبر الهاتف مع الجزيرة نت في يناير/كانون الثاني 2015 إنه وصل هذا البلد عام 1993 بجواز سفر دبلوماسي ألماني بعد أن مارست الولايات المتحدة ضغوطا على الأردن لتسليمه.

ونفى كارلوس في الحوار المذكور قيامه بعمليات اغتيال لصالح أي حكومة، وقال “كل من قتلتهم كانوا مرتزقة، أنا أقتل من هم أعداء التحرير أينما كانوا”.

ووصف كارلوس عمليه القبض عليه وتسليمه بـ”الغدر”، قائلا إنه تم إحضاره للمطار بواسطة فريق من الأمن السوداني برئاسة رائد يرأس شعبة الأمن الداخلي المسماة “الصقر الأسود”، مشيرا إلى أن الحزن كان ظاهرا على هذا الضابط الذي اعتذر له قائلا “إنها أوامر عليا”، بينما كان أفراد الأمن يبكون.

وتابع كارلوس “لقد تم بيعي مقابل ملايين الدولارات”.

في ديسمبر/كانون الأول 2011 أدانت المحكمة الابتدائية كارلوس بقتل عنصري شرطة فرنسيين ومخبر لبناني عام 1975، وقضت عليه بالسجن مدى الحياة مرة أخرى. وأيدت محكمة فرنسية عليا في يونيو/حزيران 2013 الحكم الابتدائي بعد إدانته بارتكاب أربعة اعتداءات في فرنسا.

وكان كارلوس وصف نفسه بأنه “ثوري محترف” في اليوم الأول من محاكمته بباريس، نافيا ضلوعه في تفجيرات وقعت بين 1982 و1983 في فرنسا وقتل فيها 11 شخصا. وكرر مرات عدة أن “لا شيء يربطه بالاعتداءات الأربعة في فرنسا”.

اعتنق كارلوس الإسلام عام 2001 وهو في سجنه، وتزوج محامية فرنسية في فريق الدفاع عنه اسمها إيزابيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى