سيَّارات قديمة..!

رحَّبت واشنطن بحكومة شتيّة. غرَّد جيسون غرينبلت مبعوثها، والصهيوني المساعد للصهيوني جاريد كوشنر صهر ترامب والموكل اليهما تسويق حله الموعود، أو تصفية القضية الفلسطينية، المعروف ب”صفقة القرن” الغامضة والمموَّهة، أو الجاري حتى تاريخه تحقيقها دون إعلانها،  قائلاً: “تهانينا لحكومة السلطة الجديدة…نأمل أن نتمكَّن من العمل معاً لإحلال السلام وتحسين حياة الفلسطينيين. لقد حان الوقت لفتح فصل جديد”.

تهنئة غرينبلت بحكومة شتيّة وازت تسريبات كثرت حول كنه هذا ال”فصل الجديد” وآخرها ما نشرته “الواشنطن بوست” من أن الصفقة الترامبوية التي ستفتحه “لا تتطرَّق إلى حل الدولتين كبداية للمفاوضات بل تلغي حل الدولتين”..
لا من حاجة للضرب على المندل، أو اللهاث وراء التسريبات لمعرفة هذا، ذلك كان منذ الاعتراف بالقدس عاصمةً أبدية لمحتليها، ولاحقاً بوادر الاعتراف المسبق بالضم الموعود للمستعمرات في الضفة، ثم هو الذي بات ترامبوياً في حكم ما سيلي سابقه الاعتراف بضم الجولان العربي السوري المحتل..

أي برغم كل التسريبات وسيناريوهاتها التصفوية، أو بالونات اختباراتها التي يتوالى إطلاقها، ومنها حكاية دويلة سيناء الغزيّة، بالتوازي مع شيوع موضة النزوع لتعاطي مخدّر حل ” الدولة الواحدة” الذي بات طقساً مستحبَّاً ودارجاً هذه الأيام في “غرز” العصف الفكري الأوسلوستاني.. فصل غرينبلت الجديد القديم لا يعدو حل نتنياهو الاقتصادي ولن يتعداه، والذي دعاة بوقاحة “تحسين حياة الفلسطينيين”!

من مفارقات الكوميديا السوداء المرافقة لكارثية شائن المهزلة الانهزامية الأوسلوستانية، أن أول قرار لأول اجتماع لحكومة شتَّية، هذه التي احتفظ فيها إلى جانب رئاستها بوزارتي الداخلية والأوقاف ريثما يعثر لكلٍ منهما على هبَّاش مناسب، هو “عدم شراء سيَّارات جديدة للوزراء والاكتفاء بالسيَّارات القديمة”!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى