جون أبوزيد.. عسكري في مهمة دبلوماسية تتوخى تطوير العلاقات الامريكية – السعودية 

يعتبر تثبيت مجلس الشيوخ الأميركي، للجنرال الأميركي المتقاعد جون أبوزيد سفيرا لبلاده لدى المملكة العربية السعودية، نقطة تحوّل في كون الخارجية تعتمد على عسكري سابق، مما يفتح الطريق أمام البنتاغون لتصحيح وضع طالما تذمر منه العسكريون، حيث إن الخارجية تتبنى سياسة تميل إلى الإخوان في حين أن العسكريين هم من يدفعون الثمن على الأرض لتخبّط السياسات.

ومما يساعد أبوزيد في مهمته الجديدة أنه متخصص أكاديميا في الشأن السعودي، وسبق وأن رأس القيادة المركزية الأميركية في الفترة من 2003 إلى 2007.

ويعرف أبوزيد جيدا ملف الإرهاب سواء من خلال عمله في المنطقة بشكل عام أو مواجهة التمرّد بعد احتلال العراق بشكل خاص. 

وكان الرئيس دونالد ترامب قد اختار أبوزيد، في نوفمبر 2018، غير أن مداولات داخل الكونغرس أخرت تثبيت هذا التعيين ما أبقى المنصب شاغرا منذ أن غادره جوزيف ويستفال في يناير/كانون الثاني 2017 مستقيلا.

ويعتبر أبوزيد، وهو من أصول لبنانية، من الشخصيات المتخصصة في الشؤون السعودية مما سلط الضوء على تعويل ترامب على سفير يطوّر العلاقات الأميركية السعودية في وقت مرّت فيه العلاقات بين البلدين بمرحلة حرجة.

وتعرضت علاقات الكونغرس مع السعودية إلى توترات على خلفية جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر الماضي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وما تبع ذلك من موقف منتقد من قبل أعضاء الكونغرس الأميركي.

ويبدو أن أعضاء مجلس الشيوخ وجهوا أسئلة للسفير المرشح تتعلق بقضية خاشقجي. ونقل عنه قوله إنه “لا يجب أن نقبل بهذه القضايا المثيرة للغضب”، مضيفا أن “هذه قضايا قصيرة المدى ويجب حلها، وتحتاج إلى حوارات جدية، وأنا جاهز لإجرائها”.

ونال أبوزيد تصديق مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة بلغت 92 صوتا مؤيدا مقابل 7 أصوات رفضت هذا الترشيح.

ويتمتع السفير الجديد بتأييد معظم مسؤولي الإدارة الأميركية، إذ يرى هؤلاء أنه أكثر الجنرالات خبرة في الشؤون العربية.

وسبق له أن تناول في أطروحته لنيل شهادة الماجستير، التي أعدها في جامعة هارفارد، القرار السعودي بشأن الإنفاق الدفاعي. الأمر الذي يدفع المراقبين إلى عدّ هذه المسألة أنها ستبرز خلال مهمته كسفير في الرياض.

ونالت أطروحته إعجاب وتقدير نداف صفران، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد.

ووصف صفران الأطروحة المؤلفة من مئة صفحة، بـ”أفضل ما رأيت منذ مسيرة عملي في هارفارد منذ أكثر من 30 عاما”.

ولد جون فيليب أبوزيد عام 1951، في أسرة لبنانية مسيحية، وهاجر أجداده من قرية مليخ بقضاء جزين في جنوب لبنان إلى كاليفورنيا في أواخر القرن التاسع عشر.

وتقلد أبوزيد مناصب سياسية وعسكرية، حيث تولى عام 1991، قيادة فرقة من المظليين نفذت عمليات أمنية في إقليم كردستان العراق ضد القوات العراقية خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

وبحسب صحيفة “فاينانشال تايمز″، قام أبوزيد بتحويل فرقة عسكرية مدربة من أجل القتال إلى فرقة لحفظ السلام في المناطق الكردية التي كانت تشهد مواجهات بين الجنود العراقيين والبيشمركة الكردية.

وكُلف أبوزيد من قبل الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن بقيادة قاعدة العديد في قطر عام 2003، وكان ذلك قبل يومين فقط من الغزو الأميركي للعراق، ما جعله بمثابة الرجل الثاني في القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط أثناء غزو العراق عام 2003.

تخرج من الأكاديمية العسكرية الأميركية المرموقة في ويست بوينت في نيويورك، عام 1973، وحصل على ماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد، كما درس في جامعة عمان في سبعينات القرن الماضي، وتخرج منها وهو يتحدث العربية بطلاقة. ويعرف بين زملائه بـ”العربي المجنون” والخبير بشؤون الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى