هنيئا للأمة العربية بفوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية!

فوز حزب ” الليكود ” والأحزاب اليمينية الأكثر تطرّفا في الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت يوم الثلاثاء 9 – 4 – 2019، يؤكد تفشّي العنصريّة وتفاقم العداء للفلسطينيين والعرب في صفوف الإسرائيليين، واصرارهم على استمرار حالة الحرب وسفك الدماء، ورفضهم لأي حل سياسي مقبول للصراع الذي تجاوز عمره 100 عام.
نتنياهو سيشكّل حكومته الخامسة من عتاة المتطرّفين الصهاينة الذين يخطّطون لاستمرار حالة الحرب، ونهب ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، وضم المستوطنات، وحماية الانقسام الفلسطيني ومحاولة فصل غزة، وإيجاد الوسائل والقوانين العنصريّة لتهجير الفلسطينيين تدريجيا أو جماعيا عندما تسمح ظروف المنطقة والوضع الدولي بذلك، ويعملون ليلا نهارا لجعل حدود إسرائيل تمتد ” من الفرات إلى النيل.”
نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي أعادت زعيم حزب ” الليكود ” اليميني المتطرّف بنيامين نتنياهوا لتصدّر المشهد السياسي الإسرائيلي لأربع سنوات قادمة تشكّل صفعة قويّة لمن يراهنون على السلام ويلهثون وراء أوهامه، وتعني أن الهجمة الإسرائيلية – الأمريكية الحالية على الشعب الفلسطيني والوطن العربي ستزداد شراسة لأن أمريكا وإسرائيل ستعملان على تعميق الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية بين الدول العربية وإشغالها بالمزيد من الحروب والحرائق وسفك الدماء لإضعافها وتفكيكها واستسلامها. إضافة إلى ذلك فإن المنطقة العربية، وخاصة دول الخليج قد تتعرّض لكارثة كبرى إذا ارتكبت الولايات المتحدة وإسرائيل حماقة تاريخية وقرّرتا مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وحاولتا اسقاط النظام.
ترامب ونتنياهو رجلان عنصريان متغطرسان حاقدان يريدان تركيع إيران، وقد يورّطا دوليتهما والدول العربية المتعاونة معهما بهذه المغامرة لقناعتهما أن إيران تشكل خطرا على وجود إسرائيل، وتعرّض المصالح الأمريكية في المنطقة للخطر؛ لكنهما لا يدركان أن خطوة مجنونة كهذه ستكون نتائجها كارثية على دول الخليج والدول العربية الحيطة بإسرائيل، وقد تخلق وضعا سياسيا عالميا لا يمكن لأحد أن يتنبأ بنتائجه واستحقاقاته المدمرة على المصالح الأمريكية وإسرائيل والمنطقة ككل.
نحن أبناء الشعب العربي نعيش في وضع لا نحسد عليه؛ وطننا يتهاوى ويتمزّق ونحن نعاني من الاستبداد والذل والضياع، ودولنا المؤثرة القادرة على مواجهة هذه الأخطار سلّمت أمرها ومصير وطننا لواشنطن وتل أبيب؛ فهنيئا لنا جميعا حكاما ومحكومين على انتخاب نتنياهو؛ وكما يقولون ” رب ضارة نافعة … واشتدي يا أزمة تنفرجي”، فلعل وعسى أن يؤدي إعادة انتخابه واستمرار اعتداءاته علينا، وإهاناته المتكرّرة لنا، واستخفافه بنا كشعب عربي إلى إيقاظنا من سباتنا، والتصدي له هو وصديقه ترامب وأعوانهما من الحكام العرب، وإفشال مخططاتهم، وقلب الطاولة على رؤوسهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى