حزب اردوغان يفقد عقله ويطالب تارة بإعادة الانتخابات في اسطنبول، واخرى باعادة فرز الصناديق

أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أنه سيطالب بإعادة الانتخابات المحلية في مدينة اسطنبول، بذريعة أن مخالفات وانتهاكات تخللت عملية التصويت وأثرت بشكل مباشر على النتيجة.

وقال نائب رئيس الحزب علي إحسان يافوز في مؤتمر صحفي في أنقرة اليوم الثلاثاء، “سنقدم نداءنا الاستثنائي اليوم … سنقول إن هناك انتهاكات أثرت بشكل مباشر على نتائج الانتخابات، وعلى إثرها سنطالب بتجديد الانتخابات في اسطنبول”.

وشدد يافوز على أن الشكوك حول نتائج الانتخابات المحلية في اسطنبول ستظل قائمة، فيما إذا رفض المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، مطالب حزب العدالة والتنمية بإعادة الانتخابات في المدينة.

من جهته قال مندوب حزب “العدالة والتنمية” لدى اللجنة العليا للانتخابات، رجب أوزال اليوم الثلاثاء، إن اللجنة قررت إعادة فرز الأصوات في 51 صندوقا خاصة بالانتخابات المحلية الأخيرة في اسطنبول، بعد مطالبة الحزب بإعادة فرز جميع مراكز الاقتراع في المدينة.

وشهدت تركيا في نهاية الشهر الماضي، انتخابات محلية، أفرزت تقدم المعارضة في مدينتي أنقرة واسطنبول، وفق نتائج أولية غير رسمية، فيما طلب حزب “العدالة والتنمية”، لاحقا إعادة فرز الأصوات في عموم مدينة اسطنبول، بحجة وقوع “مخالفات منظمة في عملية فرز الأصوات”.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد قال امس الاثنين إن الانتخابات المحلية شابتها ”جريمة منظمة“ في صناديق الاقتراع باسطنبول، مما أثار احتمال إعادة الانتخابات التي أجريت في 31 مارس/ آذار بالمدينة والتي حصل فيها حزب المعارضة الرئيسي على أغلبية ضئيلة.

ودفعت تعليقات أردوغان، وهي أقوى طعن من جانبه حتى الآن في العملية الانتخابية بأكبر مدينة تركية، الليرة إلى الهبوط لفترة وجيزة وضغطت على الأسهم التركية. وبعد قرار اللجنة الأخير استقرت العملة المحلية عند 5.6500 ليرة للدولار.

وأبلغ رجب أوزيل ممثل حزب العدالة والتنمية الحاكم في لجنة الانتخابات الصحفيين بأن اللجنة لم توافق سوى على إعادة فرز الأصوات في 51 صندوق اقتراع في 21 دائرة.

وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية علي إحسان يافوز لاحقا إن الحزب سيطعن على قرار رفض إعادة فرز الأصوات.

وكتب على تويتر يقول ”يتعذر فهم سبب اتخاذ هذا القرار في وقت توجد فيه مخالفات كثيرة. سنذهب مرة أخرى للجنة العليا للانتخابات مستخدمين وسيلة طعن استثنائية“.

ودعا حزب العدالة والتنمية أيضا إلى إلغاء الانتخابات في دائرة بيوك جكمجة، لكن أوزيل قال إن اللجنة لم تفصل بعد في هذا الطلب. وإعادة فرز الأصوات جارية حاليا في دوائر المدينة المتبقية.

في غضون ذلك قال متحدث باسم الشرطة إنها تجري تحريات صباح يوم الثلاثاء للتحقق مما إذا كان بعض الناخبين المسجلين في عناوين بدائرة بيوك جكمجة يقيمون فعلا هناك. وأضاف أنه لا يوجد تحقيق جنائي.

ولتبرير دعوته لإلغاء الانتخابات في الدائرة، قال حزب العدالة والتنمية إن 11186 شخصا مسجلون للتصويت في بيوك جكمجة دون أن يكون لهم الحق في ذلك.

وفقد الحزب الذي يتزعمه أردوغان رئاسة بلدية العاصمة أنقرة لصالح حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، والذي يتقدم أيضا بهامش ضئيل في اسطنبول.

وفقد حزب العدالة والتنمية ذو الأصول الإسلامية توازنه إثر الخسارة المحتملة لكلا المدينتين اللتين يحكمهما الحزب وأحزاب أخرى ذات مرجعية إسلامية منذ ربع قرن. وصعد أردوغان نفسه إلى السلطة كرئيس لبلدية اسطنبول في التسعينات قبل أن يتحول إلى زعيم وطني.

وقال أردوغان إن نطاق المخالفات الانتخابية التي كشف عنها حزبه تعني أن فارق الأصوات بين أكبر مرشحين في اسطنبول ضئيل بصورة تمنع المعارضة من إعلان الفوز. ويقل هذا الفارق حاليا عن 15 ألف صوت في المدينة المسجل بها عشرة ملايين ناخب.

وكان حزب العدالة والتنمية سعى أيضا لإعادة فرز الأصوات في أنحاء أنقرة، حيث أظهرت النتائج الأولية فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري منصور يافاش بفارق أربع نقاط مئوية. لكن اللجنة العليا للانتخابات أيدت النتيجة وحصل يافاش يوم الاثنين رسميا على تفويضه رئيسا جديدا للبلدية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى