فتح منابرنا الإعلاميّة العربيّة أمام إسرائيل

تستضيف وسائل الإعلام العربية، وخاصة قنوات التلفزة الخليجيّة، ناطقين سياسيين ومتحدّثين باسم جيش الاحتلال وعتاة الصهاينة من أمثال أفيخاي أدرعي الذي تحوّل إلى” داعية إسلامي ” يستخفّ بعقولنا، ويشرح لنا ماذا يقول ديننا، ويلقي علينا محاضرات في الحلال والحرام والأخلاق الحميدة، والصحفي الصهيوني العنصري أيدي كوهين، ودوري غولد المهاجر الأمريكي وغيرهم من الصهاينة الذين ينفثون سمومهم وأكاذيبهم عن السلام الإسرائيلي المزيّف الموعود، ويّدعون زورا وبهتانا أن أرض فلسطين أرضهم، وإن دولتهم الصغيرة المحاطة ب 400 مليون عربي هي ” الدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة”، وأن الفلسطينيين  يرفضون السلام معها، ويعتدون عليها و” يقتلون أطفالها” في الوقت الذي تعمل هي فيه من أجل السلام والتعاون والعيش المشترك مع العرب، وترغب في التحالف معهم لحماية أوطانهم من الأخطار وخاصة” الخطر الإيراني”؛ وإنها، أي إسرائيل، تخطّط لاستخدام علومها وتقنيتها المتطوّرة وراس المال العربي لصنع معجزات من التقدم والازدهار تحوّل المنطقة إلى جنّة على الأرض بعد ان يستسلم العرب لإرادتها ويقبلوا سلاما مفروضا عليهم بشروطها ومواصفاتها.

وما ينطبق على استضافة الصهاينة ينطبق على استضافة هذه القنوات لبعض المطبّعين المتصهينين العرب الذين باعوا ضمائرهم ويأتمرون بأمر الحاكم العربي المهزوم المستسلم المتآمر مع ترامب ونتنياهو، وينفون وجود فلسطين والفلسطينيين، وينفثون سموم اليأس في وطننا العربي، ويروّجون لاستسلام مهين باسم سلام كاذب.

نحن مع ” الرأي والرأي الآخر” الحر الذي يسمح لكل طرف من الأطراف المتحاورة أن يطرح حجّته، ويقدّم الحقائق التي يستند إليها أمام جمهور المشاهدين لتمكينهم من الاختيار بين هذا الرأي أو ذاك؛ لكن فتح منابر وسائل الإعلام العربية أما الصهاينة، ومن لفّ لفيفهم من كتاب ومحللين عرب متصهينين، لا علاقة له ” بالرأي والرأي الآخر”، ولا يهدف إلى تبادل الآراء والبحث عن الحقيقة والمساهمة في صنع سلام عادل، لأن المتحاورين يدافعون عن عدو مجرم قاتل  يحتل أرضنا ويحاصر ويهين شعبنا ويدنس مقدساتنا، ويساهمون في تلويث عقولنا، وإثارة المزيد من الفتن السياسية والمذهبية والانقسامات في صفوفنا، ويدعمون محاولات التطبيع مع عدونا بالكذب والخداع والإكراه.

أفيجاي أدرعي، وأدي كوهين، ودوري غولد وغيرهم من الصهاينة والعرب المتصهينين الذين تستضيفهم بعض القنوات الناطقة بالعربية، هم جزء من حرب نفسيّة تستهدف التأثير على عقولنا ونفوسنا بهدف غرس الخوف والرعب واليأس والهزيمة فينا؛ لكن ذلك لن يحدث أبدا ما دامت فلسطين تنتج أجيالا من أمثال عمر أبو ليلى، عهد التميمي، محمد الدرة، إيمان حجو، وفارس عودة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى