استقبل الشعب التونسي أعضاء الوفود الذين حضروا القمة العربية الأخيرة في تونس بتظاهرات ضدّ انعقادها، وضدّ التطبيع مع إسرائيل وضم مرتفعات الجولان بهتافات تعبر بصدق عن أحاسيس أبناء الشعب العربي كان من ضمنها ” لا أهلا ولا سهلا برؤساء الخيانة والنكبة، لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب” و” فلسطين مش للبيع يا حكام التطبيع” و” يا للعار يا للعار باعوا القدس بالدولار.”
واختتم ” قادة الأمة العربية ” الأشاوس أعمال قمّتهم رقم 30، وأصدروا بيانهم الختامي الإنشائي المكرّر الذي ” يؤكّد ” بأنهم يحرصون على التضامن العربي والعمل العربي المشترك بين ” دولهم الشقيقة ” المتناحرة المثقلة بالحروب والقتل والخراب بفضل قيادتهم الحكيمة لها، ويعتبرون القضية الفلسطينية قضيّتهم المركزية ولن يتنازلوا عن القدس في الوقت الذي ينبطحون فيه لنتنياهو وينسقون معه ويلعقون حذاءه طلبا لرضاه ووده، ويرفضون قرار ترامب بإهداء مرتفعات الجولان لإسرائيل في الوقت الذي يقاطعون فيه سوريا ويرفضون عودتها إلى جامعة الدول العربية.
وأضاف البيان أنهم يولون الأمن القومي العربي اهتماما خاصا وستنسّق – قبائلهم – جهودها للحفاظ على مصالح وطننا، وينسون أنهم باعوه بثمن بخس، ومزّقوه وأذلوه؛ وزعموا انهم سيدعمون التنمية الاقتصادية الشاملة من خلال تشجيع الاستثمار والتبادل التجاري بينما هم يقيمون الحواجز بين دولهم؛ وقالوا إنهم سيعملون على إعادة الشرعية لليمن بقتل المزيد من أبنائه وتدمير مدنه وقراه، وسيحاربون ” الإرهاب والإرهابيين ” المعادين لأمريكا وإسرائيل ويقصدون بذلك حزب الله وحماس وكل الشرفاء العرب الذين يحملون السلاح دفاها عن كرامة أمتهم العربية، لكنهم سيدعمون الإرهابيين الحقيقيين الذين يعملون ضدّ أمتنا وتباركهم وترضى عنهم وتدعمهم أمريكا وإسرائيل.
وأعلنوا عن تصميمهم عل مواجهة الدولة” المجوسيّة الفارسيّة الشيعيّة الراعية للإرهاب الدولي التي تهدّد الوطن العربي!”، وسيفعلون ذلك بالتعاون والتنسيق مع حليفهم دونالد ترامب، ومع صديقهم الموثوق نتنياهو، وتجاهلوا الحقيقة التي يعرفها كل عربي وهي ان إيران ليست عدوة الأمة العربية كما يكذب معظمهم، وان عدو الأمة العربية الحقيقي المشترك هو إسرائيل وحاميتها أمريكا.
وتجاهل بيانهم الختامي التنمية البشريّة وبناء الإنسان والديموقراطية والحريات والمعتقلين والمعتقلات والاغتيالات إلخ. فهذه القضايا لا تناقش في مؤتمراتهم لآنهم يعتقدون أنها قضايا فرعيّة لا علاقة لها بمستقبل الوطن العربي، ولا تستحق اهتمامهم!؟
يا ” سادة ” أمتنا أنتم عملاء لدول أجنبيّة تعمل على تدميرنا، وقراراتكم تملى عليكم من واشنطن وتل ابيب وعواصم أخرى وتتعارض مع مصالح وطننا وأمتنا؛ فقد قال لكم الرئيس التونسي في خطابه الذي افتتح فيه مؤتمركم ” من غير المقبول أن تدار قضايانا العربية من الخارج”، وكان يقصد بذلك ان القرارات المتعلّقة بالوطن العربي يتّخذها أعداؤه وليس أنتم. أليس ما قاله الرئيس السبسي هو عين الحقيقة؟ ما دام الوضع كذلك، فلماذا تجتمعون وتزعجون الناس في حلّكم وترحالكم، وتكلّفون الأمة ملايين الدولارات مقابل كلام فارغ لا يطبّق أبدا؟
عار عليكم ان تمعنوا وتستمروا في الكذب والتآمر على شعبنا العربي؛ أنتم ومن والاكم لا تدركون ان الأمة العربية من محيطها الى خليجها تعرفكم جيدا وتعتبركم عبئا كبيرا عليها، وتزدريكم وتعتقد أن لا أمل لها في إصلاح واقعها المرير إلا بعد أن تتخلص منكم ومن انظمتكم الفاسدة. الشعب العربي الذي اجرمتم بحقه لن يقبل هذا الذل إلى الأبد، ولن يسامحكم، وسينتقم منكم، وان يوم الحساب ليس ببعيد كما تتخيّلون أنتم وترامب ونتنياهو!