حماس تفند مزاعم عباس في خطابه بالقمة العربية وتستهجن تجاهله لقضايا الشهداء والاسرى والاستيطان والقدس

فنّدت حركة “حماس” تصريحات رئيس السلطة محمود عباس أمام القمة العربية الـ30 المنعقدة في تونس، مؤكدة أن تحقيق الوحدة على سلم أولوياتها على قاعدة الشراكة وتطبيق الاتفاقات المبرمة.

وقالت حماس، في بيانٍ لها مساء امس الأحد، تعقيبا على خطاب عباس: “نؤكد أن تحقيق الوحدة الوطنية سيبقى على رأس اهتماماتنا وسلم أولوياتنا، ويجب أن تتحقق، ولكن على قاعدة الشراكة وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة 2011م”.

وشددت على أن التوافق على استراتيجية وطنية نضالية أمر في غاية الأهمية لمواجهة التحديات كافة، وعلى رأسها صفقة القرن، مبينة أن هذا الموقف يأتي أمام كل هذه التحديات التي باتت تعصف بالقضية الفلسطينية، وهذا المنعطف الخطير الذي تمر به وحدة شعبنا، ومن باب المسؤولية الوطنية.

وأشارت إلى أن خطاب عباس كان في مجمله سردًا تاريخيا لمحطات حافلة بالفشل والتراجع والانقسامات التي فرضتها سياساته المبنية على التفرد والإقصاء، ورهاناته على اتفاقيات مقيتة، وعلى الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، بعيدًا عن الرهانات الحقيقية على الوحدة والمقاومة والشراكة الوطنية.

ورأت أن تجاهل عباس لتضحيات شعبنا ونضالاته غير مبرر، وتحديدًا مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، والصورة الوطنية النضالية التي تجلّت في غزة وفلسطين والشتات في ذكرى يوم الأرض، ورسمت اللوحة المشرقة للنضال الوطني الفلسطيني في التأكيد على حق شعبنا في الأرض والعودة وكسر الحصار.

وقالت: “من المؤلم جدًّا ألا يتطرق إلى شهداء شعبنا وجرحاه، وآلام الأسرى وانتهاكات الاحتلال بحقهم، والعدوان والقصف المستمر على غزة، والقتل اليومي للمتظاهرين السلميين على بوابات سجن غزة الكبير”.

وأشارت إلى أن حديث عباس عن صرف نصف موازنات السلطة على غزة مجافٍ للحقيقة تمامًا، ويؤكد ذلك سلسلة إجراءاته الانتقامية التي اتخذها ضد غزة وأهلها، وفصله عشرات الآلاف من موظفي السلطة في غزة، وإجبار مَن تبقى منهم على التقاعد القسري.

وبدأت السلطة في أبريل/نيسان الماضي 2017 فرض إجراءات عقاب جماعي ضد قطاع غزة، شملت تقليص الكهرباء، والدواء، والتحويلات الطبية، والرواتب، وإحالة آلاف الموظفين للتقاعد، وتصاعدت هذه العقوبات تدريجيا حتى مست كل أركان الحياة في القطاع.

وعدّت حماس أنّ اتهام عباس لها بتعطيل المصالحة “قلبٌ للحقائق وتهرب من استحقاقاتها”، مؤكدة أنها قدمت كل ما يلزم لإتمامها، وتعاطت بوطنية ومسؤولية مع كل الجهود، خاصة الجهود المصرية لتحقيقها، ولكن في كل مرة كان الكل يصطدم بالدور المعطل لفريق عباس لأي جهد يبذل لتحقيقها.

ونبهت إلى أن قائمة عوائل الشهداء والأسرى والجرحى الذين قطع أبو مازن مخصصاتهم أكبر دليل على عدم صحة ادعاءاته باستمرار صرف هذه المخصصات.

وكان عباس قد استعرض مسيرة الفشل التي انتهت إليها مسيرة المفاوضات مع الاحتلال، واتخذ من القمة العربية منبرا للتحريض على غزة وحماس، مكررا ادعاءاته حول صرف نصف موازنة السلطة بغزة، وهو أمر ثبت كذبه من مؤسسات اقتصادية وحقوقية مستقلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى