كيف تسير القمة العربية الثلاثون في غياب أصحاب الجولان ؟

على الورق الآن وفى اجتماع وزراء الخارجية العرب تمهيدا لعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة المقرر عقده يوم غد 31 مارس الحالي, طُرِحَ جدول الأعمال الذي تماهى في اغلبه مع رغبات العدو الصهيونى ,فى مقابل ابادته للشعب الفلسطينى وتدنيس الأقصى ومحاولة هدمه، ثم قراره  بأعتبار القدس عاصمة الدولة اليهودية.

يتمسك القادة العرب بمبادرة السلام مع اسرائيل , وتعظيما لدور أسرائيل الأرهابى فى الوطن العربى , تناقش القمة العربية طبقا لجدول الأعمال المقترح دور أيران فى المنطقة واتخاذها عدوا بديلا للعدو الصهيونى , وفى ذلك تَغيِب للعقل العربى ووعى الشعوب.

لكن يبقى أن جدول الأعمال هلامى، والقرارات الناتجة عنه قد صدرت قبل أن تنعقد القمة العربية بيومين، فقد صرح مصدر دبلوماسى عربى من داخل اروقة اجتماع وزراء الخارجية العرب أن القادة العرب سيصدرون بيان إدانة فى نهاية قمتهم للقرار الأمريكى حول الجولان المحتلة.. ذراً للرماد فى العيون !!.

وتَيَمُنا بتاريخ الحرب الضروس التى شنها التحالف العربى السعودى الأمريكى على اليمن، والذى دشنته القمة السادسة والعشرون بشرم الشيخ ,صار التاريخ حاضراً وشاهداً للعيان على تدمير بنيان الأقطار العربية بمباركة قممها التى تنعقد فى أِطار الجامعة العربية , وفى ضيافة الحكومة التونسية .

فى 31 مارس الجارى تنعقد القمة العربية وقد سبق مهرجانها ,أوسكار ترامب , حامى حمى ممالك ومحميات الخليج والحارس عليها نظير مئات المليارات الدولارية كل عام ,والفارد اجنحته على بعض الأنظمة العربية الأخرى يضمها كلما حاولت أن ترنو الى بصيص ضوء , ليعيدها كى تغيم مع سُحُب الصهيونية فى العالم العربى ,وأِلا فالويل والثبور وعظائم الأمور تنتظر أقتصاديات هذه الدول ليحوم البوم والغربان لتدمر أقتصادياتها فى كل مكان , فتعود تستغيث بالبنك والصندوق الدوليين ,ليمصتا دماء الشعوب,ولتدوم الصهيونية وتتوسع الدولة العبرية .

أعلان ترامب جيىء به هذا العام ,ليدرك الكل مدى الطغيان لهذا السكير , الذى يستخف بعقول العرب من الشعوب ,ويتواءم مع حكامها فى مجون .

فى مسرحية هزلية فُتِحَ دفتر تدوين قرارته الصهيونية وَدُوِن بمداد بترولى أمتلأ به قلمه فكتب , وبصوت السكير يُهزِأ قائلاً ” الجولان أسرائيلية وجزء من أراضى أسرائيل “.

فى أعتقادى أن أمريكا لم تكن لتجرؤ على الحرب الكونية على سوريا , اِلا لأن الجامعة العربية قد أنصاعت لأمريكا وأسرائيل , فجمدت عضوية سورية فيها , وهى الدولة المؤسسة للجامعة, ولم يكن يجرؤ “ترامب”على الهذيان بقراره أعتبار الجولان جزءاً من أراضى أسرائيل حسب تعبيره, اِلا بعد أن عرقلت بعض دول الجامعة العربية المهيمنة على القرار فيها ,عودة سوريا الى الجامعة , وحضور الرئيس بشار أجتماعات القمة المنبثقة عنها .

هنا تكون الجامعة وقمتها الثلاثون المنبثقة عنها , قد صادرت أتخاذ أية مواجهة فعلية- ولو ذراً للرماد فى العيون- تقف فى وجه ترامب، وتمسح قراره الباطل والمنتهك لشرعية القانون الدولى , وتزيل أحباره لتفضحه وتعريه , ليعرف العالم حجم الشذوذ الذى يعانيه .

وهنا يُطرح السؤال : كيف يكون للقمة العربية أن تناقش قراراً يخص سوريا ,وقد غُيَبت عنه , ولم توجه الدعوة لرئيسها لحضور فعالياتها ؟؟.

أذن يبقى السؤال : لمصلحة من تنعقد القمة العربية الثلاثين بتونس؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى