قصة قصيرة جداً.. صيني يسلي عربية

على مقعد يتسع لاثنين في ورشة لتصليح السيارات في أمريكا، يسارع بالجلوس بجانبها، تلملم أطراف ثوبها،  كانت تنتظر إنهاء الفني من غيار زيت سيارتها، أغنية تظهر على شاشة التلفاز، قال الرجل الصيني إنه يحب الموسيقى، صار يحدثها عن الموسيقى وحبه لها، وزاد انه يعزف على الكمان جيدا، ويشارك في حفلات الأقارب، او مع الجمعيات الخيرية، امرأة جذابة وأنيقة الملبس والملامح، لم يجد منها تجاوباً ولا شاركته الحديث، كانت المرأة أربعينية، اما هو ففي أواخر الخمسينات، كنت مندمجاً في قراءة  مقال طويل من إحدى المجلات الملقاة على المنضدة،  تنظر المرأة للرجل الصيني بين الحين والآخر، ليظن انها تريد الاستماع له، يتكلم باللغة الإنجليزية، لكنه وبعد أكثر من نصف ساعة مل لأنها لم تقل كلمة واحدة، كان واضجا أنه يريد جذبها لمحادثته ومصادقته، لكنه أخيرا وقف فجأة لمغادرة المكان، ثم قال: السجين يبقى اسير زنزانته، وبعض الطلقاء يبقى أسير ذاته، لا يستطيع تجاوز محورها، ثم مضى، سألتها، ماذا كان يريد هذا الرجل، قالت، كنت أتمنى أن يواصل جلوسه يتكلم ويسليني ريثما أتسلم سيارتي، تبين بعدها أنها امرأة عربية تتقن الإنجليزية .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى