حين يندم الانجليز.. احتجاجات عارمة في لندن للمطالبة ببقاء بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي

 

تظاهر مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعارضون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عبر وسط لندن، امس السبت، للمطالبة بإجراء استفتاء جديد، لأن أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تعرض رئاسة تيريزا ماي للحكومة للخطر.

وانطلق المتظاهرون في وسط العاصمة الإنجليزية حاملين لافتات تقول إن “أفضل صفقة ليست خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”، و”نحن نطلب تصويت الشعب”، فيما قال المنظمون إنه أكبر احتجاج ضد “بريكست” إلى حينه.

وبعد ثلاث سنوات من المفاوضات التي وصفت بالشاقة، لا يزال من غير المؤكد كيف ومتى، أو حتى إن كانت ستخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما تحاول ماي رسم طريق للخروج من أخطر أزمة سياسية خلال جيل على الأقل.

وألمحت ماي يوم امس الاول الجمعة إلى أنها قد لا تعيد صفقة الطلاق التي خسرت التصويت عليها مرتين إلى البرلمان الأسبوع المقبل، فيما ذكرت صحيفتا “تايمز” و”ديلي تلغراف” أن الضغط على ماي يتزايد لتقديم استقالتها.

وفي حين أن البلاد وسياسييها منقسمون على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بيد أن معظمهم يتفقون على أنه القرار الاستراتيجي الأكثر أهمية الذي واجهته المملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

وتجمع المتظاهرون المؤيدون للاتحاد الأوروبي من أجل “مسيرة الشعب” في ماربل آرك، على حافة هايد بارك، حوالي منتصف النهار، قبل السير نحو مكتب رئيسة الوزراء في داونينغ ستريت وثم إلى خارج البرلمان.

وكان المنظمون واثقين من أن حجم الحشد سيتجاوز مظاهرة مماثلة خرجت في تشرين الأول/أكتوبر.

وقد حصل التماس لإلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالكامل على 4 ملايين توقيع في 3 أيام فقط بعد أن أخبرت ماي الناس: “أنا في صفكم”، وحثت المشرعين على تأجيل صفقتها.

وفي استفتاء 23 حزيران/يونيو 2016، دعم 17.4 مليون ناخب، أو 52 في المائة، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما دعم 16.1 مليون أو 48 في المائة البقاء في الكتلة.

لكن منذ ذلك الحين، يستكشف معارضو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي طرقا لإجراء استفتاء آخر.

واستبعدت ماي مرارا إجراء استفتاء آخر على “بريكست”، قائلا إنه سيعمق الانقسامات ويقوض الديمقراطية. كما يقول مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إن الاستفتاء الثاني سيؤدي إلى أزمة دستورية كبيرة.

كما يقول مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أنه في حين أن الطلاق قد يجلب بعض عدم الاستقرار على المدى القصير، فإن بريطانيا ستزدهر على المدى الطويل إذا تحررت مما اعتبرته كتجربة محكوم عليها بالوحدة تحت سيطرة ألمانية دائمة، والتي تتخلف كثيراً عن القوى الكبرى الأخرى.

وأظهرت بعض استطلاعات الرأي تحولا طفيفا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكن لم يحدث تغيير حاسم في المواقف.

من جهة أخرى، يقول العديد من الناخبين في بريطانيا إنهم شعروا بالملل المتزايد من قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت ماي يوم الأربعاء الماضي إنها تريد “إنهاء هذه المرحلة من عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

لكن المتظاهرين عارضوا ادعاء ماي بأنها تقف إلى جانب الرأي العام البريطاني، حيث كتب على لافتة كتب عليها: “أنت لا تتحدث نيابة عنا تيريزا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى