بعد إعلان واشنطن وحلفائها الاكراد القضاء على “داعش”.. يثور السؤال: أين ابو بكر البغدادي؟؟

بعدما تشدق ترامب وتبعه حلفاؤه الاكراد امس بهزيمة تنظيم “داعش” في كل من العراق والشام، والقضاء على آخر معاقله في الباغوز شرقي سوريا، لم يتضح بعد مصير زعيمه عبد الله ابراهيم عواد السامرائي، الملقب بـأبو بكر البغدادي.

لقد اعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أمس السبت، السيطرة على آخر معاقل التنظيم بمدينة الباغوز، ولكن دون الكشف عما حل بزعيمه البغدادي، وهل قتل أو اعتقل، بعد إنهاء وجود التنظيم بشكل كامل.

ويبدو أن الولايات المتحدة لم تنه حياة البغدادي بعدُ، رغم الحديث عن الانتصارات الكبيرة التي حققتها ضد التنظيم، إذ يرجح خبراء في الحكومة الأمريكية بأنه لا يزال على قيد الحياة، مختبئاً على الأرجح في العراق.

ومضت خمس سنوات على تنصيب البغدادي نفسه خليفة للمسلمين، وإعلانه للخلافة في العراق والشام، مع وصول اسمه إلى مختلف أنحاء العالم، بعد خطبته الشهيرة من الجامع النوري الكبير في الموصل بـ2014.

وكانت خطبة إعلان الخلافة آخر ظهور مصور للبغدادي، إذ لم يظهر بعدها في أي مقطع فيديو للتنظيم، مع اكتفائه بالخروج بتسجيلات صوتية يدعو فيها عناصره إلى القتال، كان آخرها في أغسطس/ اب الماضي.

ويُعتقد أن البغدادي أُصيب بجروح بالغة في غارة جوية عام 2015 لطائرات التحالف الدولي، ولكن لم يعلن التنظيم عن ذلك، وكان دائماً ينفي الأحاديث التي تصدر عبر وسائل الإعلام حول إصابته أو مقتله.

صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أكدت في تقرير لها نشر في (4 مارس)، أن عناصر تنظيم “داعش” يشعرون بـ”غضب وخيبة أمل عميقة”، لأن زعيمهم اختفى في الصحراء بدلاً من المشاركة في المعركة الأخيرة للتنظيم في بلدة الباغوز.

وترجح الصحيفة أن البغدادي موجود في الأنبار غربي العراق، وهي محافظة صحراوية كانت مرتكزاً لقادة “داعش” قبل سنوات.

ونقلت “صنداي تايمز” خلال مقابلة لمراسلها في العراق مع عنصر داعشي كندي، تحتجزه قوات سوريا الديمقراطية، أن “البغدادي يختبئ في مكان ما، والناس غاضبون”.

كذلك أكدت تقارير استخباراتية عراقية أمريكية مشتركة وجود زعيم تنظيم داعش في صحراء الأنبار، غرب العراق.

وأفاد مصدر مقرب من القوات الأمريكية الموجودة بالعراق أن البغدادي يحاول إعادة ترتيب صفوف مسلحي التنظيم، مستخدماً صحراء الأنبار معسكراً جديداً للتنظيم.

صحيفة “الغارديان” البريطانية نشرت تقريراً تضمن مقابلة حصرية أجراها مراسلها مارتن شلوف في سوريا بعنوان: “رأيت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بعيني”، في فبراير/ شباط 2019.

ويؤكد الشاهد أن عناصر أجنبية تابعة لتنظيم “داعش” خاضت معركة استمرت يومين ضد حراس أبو بكر البغدادي إلا أن هؤلاء الأشخاص خسروا المعركة وقتلوا.

ونقل كاتب التقرير عن الشاهد جمعة حمادي حمدان (53 عاماً) قوله: “رأيته بعيني الاثنتين”، وكان في الكشمة في سبتمبر ، وقد حاول “الخوارج” القبض عليه، واندلعت بينهم معارك ضارية، وكان أغلبيتهم من تونس، وقد قُتل وقتها الكثير من الناس، علماً أنه كان هناك العديد من الأنفاق بين المنازل.

وقال حمدان: إن “البغدادي انتقل بعدها إلى باغوز، وبقي هو وحرسه الخاص في المنطقة تقريباً 6 شهور قبل أن يهربوا منها”.

وتابع: “الكل كان يعلم أين يسكن أبو بكر البغدادي، وكان يتجنب الذهاب مع حراسه إلى وسط البلدة كما كان يستخدم سيارة حمراء أوبل”.

الكاتب فاروق حسين يرى أن “ما ورد من أخبار عن البغدادي لم تكن سوى تكهنات، وكانت أجهزة الاستخبارات العسكرية العراقية ماهرة في تتبع خطواته من غير أن تنجح في الظفر به”.

ويضيف حسين، في مقال له نشر أمس السبت في موقع ميدل إيست أونلاين: “هناك احتمالان في ما يتعلق بتلك الأخبار، إما أن تكون كاذبة ومضللة وهو أمر وارد في الحروب، أو أن تلك الأجهزة الاستخباراتية لم يكن مسموحاً لها أن تقترب من الرجل الثمين، حتى وإن اهتدت إلى مكانه”.

ويوضح أن البغدادي اختفى من الشاشات التي ظهر عليها مرة واحدة لا غير، ولكن هل اختفى من الواقع الذي مثل فيه دوراً افتراضياً، وكان بمثابة فاصلة بين تاريخين؟

وعلى صعيد متصل، أكد قيادي في وحدات حماية الشعب الكردية، اليوم الاحد، ان قواته لم تعثر على زعيم تنظيم “داعش” وقيادات التنظيم في بلدة الباغور بعد تحريرها من قبضة الارهابيين.

وقال المتحدث باسم الوحدات الكردية نوري محمود، لـ PUKmedia، ان “قوات “قسد” قد حررت بلدة الباغوز واعلنت نهاية تنظيم داعش، ولكن لم يتم العثور على زعيم التنظيم الارهابي وقياداته في البلدة”.

وأضاف محمود ان “المعلومات تفيد بفرار الارهابي البغدادي وقيادات التنظيم الى محافظة ادلب في شمال سوريا”، لافتا الى ان “المنطقة هناك تحت سيطرة المجاميع المسلحة التابعة للمعارضة السورية، واغلب قيادات التنظيم وارهابييه تفر الى تلك المنطقة”.

ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم الاحد، تقريرا تحدث عن زعيم تنظيم “داعش” ابو بكر البغدادي ومكان اختبائه، مؤكدة انه يختبئ في كهوف البادية السورية، فيما اشارت الى ان انصاره يلقبوه بـ”الشبح”.

وجاء في التقرير ان “البغدادي، المدرج في رأس قائمة كبار المطلوبين في العالم، أقام دولة مزعومة له على أراضٍ تساوي مساحة بريطانيا، لكنه بات اليوم يختبئ في كهوف البادية السورية”، مبينا ان “تنظيمه لم يعد سوى مجموعة متفرقة من الخلايا السرية”.

وتابع التقرير أن “البغدادي الذي يلقّبه أنصاره بالشبح، قد نجا في السابق من هجمات جوية عدة وأصيب مرة واحدة على الأقل، كما أنه يعاني من مرض السكري”.

ونقل التقرير عن الخبير في الحركات المتشددة هشام الهاشمي قوله إن “البغدادي محاط بثلاث أشخاص فقط، هم شقيقه جمعة وهو أكبر منه، وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري الذي يعرفه منذ طفولته، وساعي بريده سعود الكردي”.

ويوجد هؤلاء جميعهم، كما يُعتقد، في منطقة بادية الشام الصحراوية الممتدة من وسط سوريا إلى الحدود العراقية.

والبغدادي من مواليد 1971 بمدينة سامراء العراقية، حاصل على شهادة الدكتوراة في العلوم الشرعية، وسبق له أن اعتقل وسجن في سجن بوكا الذي كان يديره الأمريكيون بالعراق، وكان ضمن مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق وقاد العديد من هجماته المسلحة على مواقع أمريكية، وبعد ذلك على مواقع تابعة للحكومة العراقية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى