واحسرتاه على المشهد الاعلامي

نحن في هذا الوطن اصبحنا من جراء الاعلام المضلل كجسم بلا راس، او قل كجسم له رؤوس كثيرة، فالجسم الذي له راس حيران لايهتدي سبيلا، والجسم الذي له رؤوس كثيرة كذلك حيران لايدري اي راس يتبع او اي اعلام يستمع او يشاهد او يقرأ
يقول مالكوم أكس: “وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض لديها القدرة على جعل المذنب بريئاً، وجعل الأبرياء مذنبين، وهذه هي السلطة لأنها تتحكم في عقول الجماهير”.

لا أحد ينكر الدور الهام والحيوي لوسائل الإعلام هذه الأيام في المشهد السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي، ومدى تأثيرها في كافة مناحي الحياة العامة، لكن من أبجدية الإعلام أن يمنحك الحقيقة غير مزيفة، لا أن يشوه لك الصورة ويضيف عليها بهارات النفاق والدجل واللا موضوعية، وهذه الأيام بعد أن سيطر عليها رأس المال غير المنتمي (إلا من رحم ربي) وأشباه الصحفيين والإعلاميين أصبحت وسائل الاعلام تترك المواطن يتخبط في بحور من التلفيقات الإعلامية ضد هذا الطرف أو ذاك، وأصبحت وسيلة في تزيف الوعي الجمعي للأمة وفي قلب الحقائق، وذلك من خلال الضخ الكبير للرسائل والبرامج والأخبار المضللة والتي يشرف على صياغتها نخبة من عديمي الضمير والأخلاق همهم الأوحد هو خدمة صاحب المال وأجنداتهم المخيفة تارة والمعلنة تارة أخرى، وأصبح المواطن البسيط، ومهما أوتي من علم وثقافة، هدفاً يتأثر بهذا التيار الجارف من التلفيقات الإعلامية اليومية والمعدة بإتقان وإخراج غير بريء، خلافاً لما هو المفترض بأن تكون وسائل الإعلام حرة، وأن يقودها طلب الحقيقة وليس تشويه الحقائق ومحاولة إقناع الجماهير بالإكاذيب، كل هذا يحدث دون وجود رقيب ضميري أو وازع أخلاقي أو رادع قانوني مهني.

لقد إستطاع الإعلام العربي الحالي المترهل صنع مواطن محبط يترنح بين اليأس والقنوط، وبين الحزن والأمل المنشود البعيد المآل.

لقد أمعن الإعلام في تشويه الحقائق وأبعاد المواطن عن قضاياه المصيرية من خلال المعلومات الخاطئة، او معلومات إنصاف الحقائق يجري تشويها في الغرف المظلمة عنوة لخدمة أغراض سياسية وأجندات خارجية تخدم المشروع الصهيوني، وتفت في عضد هذه الأمة كي تبقى تعيش في حالة التشرذم والعنف والذل والمهانة، من أجل استغلال ثرواتها ومصادر قوتها، وعزتها بأسهل الطرق وأيسرها.

ومن هنا تتحقق مقولة وزير الدعاية الإعلام النازي جوزيف جويلز القائلة: ” أعطني إعلاماً بلا ضمير .. أعطك شعباً بلا وعي” وهذه حال الامة العربية التي تسير الآن بلا وعي وبلا عقل وباتجاه التهلكة، وعسى الله ان يقيض لهذه الامة اعلاما وطنيا يعرف موضع الداء فيه فيسحقه، وكيفية الدواء فيستعمله قبل ان نقول : واحسرتاه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى