قصة ليلى مراد ايقونة الغناء التي اسلمت ولكن الشكوك ظلت تعتبرها يهودية

أغاني ليلى مراد وقصة إسلام ليلى مراد وأزواج ليلى مراد، كلها حكايات شغلت محبيها وجمهورها الذي عشق فنَّها وحياتها التي خاضتها مليئة بالأضواء والشهر لكن ومع ذلك فإن أصولها اليهودية ظلَّت لها عظيم الأثر في حياتها وحتى مماتها عام  1995، لصعود نجمها في مرحلة حرجة من تاريخ مصر.

تغيّر اسم ليلى مراد من ليليان زكي موردخاي إلى ليلى، وتزوجت الراحل الفنان أنور وجدي وبالرغم من اعتناقها الإسلام فإنها لم تتخلص من الشائعات التي رافقتها على مدار حياتها.

 حياة ليلى مراد

وُلدت في الإسكندرية لأسرة يهودية الأصل، وكان اسمها «ليليان»، والدها هو المغني والملحن إبراهيم زكي، موردخاي «زكي مراد» الذي قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذي لحّنه الموسيقار سيد درويش.

سافر والد ليلى مراد ليبحث عن عمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات، اضطرت فيها هي للدراسة بالقسم المجاني برهبانية نوتردام ديزابوتر وتعرَّضت أسرتها للطرد من المنزل بعد نفاد أموالهم ولذلك عاشت حياة صعبة، إلا أنه في عام 1932 عاد مرة أخرى إلى مصر، وهو ما تفاجأت به أسرته. بدأت مراد مشوارها مع الغناء في سن الـ14، علَّمها والدها الموسيقار الشهير الموسيقى وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة، ثم الحفلات العامة، ومن بعدها تقدَّمت للإذاعة كمطربة عام 1934.

العام 1937 كان بداية طريق النجاح، بعد أن وقفت أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم (يحيا الحب) وكانت غيَّرت اسمها إلى ليلى مراد، ورغم أدائها التمثيلي الضعيف إلا أنها جذبت أنظار فنان الشعب يوسف وهبي، لتقدم معه فيلمها الثاني (ليلة ممطرة) نهاية عام 1939.

أغاني ليلى مراد

في بداية إنشاء الإذاعة المصرية تعاقدت الهيئة مع ليلى للغناء مرة كل أسبوع وكانت أولى حفلاتها في 6 يوليو/تموز عام 1934، غنَّت فيها موشح (يا غزالاً زان عينه الكحل)، ثم انقطعت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما.

عادت للإذاعة مرة أخرى عام 1947 بأغنية (أنا قلبي دليلي)، التي تغنَّت بها في محافل عديدة، ولحَّن لها كبار الملحنين من أمثال: محمد فوزي، محمد عبدالوهاب، منير مراد، رياض السنباطي، زكريا أحمد، والقصبجي. من أغانيها الوطنية الرائعة (أغنية الاتحاد والنظام والعمل) عام 1953.

 أزواج ليلى مراد

تزوجت أنور وجدي، وبعد 7 أعوام انفصلا، ثم تزوَّجت من وجيه أباظة سراً بسبب ممانعة عائلته العريقة، وأنجبت منه ابنها أشرف، ثم تزوجت فطين عبدالوهاب، الذي أنجبت منه ولدها زكي.

قصة إسلام ليلى مراد

في العام 1946، وهو العام الذي مثَّلت فيه ليلى مراد فيلم «ليلى بنت الأغنياء» أمام أنور وجدي وتأليفه وإخراجه وفي أوائل شهر رمضان المبارك استيقظت الفنانة اليهودية ليلى مراد على صوت مؤذن المسجد المجاور لعمارة الإيموبيليا، بشارع شريف بوسط القاهرة، يؤذن لصلاة الفجر، حيث كانت تسكن ليلى مع زوجها أنور وجدي.

أيقظت زوجها لتخبره أن صوت الأذان مختلف عن كل مرة، وأنها شعرت براحة شديدة بعد سماعه، وأردفت أنها تريد أن تعتنق الإسلام، ليردَّ عليها بغير اهتمام «قولي أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ونامي»، ظناً منه أنها تمزح معه.

وفي الصباح أيقظت زوجَها أنور وجدي، وارتدت ملابس محتشمة ووضعت طرحة على رأسها، وقالت له هيا بنا نذهب إلى مشيخة الأزهر كي أُشهر إسلامي.

وفي الأزهر استقبلها الشيخ محمود أبوالعيون، وأشهرت إسلامها على يديه، ونحرت الذبائح بعد خروجها من الجامع الأزهر ووزَّعتها على الفقراء والباعة الجائلين.

لقد جاء إسلام ليلى مراد كما ورد في ذكرياتها من اقتناعها بسماحة الإسلام وعظمته، وقد أكد أشرف وجيه أباظة، أن والدته كانت شديدة الإيمان بالله، وقد ساعدها إيمانها على التغلب على المصاعب التي واجهتها في الحياة. أما ابنُها الثاني، زكي فطين عبدالوهاب، فيقول عن والدته «إنها كانت تعشق الاستماع للأذان».

كيف ماتت ليلى مراد

ماتت ليلى مراد فنياً قبل أن توافيها المنية عام 1995 إذ أعلنت ليلى مراد اعتزالها الفن عام 1955 وهو ما أرجعه أغلب النقاد إلى رغبتها في الاختفاء عن أعين الجمهور، بعد أن نال التقدم في السن من جمالها.

لكنَّ البعض الآخر يرى أنها أُجبرت على اعتزال الفن بضغط من السلطات المصرية لـ «تدفع ثمن» ولائها للواء محمد نجيب، الذي غنَّت له أغنية «بالاتحاد والنظام والعمل» التي ظهرت فيها وهي تغني على سيارة مكشوفة في ميدان التحرير.

ويعززون الرأي ذاته بأن زواج ليلى مراد من وجيه أباظة، عضو مجلس قيادة الثورة كان سبباً من أسباب اعتزالها الفن، مراعاة لوضعها الاجتماعي الجديد آنذاك.

وحاولت ليلى مراد العودة مرة ثانية إلى الشاشة الفضية بعد إنجاب ابنها الأكبر زكي، لكن محاولاتها باءت بالفشل.

في العام عام 1953، أرسلت ليلى مراد خطاباً بخط يدها، إلى اللواء محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية تستنجد به من مطاردات عناصر يهودية أثناء وجودها في أوروبا.

وشكت له من التضييق عليها، بمعرفة بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، أبرزهم صلاح سالم، وعبدالمحسن أبوالنور.

وكان بعضهم يستدعيها للتحقيق في علاقتها بإسرائيل في أوقات متأخرة من الليل، ويعرضها لممارسات ترهيب أثناء التحقيق.

استمرت أزمة ليلى مراد في الملاحقة إلى أن حسم الأمرَ لقاءٌ بينها وبين عبداللطيف البغدادي، عضو مجلس قيادة الثورة، الذي شرحت له موقفها كاملاً، وبرأت ساحتَها من أي دعم قد تكون قدمته لإسرائيل كما أُشيع عنها.

يهودية ليلى مراد لم تكن في واقعها هي الأزمة، لأن اليهود كانوا يعيشون في مصر دون مشاحنات في تلك الفترة لكن هناك تيار يتبنَّى فكرة أن أنور وجدي كان له دور كبير في هذه الشائعات التي طالتها، بعد انفصالهما للمرة الثالثة، لأنه أراد أن ينتقم منها.

وما قيل عن تبرعها لإسرائيل بـ50 ألف جنيه لم يكن إلا نكاية فيها، لكنها كانت سبباً في تقاعدها إذ حاولت لسنوات بعدها العودة إلى الفن ولم تتمكن من ذلك، حتى وافتها المنية عام 1995.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى