زعم موقع أوديسي الأمريكي أن وزير الخارجية السعودي السابق عادل الجبير، الذي يشغل حالياً منصب وزير الشؤون الخارجية، عميل للموساد الإسرائيلي، وأن علاقته بالموساد تعود إلى تسعينيات القرن الماضي وتسبق انضمامه إلى السلك الدبلوماسي السعودي وترقيه في عدد من المناصب وصولا إلى مرتبة وزير.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد اعلن في مقابلة صحفية، خلال زيارته واشنطن في آذار الماضي، إن “لإسرائيل الحق في الوجود وإقامة دولة” وهو ما يثبت تلاقي أهداف ومصالح نظامه مع الغرب والكيان الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وكسب التأييد له لاعتلاء السلطة في النظام السعودي.
الكاتبة البريطانية جيما باكلي نشرت مقالة في الموقع أوردت فيها أنها تقوم حاليا بالبحث عن مزيد من المعلومات وجمعها لإجراء تحقيق استقصائي معمق حول حياة الجبير وعلاقاته السرية مع الموساد، موضحة أن السبب الذي دفعها إلى بدء تحقيقها هو تصريحات وزيرة خارجية الاحتلال السابقة تسيبي ليفني التي وبخت فيها الموساد على عدم تحركه حيال إقالة الجبير من وزارة الخارجية السعودية.
وتشير باكلي إلى أنه بعد هذا التصريح بات الأمر يشكل هوساً بالنسبة لها، ما دفعها إلى استهلاك معظم وقتها حول هذه القضية خلال الأشهر المنصرمة، وبعد أسابيع عدة من البحث تمكنت من مقابلة فيليب جيرالدي وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي ايه” بهدف الحصول منه على مزيد من المعلومات.
باكلي زعمت أن جيرالدي كان مفيدا بشكل خاص في الكشف عن كيفية قيام الموساد بأول اتصال له مع الجبير، حيث بدأت الاستخبارات الأمريكية، وفق جيرالدي، بمراقبة الجبير بدءا من العام 1990 عندما أصبح المتحدث الرسمي باسم السفارة السعودية في واشنطن، وبعد سنوات قليلة بدأ الموساد العمل على تجنيد الجبير.
وبينت باكلي أنه عندما كان الجبير طالباً يدرس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة شمال تكساس تقرب من كاي آن ماثيوز، الطالبة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والتي كانت على علاقة وثيقة مع رجال أعمال إسرائيليين بارزين في الولايات المتحدة، وقدمت الجبير لهم وإلى شخصيات يهودية نافذة ليكون أول لقاء بين الجبير والموساد الإسرائيلي في تشرين الأول عام 1995.
وتؤكد باكلي أن الجبير الذي تورط في علاقة غرامية مع ماثيوز وبعد تراكم الديون عليه لرجال أعمال يهود في أمريكا، فإنه لم يجد مخرجا من ذلك سوى التعامل مع الموساد الذي طلب من ماثيوز أن تنسحب من علاقتها مع الجبير، لافتة إلى وجود أدلة كثيرة تشير إلى أن نشاطات وتحركات الجبير داخل السفارة السعودية كانت تدار بشكل كامل من الموساد.
ما كشفه موقع أوديسي عن عمالة الجبير لكيان الاحتلال، وهو الذي عمل لسنوات سفيرا لنظامه في واشنطن ثم وزيرا للخارجية، يؤكد حقيقة هذا النظام الذي رهن اقتصاده للأمريكي وبارك “صفقة القرن” الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، إضافة إلى تطبيعه مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، ومواصلة عدوانه على اليمن، ودعمه الإرهاب في سورية، وكل ذلك خدمة للمخططات والأجندات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.