القوى الفلسطينية على الساحة اللبنانية تفشل في عقد اجتماع كان مقرراً اليوم لتسوية الخلافات

علمت “​النشرة​” أن الاجتماع الذي كان مقررا ان تعقده لـ “​القيادة​ السياسية الموحدة” في ​لبنان​ (الهيئة القيادية ال​فلسطين​ية العليا) ظهر اليوم، في مقر سفارة دولة فلسطين في ​بيروت​، قد تأجل الى موعد غير محدد بسبب استفحال الخلافات الفلسطينية في الساعات الأخير لموعد انعقاده رغم كل الجهود التي بذلت مع كافة ​القوى الوطنية​ والاسلامية.

وأبلغت مصادر فلسطينية مسؤولة “النشرة” أن الاجواء السلبية التي رافقت سلسلة من التطورات السياسية وخاصة اجتماع “​موسكو​” الذي جمع 12 فصيلا فلسطينيا بينهما حركتي “فتح” و”حماس” برعاية روسية، وإنتهى دون إتفاق على بيان موحد وبقي الانقسام قائما حتى اشعار آخر بل ومستفحلا، اضافة الى استفحال الخلافات “الفتحاوية – الحمساوية” حالا دون عقد الاجتماع ما يفتح الباب على مخاوف جدية من سقوط معادلة استثناء الساحة الفلسطينية في لبنان التي أجمعت القوى الوطنية والاسلامية على أهميتها والحفاظ عليها منذ سنوات رغم كل الخلافات.

وأوضحت المصادر أن الاجتماع الذي جرى تأجيله حتى إشعار أخر، هو في حقيقة الأمر قد تم الغاؤه، في محاولة للتخفيف من وطأة “الفشل”، في الوقت الذي كان فيه ابناء المخيمات ينتظرون منه اعلان موقف موحد لطي صفحة الخلافات والبدء بصفحة جديدة تقوم على خطة لمواجهة التحديات التي تواجه ​القضية الفلسطينية​ وخاصة منها ما يتعلق بـ “صفقة القرن” ومحاولة شطب حق العودة وبقاء ​وكالة الاونروا​” وقطع الطريق على افراع المخيمات من عائلاتها وشبابها، من جهة وتحاكي نيل الحكونة اللبنانية الثقة للمباشرة بفتح حوار رسمي فلسطيني لبناني تمهيدا لاقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية وتخفيف المعاناة.

وقد تبلغ رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ بهذه الاجواء السلبية عبر مسؤول الملف الفلسطيني في لبنان الحاج ​محمد الجباوي​ الذي وامب التحضير لعقد الاجتماع بالتفاصيل، وسط مخاوف من العودة الى المربع الاول والدوران في الحلقة المفرغة بعد توسع دائرة الخلافات بين حركتي فتح” التي اتخذت قرار بعدم الجلوس مع ​حركة الجهاد الاسلامي​ بسبب موقفها في موسكو من الاقرار بشرعية منظمة التحير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني دون اضافة تعهد باعادة بنائها وتطويرها.

مقابل الانزعاج اللبناني، لاقى تأجيل الاجتماع استياء في اوساط ابناء المخيمات، مع المعلومات التي أكدت ان كل طرف يسعى الى تفعيل اطاره الجامع اي اطر “المنظمة”، “تحالف ​القوى الفلسطينية​” و”​القوى الاسلامية​”، بدلا من التلاقي في اطار العمل المشترك، ما يعني عمليا مخاوف جدية من تجميد العمل بكل الاطر المشتركة في المناطق وفتح باب المخيمات على أي فتنة أو توتير أمني جديد.

يذكر أن الاجتماع كان سيعقد ترجمة لـ “وثيقة العمل الفلسطيني المشترك” الذي جرى توقيعها برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد الحراك السياسي الذي قاده عضو المكتب السياسي لـ “​جبهة التحرير الفلسطينية​” ​صلاح اليوسف​ وعضو المكتب السياسي لـ “​حزب الشعب الفلسطيني​” ​غسان أيوب​، اللذان زارا غالبية القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية والتي أعطت موافقتها على المشاركة فيه قبل ان تعود ويتراجع بعضها عنها ولا يتحمس البعض الاخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى