تركي الفيصل ينصح صحفياً إسرائيلياً بالزواج من عربية.. كيف يجوز شرعاً؟

هاجم ناشطون، رئيس الاستخبارات السعودي السابق، الأمير تركي الفيصل، بعد نصحه صحفيا اسرائيليا، بالزواج من عربية.

ونشر الصحفي الاسرائيلي، باراك رابيد، كواليس مقابلة أجراها مع الفيصل، لصالح القناة الـ13 العبرية.

وقال رابيد إنه يفهم العربية بشكل جيد، إلا أن نطقه لها بحاجة إلى تحسين، ليجيب الأمير السعودي “يبغالك تتزوج وحدة عربية”.

ورد الصحفي الاسرائيلي ساخرا: “أنا متزوج”.

كما سأل تركي الفيصل، باراك رابيد من أي مدينة في “اسرائيل” ينتمي، ليجيب الأخير “تل أبيب”.

وكشف تركي الفيصل أنه يتمنى زيارة شارع الملك فيصل بالقدس، علما أن الملك المعني هو ملك العراق، وليس والده.

يذكر أن المقابلة كشفت عنها القناة العبرية قبل أيام، وأطلقت عليها عنوان “أسرار الخليج”، والتي من المفترض أن الأمير السعودي قد تحدث بها عن المفاوضات الإسرائيليّة مع السعوديّة والإمارات والبحرين منذ أكثر من ربع قرن.

وأثار تصريح تركي الفيصل جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استهجن ناشطون عبارة الأمير السعودي، “ولو على سبيل المزاح”، بحسب قولهم.

وأوضح ناشطون أن الاتجاه الذي يريد تركي الفيصل جر السعوديين له، هو أن الاسرائيليين “أبناء عمومة”، ولا مانع من التعايش معهم.

فيما تواصل القناة العبرية الـ13 بث حلقاتها من السلسلة الوثائقية “أسرار الخليج”، وتكشف المعلومات المتعلقة بالعلاقات الإسرائيلية الخليجية، وقد عرضت في حلقتها الرابعة قبل ساعات مقابلة حصرية مع الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات السعودية.

وقال الفيصل في المقابلة التي أجراها معه المحلل السياسي الإسرائيلي باراك رافيد، إن “رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يخدع الجمهور الإسرائيلي؛ لأنه لن يحصل دفء في العلاقات السعودية الإسرائيلية قبل إنهاء القضية الفلسطينية”.

يقول رابيد، الذي أعد هذه السلسلة الوثائقية، إن “الفيصل يعدّ من الشخصيات المؤثرة في العلاقات الإسرائيلية الخليجية، وهو ابن عم ولي العهد السعودي الحالي الأمير محمد بن سلمان”.

وأشار الفيصل إلى أن “نتنياهو يضلل الرأي العام الإسرائيلي حين يبلغه أن هناك إمكانية لتسخين العلاقات الإسرائيلية السعودية دون إحداث تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين، نتنياهو يريد تطبيع العلاقات مع السعودية بشكل كامل، ثم في فترة لاحقة يتم حل القضية الفلسطينية، من وجهة النظر السعودية هذا لن يجدي، بل العكس تماما هو المطلوب”.

وأوضح رابيد أن الفيصل من كبار الشخصيات المرموقة في العائلة السعودية المالكة، وهو ابن أخ الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز، وشغل مواقع حساسة في الدولة السعودية، حيث ترأس جهاز الاستخبارات، وسفير المملكة في بريطانيا.

وأكد الفيصل أنه “محظور على الإسرائيليين أن يتم تضليلهم، والتفكير بأنه لا يوجد حل للقضية الفلسطينية، نتنياهو يتحدث بهذا الكلام لأنه يجري في سباق انتخابي”.

وأضاف أنني “لم ألتق بأي إسرائيلي خلال تقلدي للمواقع الرسمية المذكورة؛ لأن إسرائيل لم تبذل الجهد الكافي لتحقيق السلام، لكنه بعد تقاعده من العمل الرسمي التقى الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريس في دافوس على وجبة عشاء، جلسنا على الطاولة ذاتها، ثم عرض علي بيريس الاجتماع سراً، فقلت له إنه لا يوجد في إسرائيل شيء سري”.

وأشار رابيد إلى أنه “قبل أيام من إجراء مقابلته بالفيصل في لندن، اجتمع الأخير بالملك سلمان في الرياض، وقد أبلغ مسؤولون سعوديون الملك بمسألة لقائي مع القناة التلفزيونية الإسرائيلية، أنا لا أغادر السعودية دون الإبلاغ عن برامجي، أدرك أن ما أقوم به الآن هو العمل الصحيح، يجب علينا إيصال رسالة للمجتمع الإسرائيلي، وأعرف تماما أن قناتكم التلفزيونية هي إحدى القنوات الأكثر مشاهدة”.

وأكد رابيد أن “الفيصل أجرى المقابلة كإنسان عادي مستقل، لا يتقلد أي مسؤولية رسمية، لكن من الواضح أنه أتى إليها، وقد أحضر معه رسالة الملك السعودي التي يريد للجمهور الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية أن يسمعاها”.

وأكد أن “الموقف الرسمي السعودي من السلام مع إسرائيل يستند للمبادرة العربية للسلام التي أعلنها الأمير عبد الله في حينه عام 2002، وتنص على انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة مقابل الاعتراف بها، والتطبيع معها، لكن منذ اليوم الأول لم ترد إسرائيل على مبادرتنا للسلام، مع أنه من خلال شراكة بين العقل الإسرائيلي والمال السعودي يمكننا الوصول بعيدا لو تحقق السلام”.

وأضاف أن “إسرائيل تتجاهل كل الجهود التي تبذلها السعودية لصنع السلام، وتتوقع أن تمد السعودية لها اليد، وتشرعا في برامج ومشاريع المياه والتكنولوجيا، هذا لن يحصل. بين السعودية إسرائيل علاقات تعود لسنوات طويلة، لكن الأمير يلتزم بالرواية الرسمية للمملكة، ويرفض التسليم برواية أن ولي العهد محمد ابن سلمان مستعد لتدفئة العلاقات بن الرياض وتل أبيب أكثر مما كانت عليه القيادة السعودية السابقة”.

وأوضح أن “ولي العهد ابن سلمان ملتزم بالسياسة السعودية أكثر من التزامه بأمنيات الزعماء الإسرائيليين، فهو يدعم القضية الفلسطينية، وليس هناك فرق بين الملك سلمان وابنه في أي موضوع، لأنه ينفذ ما يطلبه الملك”.

سأل رابيد عن التقييم السعودي تجاه نتنياهو، فأجاب الفيصل: “إنه سلبي جدا؛ بسبب سياساته الميدانية على الأرض، المواطن السعودي لا يشعر كثيرا بالارتياح تجاهه، ورغم وجود قواسم مشتركة واسعة إسرائيلية سعودية تجاه الملف الإيراني، لكن الأمير تركي يقدم موقفا قاسيا حادا، قائلا إننا لسنا بحاجة لنتنياهو ليعطينا دروسا عن التهديد الإيراني”.

وأضاف أننا “نرى أفعال الإيرانيين في سوريا والعراق ولبنان والبحرين، وحتى داخل السعودية، إذن لن ننضم إلى نتنياهو ليسجل علينا المزيد من النقاط، لا نحتاج لذلك، ولذلك فإنني أقدم نصيحة لطاقم السلام الخاص بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبيل عرض صفقة القرن، قائلا: هناك مبادرة السلام العربية، تبنوها، واجعلوها مبادرتكم أنتم”.

وختم بالقول إنني “أبدو متشائما إزاء تحسن العلاقات السعودية الإسرائيلية خلال أيام حياتي المتبقية، وأنا ابن 73 عاما لا أظن أنني سأرى لقاء يجمع نتنياهو مع الملك السعودي، أو ابنه ولي العهد، لن يحصل هذا قبل حل القضية الفلسطينية، وأنا سأبقى أنتظر مبادرة السلام الإسرائيلية”.

وختم رابيد مقابلته بالقول إن “الفيصل يدير مركز الدراسات الإسلامية في الرياض، وحلمه أن يصلي في المسجد الأقصى، وهو ينتظر تحقق السلام حتى يأتي إلى المكان الذي لم ير مكانا آخر في قداسته، وبجانب القدسية فهو مكان تاريخي وتراثي”.

وأشار إلى أن “النبي إبراهيم ليس أبا اليهود فقط، بل أبو العرب، والقدس أريد رؤيتها قبل أن أموت، لكني للأسف لست متفائلا بأن ذلك سيحصل، في القدس يوجد شارع الملك فيصل، هذا المكان الأول الذي سأزوره إن قدر لي أن آتي إلى القدس في يوم ما”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى