احضر كغيري من العرب -من المحيط الى الخليج- في هذه الأيام مسلسل كوكب الشرق أم كلثوم.
ولا بد من الإشارة الى ان الشعب المصري الشقيق كان يطلق كلمة الشرق على الوطن العربي.. فلم تكن دعوة وشعارات -الوحدة العربية..والوحدة والحرية والاشتراكية، التي رفعها جمال عبد الناصر في مصر خلال عقدي الخمسينات والستينات والسبعينات، قد ظهرت.
ولكن بعد ثورة تموز سنة -1952 – التي قادها الرئيس العروبي الخالد، ووصول حزب البعث العربي والقوميين والوطنيين للحكم في سوريا، فقد ظهرت الدعوة للوحدة العربية، وبدأ الناس يدعون لها حتى ذهب وفد من مجلس النواب السوري ومعه ضباط الجيش الى القاهرة وقابلوا الرئيس عبد الناصر وطلبوا منه الدخول في وحدة بين مصر وسوريا، وقد تردد عبد الناصر لأنه كان يخاف من الفشل وطلب منهم التريث لترتيب الأمور وتهيئة الجو المناسب بين الشعبين والدولتين، ولكن السوريين رفضوا وأصروا على قيام الوحدة ولم يجد عبد الناصر مجالا للرفض، لان ذلك معناه انه غير مؤمن أو راغب في توحيد الأمة العربية.
وهكذا استجاب عبد الناصر للطلب، وجرت مفاوضات استمرت أسابيع انتهت بإعلان قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، وهلل العالم العربي وكبر وفرح بهذه الجمهورية العربية المتحدة.
وقد سرت الدعوة للوحدة الى دول عربية اخرى، وتنادى الملكان فيصل – ملك العراق – والحسين – ملك الأردن – وأعلنا قيام الاتحاد العربي بين العراق والأردن، وتشكلت وزارة من البلدين، وكانت بغداد وعمان عاصمتين للدولة تقيم فيها الوزارة الاتحادية ستة أشهر في كل دولة -على ما ذكر – وقامت المظاهرات وتشكلت كتائب الضباط الأحرار في الأردن والسعودية وغيرها مطالبة بالانضمام لدولة الوحدة -الجمهورية العربية المتحدة.
ولكن قوى الرجعية والامبريالية والصهيونية تآمرت وتعاونت لإفشال الوحدة وفسخها حتى لا تصبح دولة قوية تزيل الكيان الصهيوني من خارطة الوطن العربي .
وقد قام حكام السعودية والصهاينة والأمريكان بعمل المؤامرات ودفع الرشاوى لضباط سوريين رجعيين قبضوا الملايين من الدولارات ودعموا بأسلحة ومرتزقة.
وهكذا في 28 ايلول 1961 قامت الكتائب المتآمرة من الجيش السوري بانقلاب عسكري في دمشق، وأعلنت انفصال الإقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة وعادت لاسم الجمهورية العربية السورية.
وفوجيء الرئيس عبد الناصر بهذا الانقلاب الغادر، فامر الجيش بالدفاع عن الوحدة وتوجهت سفن تحمل الرجال والأسلحة الى اللاذقية للنزول على الأرض السورية والزحف الى دمشق لإسقاط الانقلاب والقضاء على المؤامرة الصهيونية الامبريالية الأمريكية.. ولكن بعد ساعات من تحرك الأسطول العربي المصري الى اللاذقية، اصدر الرئيس عبد الناصر الأوامر بإعادة الأسطول، وقال لا أريد ان اسفك الدم العربي بيد أخيه العربي.
وهكذا عاد الأسطول وحصل الانفصال.
ورغم المحاولات العديدة التي قام بها الضباط الوحدويون في الجيش السوري فقد تم قمع هذه المحاولات بالسلاح وقتل واعتقل المئات من الضباط والجنود والمدنيين الذين شاركوا في محاولات إعادة الوحدة، وبقي الانفصال حتى الآن، ولكن سيظل الامل معقوداً على ان يعود العرب للوحدة ذات يوم.. فالوحدة قدر الامة.
ونرجو الله الاستجابة .