الرئيس برهم صالح ينفي مزاعم ترامب حول السماح للقوات الامريكية في العراق بالتجسس على ايران

أكّد الرئيس العراقي برهم صالح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يطلب إذناً من العراق حتى تقوم القوات الأميركية على أراضيه بمراقبة إيران, موضحاً أن القوات الأميركية في العراق موجودة بموجب اتفاق بين البلدين ومهمتها مكافحة الإرهاب.

وخلال منتدى عقد في بغداد اليوم الإثنين، أشار صالح إلى أن الحكومة العراقية ستنتظر إيضاحات بشأن أعداد القوات الأميركية ومهمتها في العراق.

تصريحات الرئيس العراقي جاءت رداً على إعلان نظيره الأميركي، أنه يعتزم إبقاء قوات بلاده في العراق لـ”مراقبة إيران”.

من جهته, حذر المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله العراق جعفر الحسيني في حديث لقناة الميادين من أن القوات الأميركية هي أهداف مشروعة للمقاومة العراقية.

ولفت الحسيني إلى أن الفترة الزمنية المحددة لخروج القوات الأميركية لا تتعدى أشهراً، مشدّداً على أن فصائل المقاومة لن تنتظر طويلاً من أجل أن يقرر البرلمان العراقي مسألة الانسحاب الأميركي.

بينما أكّد عضو مجلس النواب العراقي عن التيار الصدري الشيخ صباح الساعدي أن تصريحات ترامب تؤكد ضرورة العمل على تشريع قانون ينهي العمل بالاتفاقية الأمنية مع واشنطن.

وكان الرئيس الأميركي قد اعلن أنه من المهم الاحتفاظ بقاعدة عسكرية في العراق حتى تتمكّن واشنطن من مراقبة إيران عن كثب.

وقال ترامب، في مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية : “أحد الأسباب التي أريد أن أُبقي القوات في العراق من أجلها هو أنني أريد أن أراقب إيران، لأن إيران مشكلة حقيقية”.

وأضاف ترامب خلال إطلالته في برنامج “Face the Nation” على القناة  المذكورة امس الأحد: “كل ما أريده أن يكون بإمكاني المراقبة.. لدينا قاعدة عسكرية رائعة وغالية التكلفة في العراق، وهي مناسبة جدا لمراقبة الوضع في جميع أجزاء منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وهذا أفضل من الانسحاب”.

وتابع بالقول: “وهذا الأمر لا يفهمه الكثير من الناس.. نعتزم مواصلة المراقبة، فإن حصلت مشاكل أو أراد أحد تصنيع أسلحة نووية أو أشياء أخرى، سنعرف قبل أن يفعلوا ذلك”.

وحول أفغانستان، أوضح ترامب أن “الاستخبارات الأميركية ستبقى في أفغانستان بعد انسحاب قواتنا من هناك”.

وقد رحبت وسائل إعلام إسرائيلية بكلام ترامب، معتبرةً أن “ما قاله حول البقاء في العراق أخبار جيدة لإسرائيل”.

ومن جانبها كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، اليوم الاثنين، عن مفاوضات سرية تجري منذ اسابيع بين الحكومتين العراقية والأميركية لنشر قوات من قوات “الكوماندوز” ونقل القوات الأميركية من سوريا الى العراق.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن “تصريحات ترامب، امس، تأتي في الوقت الذي تقوم فيه الولايات بالتفاوض بشكل هادىء منذ اسابيع للسماح لعدة مئات من قوات الكوماندوز وقوات الدعم العاملة في الوقت الحالي في سوريا بالانتقال الى قواعد في داخل العراق بحجة ضرب داعش من الاراضي العراقية”.

وأضافت، ان “كبار الضباط والدبلوماسيين الامريكان قالوا ان تصريحات ترامب قد تقوض المفاوضات الحساسة الجارية في العراق باثارة الخوف بين العراقيين من ان تكون هذه الخطوة شكلا من مراقبة ايران مما قد يوتر العلاقات مع بغداد ويضعف من قدرة الولايات المتحدة على ما اطلق عليه تسمية (الرد على بقايا داعش في سوريا)”.

ونقلت الصحيفة عن عضو البرلمان العراقي جواد الموسوي قوله، إنه “إذا حاول الأمريكيون جلب المزيد من القوات إلى العراق ، فسيكون هناك تصعيد في المعارضة لهم”، مؤكدا أن “هناك عدم ثقة في الحكومة الامريكية حتى لو قالوا انهم قدموا لحمايتنا من داعش لأن السبب الحقيقي الذي سيجيئون من اجله هو ضرب ايران وليس محاربة داعش”.

وقال مسؤولان أمريكيان رفضا الكشف عن هويتهما إن “ضباطا أمريكيا كبار زاروا مؤخرا عدة قواعد عراقية من بينها أربيل وقاعدة عين الأسد بالإضافة إلى قواعد أصغر قريبة من الحدود السورية لتحديد ما إذا كان من الممكن توسيع العمليات الأمريكية الموجودة هناك مع تحرك القوات من سوريا”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى