ترامب يهاجم أجهزة الاستخبارات الامريكية ويتهمها بالسذاجة وينصحها بالعودة الى المدرسة

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس الأربعاء خلافه مع أجهزة الاستخبارات الأميركية ووصفها بأنها “ساذجة” و”مخطئة” في ما يتعلق بالتهديد الذي قال إن إيران تمثله.

وجاء هجومه رداً على رفض أجهزة الاستخبارات الحاسم للعديد من مزاعمه حول نجاح سياسته الخارجية، وذلك خلال إفادة قدمها مدراء أجهزة الاستخبارات الثلاثاء أمام الكونغرس.

وجدد ترامب تأكيده بأن برنامج إيران النووي لا يزال خطيراً، وقال إن مستشاريه الاستخباراتيين الذين يعتقدون أن إيران تفي بشكل كبير بالتزامها الدولي التخلي عن تطلعاتها للحصول على أسلحة نووية، يجب أن يكونوا أكثر واقعية.

وكتب على تويتر “يبدو أن موظفي الاستخبارات سلبيون وساذجون للغاية عندما يتعلق الأمر بأخطار إيران. إنهم مخطئون”.

وتابع “ربما يجدر بأجهزة الاستخبارات أن تعود إلى المدرسة”.

وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها ترامب علنا أجهزة الاستخبارات وتطبيق القانون الأميركية.

إلا أن حدة الانتقادات والطريقة العلنية التي يعرب فيها ترامب عن غضبه تظهر عمق الانقسام بين البيت الأبيض وعدد من اكثر مسؤولي الأمن الأميركيين كفاءة.

وسارع خصومه الديموقراطيون الى الرد، حيث قال آدم شيف الذي يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب إن تجاهل ترامب لنصائح المسؤولين “خطير للغاية”.

وكتب السناتور مارك وورنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ على تويتر “لدى الرئيس عادة خطيرة بتقويض أجهزة الاستخبارات لتقول بالحقيقة البديلة”.

وكتب ترامب سلسلة من التغريدات الأخرى أشاد فيها بنجاح سياساته في سوريا وكوريا الشمالية.

وتأتي انتقاداته لأجهزة الاستخبارات غداة تقرير قدمه مدراء أجهزة الاستخبارات ناقضوا فيه تقييم الرئيس المتفائل.

وفي جلسة حول التهديدات العالمية التي تواجه الولايات المتحدة امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ناقض المسؤولون تأكيدات ترامب أن تنظيم الدولة الإسلامية قد هُزم، وأنه يمكن إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية.

كما طعنوا في زعم الرئيس بأن طهران تسعى بنشاط إلى امتلاك أسلحة نووية، وهو التبرير الذي استخدمه ترامب للانسحاب العام الماضي من الاتفاق الذي أبرمته إيران مع عدة دول في 2015.

وأكد مدراء الاستخبارات مجددا أنهم يعتقدون أن روسيا تدخلت لصالح ترامب في انتخابات الرئاسة 2016، وهو ما نفاه الرئيس مرارا.

وقالوا إنهم يتوقعون تدخل روسيا مرة أخرى في انتخابات الرئاسة في 2020.

وجاءت شهاداتهم بعد أسابيع من تأكيد ترامب الانتصار على تنظيم داعش لتبرير إعلانه المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا فورا، في خطوة أقلقت مؤسسة الدفاع الأميركية وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.

كما جاءت قبل أسابيع من قمة ثانية يخطط ترامب لعقدها مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون للتفاوض على نزع الأسلحة النووية في البلد المعزول.

فقد ركز ترامب على علاقته الشخصية مع كيم وأكد مرة أخرى امس الأربعاء أن هناك “فرصة جيدة” لتخلي كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية.

غير أن التقرير السنوي لأجهزة الاستخبارات رأى أن قادة كوريا الشمالية لا يزالون “يعتبرون الأسلحة النووية مهمة لاستمرار النظام”.

كما جدد ترامب تأكيده أن تنظيم داعش الذي كان يسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا “سيُهزم قريبا، وهو الأمر الذي لم يكن يخطر في البال قبل عامين”.

وفي شهادته امس الاول الثلاثاء قال مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس “لا يزال لدى داعش آلاف المقاتلين في العراق وسوريا، كما أن له ثمانية فروع وأكثر من 12 شبكة والآف المناصرين المنتشرين حول العالم رغم خسائره الجسيمة في القياديين والأراضي”.

وأكد ان التنظيم “سيستغل تقلص الضغوط ضد الإرهاب لتعزيز تواجده السري وتسريع إعادة بناء قدراته مثل الإنتاج الإعلامي والعمليات الخارجية”.

وفي قضية محلية، وصف ترامب الهجرة غير الشرعية لفقراء من دول أميركا الوسطى بأنها أزمة أمنية تشبه الغزو، وقال أنه لا يمكن وقفها إلا ببناء جدران حدودية.

وتهيمن هذه القضية على أجندة ترامب الداخلية، ودفعته إلى الدخول في خلاف حاد مع الكونغرس الذي يرفض حتى الآن توفير التمويل لبناء جدار حدودي مع المكسيك.

وتطرق تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى الهجرة والجرائم عبر الحدود، ولكنه لم يتحدث عن أي ضرورة لبناء جدار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى