معركة تحرير إدلب تلوح في الأفق.. الجيش السوري يحشد قوات هائلة واسلحة ثقيلة لابادة جبهة النصرة المهيمنة هناك

استشعرت «جبهة النصرة»، ممثلة بواجهتها الحالية «هيئة تحرير الشام»، الخطر المحدق بها والمتمثل بتخلي مشغلها الأساسي تركيا عنها وتركها بالتنسيق مع روسيا، في مواجهة الجيش العربي السوري الذي استقدم تعزيزات جديدة إلى محيط إدلب تحضيراً لعملية عسكرية جديدة لن تقتصر على المنطقة «المنزوعة السلاح» التي نص عليها اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي والتركي.

وقال مصدر ميداني لصحيفة «الوطن» السورية: إن الجيش السوري استقدم خلال اليومين الماضيين أرتالاً عسكرية جديدة من الأسلحة الثقيلة والدبابات والآليات، انضمت إلى تعزيزاته التي انتشرت حشودها على جبهات ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي.

ولفت إلى أن جهوزية الجيش عالية لتنفيذ أي مهمة تطلب منه بدليل إحباطه كل عمليات التسلل التي نفذتها «النصرة» وحليفها تنظيم «حراس الدين» الإرهابي، واستهدافه أي تحرك معاد كما حدث أمس خلال تعامله بالوسائط النارية المناسبة مع الإرهابيين خلال نقلهم عتاداً عسكرياً باتجاه النقاط المتقدمة في بلدات الخوين والتمانعة والزرزور، جنوب شرق إدلب وإيقاع قتلى وجرحى في صفوفهم وتدمير آليات عسكرية بحوزتهم.

وكشفت مصادر إعلامية معارضة مقربة من «النصرة» لـ«الوطن» أن الاعتقاد السائد لدى قيادات الصف الأول فيها، أن تعزيزات الجيش العربي السوري الهدف منها التحضير لمعركة واسعة النطاق تستهدف السيطرة أولاً على «المنزوعة السلاح» بدليل اتخاذ الجيش مواقع هجومية، وبدء سلاح الجو المشترك السوري الروسي عمليات عسكرية اصطفائية تطول مخازن الذخيرة والسلاح واجتماعات القيادات.

وأكدت المصادر أن قواعد «النصرة» بدأت تستشعر الخوف من قيام الجيش بشن هجوم على مواقعها ومعاقلها على خطوط تماس «المنزوعة السلاح» وعلى طول جبهاتها في أي لحظة، وأن القيادات العسكرية لـ«النصرة» متيقنة من اتفاق أنقرة على صيغة «صفقة» مع موسكو خلال لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأربعاء الماضي.

ولهذه الغاية، استنجدت «النصرة» بـ«حراس الدين» و«الحزب الإسلامي التركستاني» وتيار «المهاجرين» المنشق عن نهج زعيمها أبو محمد الجولاني استعداداً للمعركة المصيرية المقبلة في إدلب، بحسب المصادر الإعلامية المعارضة التي رجحت وصول تعزيزات من «أخوة» السلاح إلى جبهات القتال بأرياف إدلب الشرقي وحماة الشمالي والشمالي الغربي قادمة من جسر الشغور وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وحملت المصادر «تحرير الشام» مسؤولية ما سيحدث في ظل رفضها لتطبيق بنود «المنزوعة السلاح» منذ 17 أيلول الفائت لإيجاد مخرج يحفظ ماء وجه الضامن التركي للاتفاق، وهو ما أشار إليه أمس المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف حينما صرح بأن اتفاقات موسكو مع أنقرة بخصوص إدلب «لم تنفذ بالكامل وبأن الوضع فيها «يثير قلق» دمشق وموسكو، مشيراً في حديث للقناة الروسية الأولى إلى تأكيد أنقرة بأن اهتمامها منصب ومركز على الوضع في إدلب.

وأكد بيسكوف أن «أي عمليات عسكرية تركية داخل الأراضي السورية يجب أن تراعي بدقة وبصرامة، سلامة ووحدة التراب الوطني في هذا البلد». وبالتزامن مع المتغيرات المرتقبة شمالاً، تصدت الدفاعات الجوية السورية أمس لأهداف معادية في سماء مدينة اللاذقية بالقرب من قاعدة «حميميم» العسكرية الروسية ومدينة جبلة.

وأفاد مصدر عسكري لوكالة «سبوتنيك»، بأن أصوات الانفجارات التي سمعت في أرجاء مدينة اللاذقية ناجمة عن التصدي لطائرات مسيرة اقتربت من قاعدة «حميميم»، مشيراً إلى أن عدد الطائرات التي تم التصدي لها 3 طائرات.

وعلى هذا الصعيد، علق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكازاخستاني بيبوت أتامكولوف على الوضع في إدلب.

وقال لافروف خلال المؤتمر: “ما يزال في إدلب وكر للإرهابيين وهذه حقيقة واضحة، وأكد زملاؤنا السوريون التزامهم بالقضاء على هذه البؤرة”.

وأضاف لافروف أن الجانب الروسي مستعد لمواصلة اتخاذ إجراءات بموجب الاتفاق مع تركيا حول إدلب، بما في ذلك إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول المنطقة الأمنة.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن  وجود تنظيم “جبهة النصرة” في محافظة إدلب السورية لا يتوافق مع اتفاقات موسكو وأنقرة بشأن حل مشكلة الأمن في هذه المنطقة

وقال لافروف: “حقيقة أن النصرة موجودة الآن، واستحواذ “هيئة تحرير الشام” على أغلبية المنطقة، بالطبع، لا يتوافق مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها من أجل حل مشكلة منطقة الأمن في إدلب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى