فتح وحماس ومهرجانات النفاق

من المؤلم ان قادة فتح وحماس يقودان القضية الفلسطينية إلى الهاوية بترهاتهم الصبيانية، ومن المؤسف ان الفصيلين يقودان محور المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، ومن المخزي ان تكون مناكفاتهما خبرا رئيسيا تتناوله معظم الفضائيات والمجلات والصحف العربية والعالمية، ومن المحزن ان نرى مواقع التواصل الاجتماعي تعج بتعليقات الشتائم والوعيد من مناصري الفصيلين.

قادة فتح وحماس لا يرون جنود الاحتلال على أرض الوطن، ولا 550 مستوطنة وبؤرة استيطانية حتى هذه اللحظة في المناطق التي من المفترض ان تكون تحت السيادة الفلسطينية، ولا أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطينيي يقبعون في الشتات، ولا اكثر من 1700 منزل هدمتها إسرائيل بين عامي 2000 و2017 في القدس مما أدى إلى تهجير نحو 10 آلاف فلسطيني. كما إنهم لا يدركون ان أكثر من نصف سكان غزة 53% يعانون فقرا مستطيرا مما يهدد السلم الاجتماعي، وان القدس تدنّس وتهوّد، ولا يسمعون صراخ وبكاء أهالي 234 شهيدا ارتقوا في سبيل الحرية من 1-1-2018 إلى 30- 9 – 2018.

مهرجانات الفصيلين لا تهدف الى جمع الجماهير الفلسطينية من أجل تعزيز الوحدة الوطنّية، ولا لإيجاد قاعدة مشتركة للانطلاق معا في عمليّة التحرير، ولا للعمل على ترسيخ الديموقراطية لتخريج قيادات المستقبل لهذا الشعب، ولا للعمل معا لتسويق قضيتنا بطريقة فعّالة في المحافل الدولية.

مهرجاناتهم هي منصّات شتائم ووعيد وانقسام ونخب وتقاسم غنائم. فقادة فتح وحماس استعانوا ببوصلة الكيد وطعن الآخر والمحاصصة للسير على طريق التحرير، وربطوا مستقبل فصائلهم بأشخاص لا ببرامج يستطيع الوطن أو الأجيال الصاعدة الاستفادة منها، وعجزوا عن الاتعاظ من أخطائهم الجسيمة التي أدت إلى انهيار المشروع الفلسطيني لتحرير الأرض بسبب هزائمهم المتتالية وعدم قدرتهم على تحرير….شبر…واحد من أرضنا المحتلة منذ انطلاقة حركتيهما.

ومع كل هذه الحقائق فإنه من  السذاجة، والانانية، وحتى الخيانة أن تنفق حماس وفتح المال والوقت الثمين على مهرجانات لتذكّرنا…. فقط ….بذكرى انطلاق كل منهما، خصوصا اننا منذ انطلاقهما خسرنا مزيدا من الأراضي من خلال الاستيطان المستمر، وتم تهجير الآلاف من أبناء شعبنا، وانتشر الفساد في جميع المؤسسات الفلسطينية، وقسّم الشارع الفلسطيني بناء على الانتماء الحزبي وليس الوطني، وأصيب الجميع بالكلل والملل من الحديث عن مصالحة  لا يريدها الطرفان، ممّا أدى لدفن قضيتنا تحت وابل من القرارات الأمميّة الفضفاضة، وأصبحنا نعاني من احتلال ثلاثي: إسرائيلي وعربي، وفلسطيني- فلسطيني.

شعبنا المناضل يعتبر هذا الانحدار الخطير كافيا لتغيير هذه الفصائل لصالح نظام جديد يعمل على انتشال القضية الفلسطينية من القاع والنهوض بها فلسطينيا وعربيا وعالميا، وان عدم إيجاد نظام جديد سيقود إلى المزيد من التجاوزات الإسرائيلية، وتقويض وتقزيم تضحيات المقاومة الفلسطينية.

شعبنا الفلسطيني بكل مكوّناته وأطيافه قدّم قوافل من الشهداء الذين يكّن لهم كل الإجلاء والإكرام؛ هؤلاء الأبطال قدّموا أرواحهم فداء لفلسطين ومن أجل تحريرها وحريتها وكرامة شعبها، وليس من أجل الفصائل التي كانت قلة منهم تنتمي إليها.

خلافات فتح وحماس لا تخدم المشروع الوطني الفلسطيني، ونذكر قادة الفصيلين بمقولة المتنبي التي تنطبق على مهرجاناتهم ” يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.”

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى