مهاتير محمد يلقّن القادة العرب درسا في كرامة الشعوب والأوطان

 

رفض رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد منح رياضيين إسرائيليين تأشيرات لدخول بلاده للمشاركة في بطولة دولية للسباحة ستقام في ولاية ” ساراواك ” الماليزية في الفترة ما بين 29 تموز 2019، و 4 آب 2019، وقال ” إننا لا نسمح لهم (بدخول أراضينا) وإذا كان الرياضيون الإسرائيليون مصرين على المشاركة في البطولة فهذا يعتبر خرقا لمبادئ السياسة الماليزية ” وأضاف قائلا في تحد واضح للجهات المنظمة للدورة ” حتى إذا كانوا يريدون سحب حق استضافة الدورة من ماليزيا فيمكنهم فعل ذلك.”

مهاتير محمد نجح في انقاذ بلاده من الفقر والتخلّف، وحوّلها إلى نمر ” من نمور آسيا “، وإلى دولة من أكثر دول العالم تقدّما وازدهارا بديموقراطيتها وعلومها وصناعاتها وزراعتها ومؤسساتها وبنيتها التحتية، ووقف إلى جانب الحق الفلسطيني ورفض التطبيع مع إسرائيل، وهاجمها في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أكتوبر عام 2018 بقوله” إن العالم يكافئ إسرائيل بقتلها الفلسطينيين بالاعتراف بالقدس عاصمة لها” وأضاف ” إن إسرائيل هجّرت الفلسطينيين عام 48 واستولت على أرضهم ومزارعهم وبيوتهم ثم هي ذاتها قتلتهم وذبحتهم وأجبرتهم على الهجرة.”

ماليزيا وسنغافورا وكوريا الجنوبية التي صنعت معجزات وأذهلت العالم بإنجازاتها كانت دولا فقيرة لا تملك بحارا من النفط والغاز وفوسفات وأراض زراعية شاسعة كالتي نملكها نحن العرب؛ لكن رجالا من أمثال مهاتير محمد، والزعيم السنغافوري لي كوان يو، قادوها بأمانة وإخلاص وتمكّنوا من تحقيق تلك المعجزات؛ فما الذي فعله الحكام العرب بتريليونات الدولارات التي دخلت خزائنهم؟ لقد سرقوها وبعثروها على بناء القصور وشراء الطائرات واليخوت الخاصة الباهظة الثمن وفي نوادي القمار وعلى المؤامرات والحروب ضدّ بعضهم بعضا، وكان من الممكن لو أنهم صرفوها على بناء الإنسان، وتصنيع وتطوير الزراعة والعلوم والبنية التحتيّة أن يكون الوطن العربي الآن من أكثر مناطق العالم تطورا ورخاء.

مهاتير يوجّه صفعة لإسرائيل ويمنع رياضييها من الدخول إلى بلاده ويعتبرها دولة عدوّة، بينما الحكام العرب يتسابقون في طلب ودّها واستقبال قادتها وفرقها الرياضية والفنية والسياحية في عواصمهم، ويتخلّون عن فلسطين والقدس، ويخطّطون معها ومع الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة عسكريّة مع إيران ستكون نتائجها كارثية.

مهاتير لقنّ بتصرفه الشجاع هذا القادة العرب درسا في كرامة الشعوب والأوطان؛ ولهذا فإن المقارنة بينهم وبينه كالمقارنة بين الثرى والثرية. مهاتير رجل صادق مخلص لوطنه وحريص على مستقبل شعبه، بينما معظم القادة العرب عملاء فاسدين فاشلين جلبوا الكوارث والنكبات لنا ولوطننا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى