استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الأحد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج لدى وصوله إلى قصر الحسينية.
وكان السراج قد وصل عمّان مساء امس السبت، والتقى اليوم الأحد خلال الزيارة التي يرافقه فيها وفد يضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين، مع رئيس الوزراء عمر الرزاز.
وعلى هذا الصعيد كشف مصدر اردني مطلع عن لقاء مرتقب بين رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، في عمان، اليوم الأحد أو غداً الإثنين، ضمن وساطة تُجريها المملكة، في إطار الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية، وإمكانية تقريب وجهات النظر بين الرجلين.
وقال المصدر إن هذا اللقاء غير المعلن، الذي ينتظر أن يُعقد بين السراج وحفتر في عمان، لم يحدد موعده ما إذا كان اليوم أو غدا، لكن مسؤولي الحكومة انتهوا من إعداد البنود والنقاط الرئيسية للقاء، وينتظر أن تُعرض على السراج اليوم قبل أن يعقد اللقاء.
وبحسب المصدر، فإن ملف الانتخابات والإطار الدستوري لإجرائها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، أبرز ملفات اللقاء، فيما أكد حفتر ضرورة إجراء الانتخابات وفق قانون انتخابات، وإرجاء الاستفتاء على الدستور إلى ما بعد الانتخابات.
وكان السفير الليبي في عمان، محمد البرغثي، قد أشار إلى لقائه بحفتر الأربعاء الماضي، مؤكداً “حرص اللواء المتقاعد على وحدة الوطن وأمنه، والتزامه بإجراء الانتخابات، واحترامه للتداول السلمي للسلطة”، لافتا، في تدوينة على صفحته الرسمية في “فيسبوك”، إلى أن حفتر يعتبرها “أمورا بالغة الأهمية يجب البناء عليها”.
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي للسراج وصوله رفقة وفد حكومي إلى عمّان، مساء أمس السبت، ضمن زيارة عمل يجريها في أول زيارة له إلى الأردن منذ توليه منصبه.
وذكر المصدر أن سفراء دول كفرنسا وروسيا وإيطاليا سيكونون قريبين من كواليس اللقاء المرتقب، في إشارة إلى دعم هذه الدول لمساعي الأردن.
وقال “أغلب الدول الداعمة لحفتر، كالإمارات ومصر، لا ترى صواب مساعي عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، في التقارب مع مجلس الدولة في طرابلس من أجل إعادة تشكيل حكومة الوفاق والإطاحة بفايز السراج، ولذلك تدعم جهود التقريب بين حفتر والسراج”، مؤكداً أن مساعي النواب والدولة “لن تكون لها أية قيمة في حال اتفق الرجلان على تفاهمات من شأنها تشكيل حكومة وحدة وطنية”، مؤكداً أن نقطة الخلاف الرئيسية بين السراج وحفتر تتمثل في قبول اللواء المتقاعد بالخضوع لسلطة السراج المدنية، مقابل حصوله على مناصب هامة كرئاسة الأركان ووزارة الدفاع.
وبيّن المصدر أن “نتائج لقاء الأردن في حال نجاحه ستذهب فورا لتفعيل لقاءات القاهرة الرامية إلى توحيد المؤسسة العسكرية، أما جهود مجلسي الدولة والنواب فستذهب أدراج الرياح قريبا، حيث تُجري البعثة الأممية استعدادات مكثفة لإطلاق الملتقى الوطني الجامع، الذي سيحل محل المجلسين، وعلى الأقل نتائج التفاهمات بين الشرائح الليبية خلال الملتقى لن تقبل بتغيير الحكومة خلال فترة الإعداد للانتخابات، وستعتبر التقارب بين حفتر والسراج ضامنا لنجاح الانتخابات”.
وكان عقيلة صالح قد دعا لجان مجلسي الدولة والنواب إلى “سرعة تكوين مجلس رئاسي جديد، بحسب مقررات الاتفاق بينهما والتعديل الدستوري الذي أعلن عنه مجلس النواب الأسبوع الماضي، والقاضي بتحصين قانون الاستفتاء، وتغيير شكل عضوية المجلس الرئاسي برئيس ونائبين، بدلا من المجلس الحالي المكون من تسعة أعضاء”.
غير أن المصدر أكد أنه “حتى الآن لا يمكن التكهن بأي شيء”، مؤكدا أن لقاء عمان المرتقب بُني على أساس تفاهمات أولية بين السراج وحفتر خلال مؤتمر باليرمو.